الرئيسية   ابراهيم هنانو

ابراهيم هنانو

إبراهيم هنانو

الطير الحر

(1869-1935)

ولد إبراهيم هنانو في قصبة كفر تخاريم من أعمال قضاء حارم بمحافظة إدلب، والده سليمان بن محمد هنانو، ووالدته كريمة الحاج علي الصرما من أعيان كفر تخاريم.

تلقى دراسته الابتدائية في بلدته وتابع المرحلة الثانوية في حلب، ولما بلغ سن العشرين التحق بالجيش العثماني ليقضي خدمته العسكرية لكنه لم يمضِ فيها سوى ثلاثة أشهر، إذ سُمح له أن يتم دراسته وقد تأخر عن السفر حتى وضعت والدته شقيقه محمد، ثم توفيت والدته بعد خمسة عشر يوماً من الولادة، وبقي بعد وفاتها مدة أربعة شهور إذ لم يكن والده يحبذ فكرة سفره إلى الآستانة لإتمام علومه، لاعتقاده بأن الوظائف لا تليق بمنزلتهم وهم في غنى عنها باعتبارهم من طبقة كبار الملاكين الريفيين، وقيل أنه غادر البلاد دون علم والده.

أنهى دراسته الجامعية من معهد الحقوق ولم يُعط الشهادة لأن من شروط نيلها أن يصبح مديراً لمدرسة زهاء سنة، فكان أن عُين في حلب مديراً لمدرسة ليعين بعدها مديراً لناحية في ضواحي الأستانة لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة تزوج من فتاة من مهاجري أرضروم في بورسة ثم أصبح قائمقاماً بنواحي أرضروم، وبقي فيها أربع سنوات ولدت ابنته (نباهت) هناك ثم عاد إلى كفر تخاريم بعدما عُين مستنطقاً وبقي فيها ثلاث سنوات قبل أن يُنتخب عضواً في مجلس حلب الإداري، عُين بعدها رئيساً لديوان ولاية حلب وثم ثم انتخب مندوباً عن قضاء حارم في المؤتمر السوري الذي التأم في دمشق في ( الأول من كانون الأول 1919)، بعد ولادة ابنته نباهت باثنتي عشرة سنة وُلد ابنه طارق، توفي والده وتوفيت زوجته بعد ولادة ابنها طارق باسبوعين.

في العاشر من تشرين الأول عام 1918 هاجم الفرنسيون المرافئ السورية اللبنانية، ولم ينته عام 1918 حتى كان الفرنسيون قد احتلوا جميع هذه الموانئ من طرابلس حتى اسكندرون.

في ليلة 18-19 نيسان عام 1920 قام فصيل من الثوار بالهجوم على حارم بقيادة إبراهيم هنانو واستعادوها من الجيش الفرنسي الذي انطلق من منطقة اسكندرون تكبد العدو اثنين وثلاثين قتيلاً إضافة للأسرى، وقد هرب قائدهم الفرنسي الكابتن (لوروا) من ميدان المعركة ليتحصن مع باقي رجاله بقلعتها، وكان عدد رجال إبراهيم هنانو حوالي أربعمئة رجل.

وكانت قد نشبت في سورية الشمالية أولى الثورات ضد الفرنسيين الذين بدأوا باحتلال الساحل السوري، أي المنطقة الغربية قبل التوسع باتجاه الشرق والشمال، ولم تتوقف الثورات باستيلاء الفرنسيين على جميع المدن السورية، بل ازدادت شدة مع مرور الزمن.

حيث كان أكبر الثائرين شأناً في هذه المناطق الزعيمان: إبراهيم هنانو قائد ثورات المنطقة الشمالية والشيخ صالح العلي قائد ثورة الساحل الشمالي وقد ترأس هنانو أربع ثورات في المنطقة الشمالية:

  • الأولى في منطقة أنطاكية المعروفية بالقصير بقيادة يوسف السعدون.
  • الثانية في منطقة صهيون ومركزها الحفة حيث قاد عمليات المقاومة عمر البيطار.
  • الثالثة في جبل الزاوية وتزعمها مصطفى الحاج حسين وأعلنت الثورة رسمياً في جبل الزاوية منطقة إدلب أوائل آذار عام 1921.
  • الرابعة: بقيادة ابن كفر تخاريم وساعد إبراهيم هنانو الأيمن السيد نجيب عويد الذي ولد عام 1870.

لاحق الثوار فلول الفرنسيين المنسحبين عبر حارم باتجاه حلب التي وصلت في (7كانون الأول 1920) بعد هزيمة ساحقة وخسروا خلال عشرة أيام حوالي ألف قتيل تقريباً.

لقد خاض رجال الثورات الأربع عشرات المعارك ضد القوات الفرنسية وكان إبراهيم هنانو القائد الأعلى لهذه الثورات التي عُرفت بمجموعها بـ (الثورة الهنانية).

قاتل إبراهيم هنانو قتال الأبطال الشرفاء صابراً على جور الاستعمار مكافحاً لأطماعه، متصدياً لعملائه الذين صنعهم ليبرزوا كرجال وطنيين وهم حقيقة أعداء الوطن وعملاء خونة يحرفون توجهات الناس وتطلعاتهم ليرضوا بالذل تحت سلطة الاستعمار، استطاع إبراهيم هنانو ورجالات الثورة أن يكشفوا زيف هؤلاء وأن يثبتوا خطى الناس على دروب النضال لأجل الاستقلال والسيادة وحرية الأوطان، لهم منا هؤلاء الرجال الميامين في ذكرى حرب تشرين التحريرية اليوم أفضل سلام على ما صنعوه لعزة بلدنا ووحدة أراضيها.

 

نبيل خضور



عدد المشاهدات: 4648

ندرة اليازجي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-03-07

فيروز..نغم الشرق الأبدي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-11-13

صباح فخري

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-21

وديع الصافي..قديس الطرب العربي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-09-12



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى