أحمد رامي

في ذاكرة الوجدان

(( أحمد رامي ))

كثيرة هي الأشعار التي ترسخت في الذاكرة كنقشٍ على حجر، وتتوجت بالمعاني كبريقِ ماسٍ المعٍ، هي للروح حياة العاشق، وللوجدان رحيل إلى ما وراء الأفق....

أحمد رامي...صاحب الكلمة النابضة الخافقة في النفس المحبّة...الشاعر الأبرز لكلمات غنّتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم.. معشوقته....

أحمد رامي...شاعر مصري من أصل تركي، ولد عام 1892 في حي السيدة زينب بالقاهرة في مصر، درس في مدرسة المعلمين، وتخرج منها عام1914، وسافر بعدها إلى باريس في بعثة من أجل تعلم نظم الوثائق.

لقب أحمد رامي بشاعر الشباب، و قد كانت سعادته الحقيقية تكمن في نجاحه بإيصال الفكرة.

عشق أحمد رامي أم كلثوم عشقاً حقيقياً متهالكاً، و عانى الكثير من عشقه الجارف لها، و ولعه العارم بها، و الذي استمر مدة خمسين عاماً.

من هنا كانت عبارات رامي منبعاً ثرياً في مواطن الوله والولع والهوى، وكانت كلماته بمثابة كنز ضخم، نهلت منه كوكب الشرق أم كلثوم الكثير من القصائد العظيمة التي شدتها بصوتها القوي، مائة وسبع وثلاثون أغنية كتبها أحمد رامي لكوكب الشرق، و لم يتقاضى مليماً واحداً عنها، لأن الأغنية عنده قطعة من نفسه وروحه وخياله، يهذب معانيها وألفاظها، فلم يشأ أن يسري عليها نظام العرض والطلب.

و خير مثال على تلك الأشعار هو كلمات أغنية عودت عيني على رؤياك :

عـودت عيـني على رؤيــاك و قلــبي..سلـمــلــك أمـري

أشـــــوف هـــــــنا عــينــي فــي نـــظـــــرتـــــك لـيـــا

و ألــــقــى نـعــيــم قـــلـبــي يوم ما التـــقــيـك جنـبــي

وإن مر يوم من غير رؤياك ما ينحسبـش من عــمـري

كما كتب الشاعر أحمد رامي أغنية (( حيرت قلبي معاك ))، و عندما كانت أم كلثوم تخاصمه وتهجره كان يقول ويكتب كلاماً أعظم و أعمق من كلامه الذي يقوله في الوصال، و مثال على ذلك كلمات أغنية يا ظالمني :

يا ظالمني...يا هاجرني...وقلبي من رضاك محروم

تلوعني وتكويني...تحيرني وتضنيني

ولما أشكي تخاصمني...وتغضب لما أقولك يوم...يا ظالمني...

كانت أم كلثوم تدرك أنه يحبها، ومن العجيب أنها أحبت رجلاً آخر وتزوجته، الأمر الذي زاد شقاء أحمد رامي.

عندما توفيت أم كلثوم عام 1975 دخل في حالة اكتئاب شديد، وكتب أجمل الأشعار وأعذبها في رثائها، ثم كسر القلم وهجر الشعر، بعد أن قدم معظم روائعه الشعرية شكوىً وحنيناً و ألماً.

ومن أبيات أحمد رامي في رثاء أم كلثوم :

ما جال في خاطري أني سأرثيها بعد الذي صنعتُ من أشجى أغانيها

قد كنت اسمعها تشـدو فتطـربـني والـيوم اسمعني أبــكـي وأبـكـيـهـــا

و من أعماله التي قدمها كأغنيات :

على بلد المحبوب 1935.

كيف مرت على هواك القلوب 1936.

افرح يا قلبي 1937.

النوم يداعب جفون حبيبي 1937.

هجرتك 1959.

جددت جبك ليه 1952.

توفي الشاعر أحمد رامي في مصر في 5/7/1981 م.

حسام توتنجي