كتاب ((حياتي مع بيكاسو))

كتاب (( حياتي مع بيكاسو))

لـ فرانسواز جيلو- كارلتون ليك

كارلتون ليك: كاتب وصحفي من المهتمين بقضايا الفن المعاصر صدر له كتاب ((قاموس فن التصوير الحديث)) عمل مراسلاً صحفياً لصحيفة نيويوركر وأطلانتيك الشهيرة وكانت موضوعاته الرئيسية التي نشرها عن رواد الحداثة الفنية.

فرنسواز جيلو: فنانة تشكيلية فرنسية من مواليد عام 1921، متخصصة بالأدب والقانون من جامعة السوربون.

التقت بيكاسو عام 1943، وتأثرت به تأثراً كبيراً بأفكاره وآرائه وفنه وقادها هذا إلى الزواج به وهي في عمر 25 سنة وهو في 75 سنة من عمره.

اجتمع كارلتون وفرنسواز جيلو لإصدار هذا الكتاب عن شخصية فذّة شغلت القرن العشرين برمته وهي لـ بابلو بيكاسو ( 1881-1973) وظلت سيرته وآراؤه وأعماله التي قلبت موازين الجمال، تحتل جزءاً كبيراً من الثقافة المعاصرة.

وفي هذا الكتاب تحكي فرنسواز جيلو قصتها مع بابلو بيكاسو بصراحة متناهية وبصيرة نافذة فهي أول من أمعن في الكشف عن شخصية بيكاسو بوجهيها الفني والإنساني فهي التي عاشت معه قرابة العشر سنوات، فتقول الكاتبة إن بيكاسو عبقري متقلب المزاج وشكاك، ملول، فصيح اللسان، شديد القلق، وهو رجل لم يتوقف عن محاربة الزمن والأعراف والتقاليد، ولم يتوقف عن الإبداع.

كما إن هذا الكتاب يضعنا أمام الحقائق الفنية التي توصل إليها بيكاسو من خلال تجاربه وكيف كان ينظر إلى الحداثة التي أسهم بها والمدى الذي وصل إليه.

وبذلك يسعنا أن نفهم فهماً أعمق، التجارب اللاحقة والمسار الذي اتخذته الحداثة فيما بعد، وفضلاً عن ذلك فإن هذا الكتاب يضعنا أمام حقائق أخرى كعلاقته الوثيقة بالمدارس التشكيلية الكلاسيكية على الرغم من عملية الهدم التي ألحقتها بالشكل التقليدي للوحة.

ومن يقرأ هذا الكتاب يشعر بمدى الحب الذي تحمله المؤلفة لبيكاسو وإعجابها الكبير بطاقته الخلاّقة لأكبر قوة فنية مؤثرة في العالم مرت بالقرن العشرين.

ففن بيكاسو يحتوي كل الحضارات، وهو حلقة وصل بين عصور متباينة وهو وإن كان نقطة تحول حاسمة بين الكلاسيكية والحداثة، فإنه أيضاً نقطة انطلاق لا حدود لها من المتمرد على المفاهيم الفنية المتوارثة.

وتكمن أهمية هذا الكتاب في رفده للمكتبة العربية التي تفتقر إلى معرفة الكثير من منجزات وعبقرية بيكاسو الفنية والذي أصبح جزءاً من تاريخ العالم.

وفاء ديبو

عدد المشاهدات: 2457