الرئيسية   تأثيرات العولمة

تأثيرات العولمة

تأثيرات العولمة

استكمالاً لما نشرناه سابقاً عن بحث إشكاليات الإعلام في عصر العولمة، نتابع بعرض تأثيراتها المتعددة و على كافة المستويات..و نورد فيما يلي أهمها :

  • المستوى السياسي :

إن التأثير الأكثر وضوحاً للعولمة في هذا المستوى، يتمثل في التوجه "لتقويض" السيادة الوطنية للدول، وإعادة النظر في مفهوم الدولة الكلاسيكي، من خلال "إعفاء" الدولة الوطنية من بعض الصلاحيات، أو "تحجيم" دورها في بعض الميادين، ودفعها للامتثال لتكون نموذج كوني مختلف، في مجال التنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

 

  • المستوى القانوني :

السعي لتوحيد التشريعات القانونية في العديد من المجالات الحيوية، خاصة في المجال التجاري والجمركي والضريبي، لا سيما بعد السعي لتوحيد العملات النقدية (في المجموعة الأوروبية مثلاً).

 

  • المستوى الثقافي :

و فيه يتبين السعي "لتذويب" الثقافة المحلية أو الوطنية، رغم المقاومات التي تظهر هنا وهناك، والتي تكتسي في الكثير من الحالات طابعاً عنيفاً.

و يمكن الاعتراف بأن المستوى الثقافي أصبح يشكل مجالاً لمقاومة العولمة، وذلك باعتبار أن الثقافة تشكل أرضية للتمايز والتباين، فالثقافة مصنع للاختلاف بين الآراء والأفكار والعادات والتقاليد.

إن الثقافة التي سادت منذ 3500 سنة قبل ميلاد السيد المسيح، كانت مرتبطة بالمكان أو بموطن محدد، أما الثقافة الكونية الحديثة التي بدأت ملامحها في البروز، فهي غير مرتبطة بمكان معين أو بموطن محدد، إنها ثقافة الشبكات والوصلات الإلكترونية، ثقافة المكان الواحد الممتد والزمن الشامل أو الزمن الواحد، وكما يقال أصبح العالم قرية صغيرة تدور فيها الأفكار والثقافات والآراء بسرعة متناهية.

هذا..و لا يمكن فصل العولمة عن أدوات الاتصال والتواصل، فمنذ ظهور التلغراف في 1793م، إلى انترنيت في التسعينيات من القرن الماضي والبشرية تتبادل الأخبار، والمعلومات، والبضائع، والسلع المادية والرمزية، والخدمات والقيم، بسرعة متزايدة، و إذا كان لوسائل الاتصال الفردية والجماهيرية دوراً أساسياً في امتداد تداعيات العولمة في الميادين المذكورة أعلاه، فما هو تأثير العولمة في الإعلام؟؟ هل يكمن في تغيير طبيعة الإعلام؟؟ هل يكمن في مضمونه؟؟ هل يكمن في رؤيته للجمهور؟؟ هل يكمن في تغيير طبيعة المؤسسة الإعلامية؟؟

قبل التفكير في الإجابة على هذه الأسئلة التي نفضل صياغتها في شكل فرضيات يمكن التأكيد على ما يلي :

من الصعوبة بمكان الفصل التعسفي بين الأداة التكنولوجية والمضمون الذي تحمله، فكل أداة تكنولوجية جديدة تسعى لتلبية حاجات اجتماعية وثقافية مختلفة عن تلك التي سبقت، وتحمل مضامين غير محايدة ومختلفة.

                                                                                        صادق إبراهيم

 



عدد المشاهدات: 2445

من يمسك زمام أمورنا؟؟

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-30

توزيع جوائز

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-28

تأثيرات العولمة

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-16

المسابقات والهدايا الدعائية

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-10



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى