أمين الخياط

في ذاكرة الوجدان

(( أمين الخياط ))

كثيرة هي النبارس التي أضاءت الطريق الفنية السورية، اختلفت أسماؤها وتعددت اهتماماتها، وتميزت بعزف منفرد في اختصاصها عربياً وعالمياً...

وفي هذا المقام يحضرنا عازف القانون السوري الشهير أمين الخياط، الذي كان له بصمة خاصة في عالم الفن، ولأنامله مداعبةً لا تنتهي مفاتنها على أوتار آلة القانون الموسيقية....

ولد الفنان أمين الخياط في 21 آب عام 1936 في حي العمارة بدمشق، حيث اعتاد أن يسمع الموسيقا من صغره، ويرى أهم الموسيقيين في تلك الفترة عند زيارتهم باحة منزل والده عبد العزيز الخياط، ومن بينهم: رفيق شكري ـ حليم الرومي ـ نجيب السراج ـ ميشيل عوض وغيرهم، الذين اعتادوا إقامة الحفلات كل يوم خميس0

من هنا ازداد ولعه لتعليم الموسيقا حيث درس في المعهد الموسيقي الشرقي وكان متفوقا" وتعلم فيه العزف على آلة القانون 0

زارت أم كلثوم دمشق في خمسينات القرن الماضي لإحياء حفلتين، وكان أمين الخياط ما يزال طالبا"، وقد كان من ترتيبات الاحتفاء بقدوم كوكب الشرق أن قدم المعهد حفله الخاص، وعزف حينها أمين على القانون، والتقى بالسيدة أم كلثوم وجهاً لوجه، وعزف أمامها بعض التقاسيم، ثم المقدمة الموسيقية لأغنية ذكريات التي أطربتها، وأثنت على عزفه وهنأته بموهبته المميزة.

كذلك عندما زارت نجاة الصغيرة دمشق عام 1954 لإحياء مجموعة من الحفلات، وكان من المقرر أن يقود فرقتها عازف القانون محمد العقاد، وهو أستاذ أمين الخياط الذي درسه في المعهد،

لكن حدث أن دعي العقاد لسفر مفاجئ، فرشح بديلا" عنه تلميذه أمين الخياط لقيادة الفرقة، وفوجئت نجاة ببراعته، وأثنت على ما قدمه من عمل جميل على الرغم من صغر سنه0

انطلق بعدها أمين الخياط للعزف مع فرقة ميشيل عوض، وكانت خطواته الأولى مع الفنانة سعاد محمد.

عمل أمين الخياط في إذاعة حلب مع مديرها عادل خياطة، واستغلاً معاً في تدوين التراث الحلبي الغنائي، وبدأ من هنا التلحين، ومن أبرز ما لحنه ( ديالونج ) و ( تضلّي تخطري على بالي )، وقد غناه كل من الفنانة مها الجابري والفنان سمير حلمي.

ثم انشأ أمين الخياط فرقة الأوتار الذهبية التي ضمت كبار الملحنين حينها، مثل إبراهيم جودت ــ سمير حلمي ــ عدنان أبو الشامات.

وقد نافست هذه الفرقة أهم الفرق الموسيقية في سوريا والوطن العربي، وتميزت بما قدمته وأصبحت ركناً مهماً يعتمده التلفزيون السوري منذ بداية نشأته عام 1960.

سافر أمين الخياط في جولة أوروبية استغرقت عامين ونصف، وقد وضح هدفه من السفر للتعرف إلى ما هو جديد، وتقديم العزف الشرقي لإثراء الحضارة الغربية وتعريفها على حضارة شعوبنا المتميزة.

وعندما عاد ألف الكثير من الألحان والمقطوعات الموسيقية والأغاني الوطنية، وغنى ألحانه أهم الأصوات العربية، مثل صباح فخري ــ وردة الجزائرية ــ سميرة توفيق ــ فهد بلان ــ شادي جميل.

ومن الجدير بالذكر أن عازف القانون أمين الخياط تولى العديد من المناصب الإدارية الفنية، والوظائف التي من شانها أن أغنت الخط الموسيقي الثقافي في سوريا.

حسام توتنجي