الرئيسية   بـــرج إيــفــل

بـــرج إيــفــل

بـــــــــــــرج ايفــــــــــــــل

 

بني برج ايفل أمام قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس بمناسبة مرور مائة عام على الثورة الفرنسية عام 1889م، حيث قام غوستاف ايفل بتصميم البرج ليكون مدخلاً مميزاً للمعرض الدولي في باريس، وقد أخذ لقب البرج اسمه (برج ايفل) نسبة لمصممه، حيث أظهر هذا المصمم القدرة التقنية الفرنسية الهائلة آنذاك، وبلغت تكلفة بنائه وقت الإنشاء حوالي /7,800,00/ فرنك ذهبي فرنسي وتم استرداد الكثير من هذا المبلغ الضخم من خلال مبيعات التذاكر لزوار هذا البرج، وفي عام 1964م تم تسجيل البرج على لائحة الآثار التاريخية لمدينة باريس.

بدأت أعمال الإنشاء في 26 يناير عام 1887 واستمرت لمدة 26 شهراً بمشاركة ما يقرب من /50/ مهندساً و/300/ عامل حيث تم في الخمسة أشهر الأولى بناء الأساسات بينما استغرق بناء البرج 21 شهراً التالية، لتنتهي جميع الأعمال في 31 مارس 1889، وافتتح رسمياً في 6 مايو 1889، وتعتبر الفترة التي تم فيها البناء قياسية وذلك نظراً للأدوات المتاحة في ذلك العصر ومقارنتها مع مدى الدقة والضخامة التي تميز بها هذا البناء، ويتكون البرج من (18,038) قطعة حديد و(2,5) مليون مسمار ويزن إجمالاً (10,100) طناً، حيث يرتكز على أربعة أعمدة مكونة فيما بينها قاعدة أبعادها 125×125 متراً أي بمساحة 15,625 م2.

أدرك مصمم البرج ومعاونيه أن أهم ما سيواجههم لبناء أعلى برج في العالم حينها هو ضغط الرياح، لذا أجريت العديد من التجارب لمعرفة قدرة دعائم البرج الأربعة على مواجهة الرياح والقوى الداخلية الناتجة عنها.

لقد صمم البرج في البداية لكي يبقى (20) عاماً فقط ثم يزال، ولكن حين تم استخدامه كبرج اتصالات ألغيت تلك الفكرة، وبعد استخدام الجيش له في معركة مادين أصبح هذا البرج رمزاً للنصر في فرنسا.

تم استخدام ما يقارب (7300) طن من المعادن واستخدام (10000) طناً من المواد غير المعدنية في بنائه ويلزم ما يقارب من 50 إلى 60 طناً من الأصباغ كل سبع سنوات لوقايته من الصدأ، وعندما أنشئ عام 1889 بارتفاع (984،25) قدم، أصبح بهذا الارتفاع أعلى برج في العالم وبقي كذلك حتى بناء برج كرياسلر في أمريكا عام 1930 بارتفاع (1047) قدم.

لاقى البرج حين تشييده نقداً لاذعاً من العامة وامتلأت الصحف برسائل الاعتراض على بنائه، حيث قال الروائي غادي دي موبسات والذي كان من أهم المعارضين له، عندما سئل لماذا يواظب على وجبة الغذاء في مطعم البرج، أجاب لأنه المكان الوحيد الذي لا يمكن رؤية هذا البرج منه.

وفي العاشر من أيلول عام 1889 زار توماس أديسون البرج ووقع في دفتر الزوار، إلى مهندس البرج ايفل: أهنئك على شجاعتك الكبيرة في بناء هذا الصرح الجميل وهذه المعجزة الهندسية لقد تفوقت ونلت احترام جميع مهندسي العالم.

وأدخل البرج نظام تحميل جديد على ذلك العصر، فقد اهتم بنقل البضائع للطابق الأول والثاني وصادف ذلك العديد من المشاكل وخاصة عند تبديل العربات وانحنائها والذي كان أمراً جديداً على الصناعات الميكانيكية حينها وصمم نظام التحميل وقتها بواسطة شركة روكس كوبازير وليياب.

ومنذ افتتاحه عام 1889 ورغم توقعات غوستاف ايفل أن يزور البرج سنوياً (500) ألف زائر لكن الواقع فاق توقعه، حيث بلغ عدد زوار البرج في السنة الأولى لافتتاحه مايقارب (2) مليون زائر بينما قفز هذا الرقم إلى (36) مليون في 2005 وفي عام 2012 استقبل البرج الزائر رقم /200/ مليون له منذ إنشاؤه، ويمكن مشاهدة عموم باريس من أعلى البرج في صورة بانورامية رائعة وتناول الوجبات الشهية في مطاعمه، وليلاً مشاهدة أضواء ومعالم مدينة باريس الخلابة، كل هذا يؤدي ليكون برج ايفل في مقدمة المعالم السياحية الأوربية طوال هذه العقود سواء من حيث عدد الزوار أو من حيث عمره ليومنا هذا حيث يقارب (125) عاماً أو من حيث ارتفاعه الذي بلغ (324) متراً، ويعود حق ملكية البرج لبلدية باريس حيث تقوم شركة متخصصة بإدارته لصالحها، ويدر هذا البرج مبالغ مالية طائلة سنوياً على مدينة باريس، حيث يدفع الزائر لبرج ايفل (10,70) يورو حسب احصائية عام 2005 مقابل تذكرة تقوده للبرج، ويعتبر ذلك من أعلى العوائد في العالم، وتبلغ مساحة كل دور في البرج حسب التتالي الدور الأول (57,63) متراً، الدور الثاني (115,75) متراً والثالث (276,13) متراً، أما عن إضاءته تم تركيب نظام متكامل من الإضاءة يحتوي على (20000) لمبة إضاءة بواقع (5000) لمبة في كل جانب و40كم من الأقطاب الكهربائية و (4000) وصلة كهربائية و(8000) أجزاء ولوحات وصناديق كهربائية و(230) م2 من شبكات الأمان الكهربائية و(10,000) كيلو واط من الطاقة الكهربائية، ومنذ انتهاء أعمال هذا البرج إلى يومنا الحالي أصبح قبلة للعديد من العلماء والمهندسين والباحثين يستخدموه في إجراء التجارب المختلفة سواء كانت متعلقة بالطقس أو سقوط الأجسام الحرة أو الرصد، ولكل ما سبق ذكره فإن برج ايفل يعتبر ولا يزال يعتبر أكبر وأجمل معلم في العالم يقصده الزائرون من كل حدب وصوب حيث يعتبر لوحة فنية نادرة الوجود وبكل المقاييس.

 

غسان الشحادة



عدد المشاهدات: 2050

من يمسك زمام أمورنا؟؟

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-30

توزيع جوائز

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-28

تأثيرات العولمة

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-16

المسابقات والهدايا الدعائية

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-10



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى