الرئيسية   أبــــــــــو الروايـــــــــــــــة نجيب محفوظ

أبــــــــــو الروايـــــــــــــــة نجيب محفوظ

أبــــــــــو الروايـــــــــــــــة نجيب محفوظ

 

نجيب محفوظ هو أبو الرواية والأعمال الأدبية واسمه بالكامل هو نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا ولد في حي الحسين في القاهرة عام 1911 من أسرة متوسطة الدخل، كان لديه أربع أخوة ذكور وأختين وهو كان أصغرهم وكان من ضمنهم واحد وكيل لديوان المحاسبة وأخ له في الجيش وكل أهله وافتهم المنية قبله، وكان والده موظف في الدولة اسمه عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا وعائلة الباشا أطلقت على نجيب محفوظ تحت اسم نجيب باشا محفوظ وهذا اللقب كان في الأغلب مستوحى من الطبيب رشيد المعروف الذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة في حي الحسين وهو أخصائي أمراض النساء والولادة... وفي حي الحسين الشعبي والتاريخي استوحى نجيب محفوظ رواياته مثل (خان الخليلي 1946 وبين القصرين 1947 وقصر الشوك 1957 والسكرية 1957) وكلها أسماء لحارات ضيقة وطويلة إلى جانب بعضها في حي الحسين ومن هذا الحي أخذ نجيب محفوظ فكرة الحارة التي استعملها كرمز للمجتمع المصري والعالم كحياة وبشر حيث تظهر الحارة في كثير من رواياته كرمز للسلطة من كل جوانبها ويقلبها ما بين العدل والظلم والطيبة والقسوة وشخصية (الفتوة) والشهامة والنذالة كلها شخصيات من الحارة المصرية، وراح نجيب محفوظ إلى أبعد من ذلك فجعل صورة الحارة المصرية هي صورة العالم كله بأفكاره واتجاهاته وصراعاته الكبيرة مثل رواية (أولاد حارتنا) وملحمة الحرافيش حيث أبدع نجيب محفوظ في هاتين الروايتين بإبراز نماذج إنسانية فحول صراع الانسان للوصول للمعرفة والعدل وتوازنه مع نفسه والمجتمع والحياة.

عايش نجيب محفوظ في شبابه ثورة 1919 التي جسدت الشعور بالقومية المصرية وانتاب المصريين إحساس بالفخر الوطني والعزة القائمة على الإيمان بتاريخ مصر ووحدتها الوطنية.

حصل نجيب محفوظ على شهادة البكالوريا ودخل قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول وتخرج بدرجة ليسانس في الفلسفة عام 1934م وخلال فترة الجامعة تأثر نجيب محفوظ كثيراً بشخصيتين مهمتين أثروا على توجهاته الفكرية والأدبية وعلى أسلوب كتاباته وأدبه ورواياته وهما الشيخ مصطفى عبد الرزاق مصطفى الذي كان وقتها أستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب والشخص الثاني كان المفكر سلامه موسى الذي كان مفكراً مستنيراً ينادي بالحرية والتطور والتقدم، وبعد تخرج نجيب محفوظ من الجامعة اشتغل موظف إلى حين أحيل على التقاعد لغاية 1971 وفي نفس الوقت وهو في وظيفته الحكومية ركز على الكتابة في البداية وتأثر بأعمال تشيخوف وتولستوي ودوستويفسكي كما تأثر بالأدب الروسي، ومن أهم الوظائف التي عمل بها خلال مشوار وظيفته الحكومية كانت كاتب في إدارة الجامعة عام 1934 لغاية 1938 وبعدها اشتغل سكرتير برلماني لوزير الأوقاف وقتها الشيخ مصطفى عبد الرزاق 1938 لغاية 1950 وبعدها تعين مديراً لمؤسسة القرض الحسن وهذه الوظيفة سمحت له الاختلاط مع عامة الناس اللذين نسج منهم شخصيات في رواياته ومنها رواية ((الستات البلدي)) ثم بعدها عمل مدير مكتب وزير الإرشاد ثروت عكاشه الذي رقاه فيما بعد لمركز رئيس مؤسسة دعم السينما، وأمضى نجيب محفوظ حياته موظف في الحكومة وفي نفس الوقت في كتابة الروايات وعمل على تنظيم حياته بين العمل الوظيفي وكتابة رواياته واختار لنفسه أن يكون أديباً وكاتباً يكتب قصص وروايات فقط وأنه عن طريق الكتاب يستطيع أن يعبر عن مواقفه وأفكاره ورفض أن يعمل في الصحافة رغم إغراءات كثيرة قدمت له ورغم أنه ارتبط في فترة من الفترات بصحيفة الأهرام إلاّ أن عمله فيها كان ينشر حسب وقته وظروفه هو ولم يكن ارتباطاً بعمل ولم يكن صحفي لأنه لم يكن يحب هذه الصفة، والجديد ذكره أن روايات نجيب محفوظ أثارت البلبلة كثيراً ومنعت له عدة روايات من النشر بسبب أفكاره السياسية الجريئة وبعض معتقداته الدينية في مجتمع محافظ آنذاك ومن أهم رواياته المثيرة للجدل (أولاد حارتنا) حيث نشر فيها لعدد من سور القرآن المحرمات وعن هذه الرواية قال نجيب محفوظ رجال الدين فهموا الموضوع غلط ولو قدر لي أن أقابلهم وأجلس معهم لأقنعتهم، ووصل موضوع هذه الرواية لمكتب الرئيس جمال عبد الناصر وقتها، ومن أبرز من كتب عن أدب نجيب محفوظ هو سيد قطب وكان بمناسبة روايته (خان الخليلي) حيث وصفه بأبدع العبارات وعمل على وصف أسلوبه الأدبي ودقة كلماته بأبهى وصف لغوي جميل.

ونشير أيضاً إلى دور المقاهي في حياة نجيب محفوظ حيث كانت الأماكن التي يقضي فيها وقت فراغه مع أصدقائه ومنها يلتقط بحاسته الأدبية والفنية شخصيات رواياته والتقى نجيب محفوظ مع توفيق الحكيم في الاسكندرية عدة مرات أثمرت عن روايات لنجيب محفوظ بعد تأثره بتوفيق الحكيم ومنها رواية ((اللص والكلاب)) وميرامار وحاز نجيب محفوظ على عدة جوائز في حياته ولعل أبرزها جائزة القرن للأدب العربي كله، ولأول أديب عربي هي جائزة نوبل للآداب عام 1988 وغيرها من الجوائز والأوسمة نذكر منها جائزة قوت القلوب الدهرداشيه عن رواية رادوبيس 1943 وجائزة وزارة المعارف عن رواية كفاح طيبة عام 1944 وجائزة مجمع اللغة العربية عن رواية خان الخليلي 1946 ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى 1962 ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى 1972 ومن أهم مؤلفاته ورواياته نذكر بداية ونهاية 1960 واللص والكلاب 1962 زقاق المدق 1963 السمان والخريف 1967 والحب تحت المطر 1973 والكرنك وحكايات حارتنا 1975 قلب الليل 1975 حضرة المحترم 1975 والجوع وأصدقاء الشيطان وأهل القمة والحرافيش والتوت والنبوت ومجمل رواياته حولت إلى أفلام ومسرحيات عظيمة لازالت ليومنا هذا تحمل عظمة اسم هذا الأديب الكبير وختاماً نذكر بعض من أقواله المأثورة: (مصر هي المولد والمنشأ والمعاش وليست مجرد وطن محدود لكنها تاريخ الانسانية كله وأنا أحب الإقامة فيها وأرجو أن لا أتركها) .

ومن أقواله: (إن مشكلة البشرية كلها في الظلم، والظلم يؤدي للعنف وأناشد العالم على إحقاق الحق ونشر السلام ليعيش العالم بمختلف أجناسه وألوانه بسلام).

توفي نجيب محفوظ في عام 2006م وكانت له جنازة كبيرة إذ بوفاته كانت خسارة كبيرة لمصر والعالم العربي والأدب والفكر ونختم بقول مأثور له:( رغم كل ما يجري حولي فإنني ملتزم بالتفاؤل حتى النهاية ولولا النصر الغالب للخير ما استطاعت البشرية أن تنمو وتتكاثر).

                 المحامي

موسى سامي خليل



عدد المشاهدات: 4499

الموسيقى .... ثقافة و علاج

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-06-20

قراءة في كتاب

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2016-11-08

الاينيادة ( Aeneid)

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-01-03

ماري عجمي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2015-10-18



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى