الرئيسية   البالة

البالة

البالة     

                                          سترة الفقراء

كنا في الماضي ندخل بخوف وحرص إلى محلات البالة وكأنه إثماً نخجل منه، خوفاً من أن يرانا الآخرون، أما اليوم فأصبحنا ندخل إليها دون أي شعور بالحرج بسبب  واقع معيشتنا الأليم والمرير كوننا لا نملك الجرأة لدخول المحلات الفخمة أو وكالات الألبسة.

البالة هي محلات كثيرة تملك اسماً شاسعاً واحداً (ألبسة أوروبية مستعملة) وهي ليست طارئة على مجتمعاتنا الفقيرة بل يرتبط وجودها بوجودنا وإن سوء الأحوال المادية إضافة إلى غلاء المعيشة وغلاء المنتجات الجديدة وخاصة مع وجود موديلات لكل فصل ولون وعوامل كثيرة جعلت للبالة زبائنها الأكثر والشريحة الأكبر من المواطنين وانتشرت أسواقها وتنوعت قوانينها ومصادرها ومرتاديها عداك عن مضارها الصحية والاقتصادية ونستطرد تباعاً بحيث نجد أن الإفلاس الفكري يساوي إفلاس الجيوب.

ونلحظ تطور تجارة البالة وخاصة في بعض البلدان العربية والغربية خصوصاً وأصبحت نوعاً من الأسواق الموازية للألبسة الجاهزة الجديدة بل تنافسها بالجودة في أكثر الأحيان خاصة أنها تلبي رغبات شرعية لا بأس بها بل تراعي وضع جيوبهم البائس.

وتنتشر البالة في أوروبا بوضوح تحت اسم second hand ويتداولها الأوربيون علناً لما يحتاجون من ملابس للعمل والزراعة والصناعة كألبسة مستعملة وبدون أية نظرة إزدراء وهنا التباين بين المجتمعات الغربية ومجتمعاتنا الشرقية التي ترتاد البالة سراً وخجلاً كأنه عيب والسبب هو حالة الإفلاس والفقر المتقع وتارة أخرى هو إفلاس فكري وعقلي وتبقى الحقيقة والواقع على الأرض الأصدق.

وإذا ما عرضنا على حالة الاقتصاد في بلدنا فنرى أن قوانين وزارة الاقتصاد في سوريا لا تمانع من افتتاح وترخيص محال الألبسة المستعملة ولكن شريطة أن تكون ألبسة وطنية وكذلك لا تمانع من افتتاح محال ألبسة أوروبية مستعملة ولكن استيراد البضاعة أمر غير مسموح بالقانون، لذا يضطر أصحاب هذه المحال للسفر إلى دولة لبنان أو شراء البالات المختومة حسب الوزن وتهريبها لداخل البلد.

وأما تبرير وزارة الاقتصاد فهو كونها ألبسة أو مواد مجهولة المصدر وغير آمنة صحياً ومضرّة بالسوق الوطنية وعلى تسويق المنتجات الوطنية.

تصنيف البالة حسب الجودة: وإذا ما أردنا أن نصنف أنواع البالة فتكون حسب الآتي: إن أفضل أنواع البالة المستعملة هي (الكريما) وهي غالباً تصافي محلات انكليزية غير مستعملة وسعر القطعة مرتفع نسبياً مقارنة بالقطع الأخرى، تليها البالة السويسرية وتحل بعدها الأمريكية التي تحوي بالعامية (ما هبّ ودبّ) من الأنواع والنماذج والموديلات التي لا نهاية لها.

وغالباً من يحدد السعر هو صاحب المحل فالأسعار ثابتة تقوم على ذمة البائع وعليك باقتناص الفرص واللقطات وأنت وحظك كما يقال بالعامية.

ونصل أخيراً للبضاعة الوطنية التي باتت تمثل نيراناً مشتعلة تحرق جيوب المواطنين بلهيبها، ولا تتناسب مع دخل الفرد مما يدفع الناس للتوجه إلى منطقة الإطفائية في دمشق كون محلات البالة فيها تتناسب مع حالتهم المادية فضلاً عن جودة بضاعتها مقارنة بالصناعة الوطنية التي تماثلها بالسعر.

نتمنى من الجهات الوصائية أن تدعم صناعة الألبسة الوطنية لتلبي حاجات الناس على اختلاف شرائحهم لتكون منافساً لهذه البضاعة المستوردة لما ستحققه لدخلنا الوطني من فائدة.

نبيل خضور



عدد المشاهدات: 3374

من يمسك زمام أمورنا؟؟

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-30

توزيع جوائز

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-28

تأثيرات العولمة

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-16

المسابقات والهدايا الدعائية

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-10



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى