الرئيسية   ممتاز البحرة

ممتاز البحرة

في ذكرى الأربعين يوماً على رحيل الفنان التشكيلي السوري ممتاز البحرة

منذ أربعين يوماً..نعت الساحة الفنية في سوريا الفنان التشكيلي، رسام الكاريكاتير، ممتاز البحرة عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد نصف قرن من مسيرة فنية رائدة.

خاص لموقع المؤسسة العربية للإعلان...

من خلال زيارة أمين تحرير موقع المؤسسة العربية للإعلان إلى مقر مجلة أسامة و لقاء رئيس تحريرها الأستاذ قحطان بيرقدار، تم الإطلاع على نوافذ هامة في حياة الفنان الراحل ممتاز البحرة، كان أهم مفاصلها تشكيل الراحل فريق عمل لمجلة أسامة مع الكاتب عادل أبو شنب الذي كتب شخصية أسامة، و هو فتىً يانع، و قد تم اختيار اسم الشخصية تيمناً باسم الصحابي أسامة بن زيد بن حارثة، الذي عرف ببطولاته رغم صغر سنّه.

و أوضح بيرقدار أن أهم ما يميز أعمال الفنان البحرة في رسوم الأطفال هو محاكاتها للواقع و اقتباسها منه، و التماس جوانب الفرح كثقافة تنشأ بها الأجيال، مشيراً إلى أن الفنان البحرة كان رائداً في تقنيات التشريح الفني لكافة الرسوم، الأمر الذي أغنى الشخصيات المرسومة بصور أشبه بالواقع.

و لفت رئيس تحرير مجلة أسامة إلى أن هناك العديد من الفنانين التشكيليين الذين تتلمذوا في مدرسة الفنان البحرة، و منهم الفنانة لجينة الأصيل، و آخرون مشَوا على خطاه الفنية، كان أبرزهم الفنان أمجد الغازي الذي عمل جاهداً للحفاظ على هذا الإرث الفني الخاص.

و في ختام اللقاء الذي احتضنته أروقة مجلة أسامة..أشار بيرقدار إلى أنه تم تكريم الفنان ممتاز البحرة بتاريخ 4 / 12 / 2016 في المركز الثقافي العربي بمنطقة أبي رمانة، أي قبل وفاته بما يزيد عن الشهر، مبيناً أن المركز استضاف معرضاً خاصاً بلوحات البحرة لمدة أسبوع.

و أكد بيرقدار أن العدد القادم من مجلة أسامة لشهر آذار، سيصدر بعنوان (( عدد ممتاز البحرة )) لأنه يتميز بإعادة نشر رسومات الفنان الراحل التي قدمها سابقاً للمجلة.

سيرة حياة الفنان ممتاز البحرة...

ينتمي ممتاز البحرة لعائلة دمشقية، لكنه ولد في حلب 9 أيار عام 1938بحكم عمل والده الرياضي والمربي الأستاذ محمود البحرة آنذاك كمفتش لمادة التربية الرياضية في مدينة حلب.

يعدّ الفنان الراحل أحد رواد الجيل الثاني في الحركة التشكيلية السورية، حيث كان عضواً بارزاً في مجلس نقابة الفنون الجميلة في دمشق، وعمل أيضاً مدرساً في معاهد ومدارس سورية، وشارك في جميع المعارض الرسمية في مختلف المحافظات السورية، بالإضافة إلى مشاركاته الخارجية في معرض "ملامح من الفن العربي السوري" في المهرجان العالمي في "كوبا" في العام 1978، وفي معرض شخصي في مدينة "يريفان" في "أرمينية".

تربى ممتاز البحرة في بيئة دمشقية محافظة وهو أكبر أخوته، وقد عاشت العائلة أغلب الوقت في منطقة شعبية من مدينة دمشق، لتنتقل فيما بعد إلى حي المهاجرين .

كان له من العمر خمسة وعشرون عاماً عندما توفي والده عن عمر لا يتجاوز الواحد وخمسون عاماً، فتولى رعاية أخويه، أما وفاة أخيه الأوسط مخلص عن عمر 24 سنة فقد تركت جرحاً عميقاً في نفسه، و قد تزوج من السيدة فردوس البحرة وله ثلاثة أولاد.

الفن في حياة ممتاز البحرة...

بدأ الفنان ممتاز البحرة دراسة الفنون في مصر بالقاهرة إبان الوحدة بين سوريا ومصر مع زملاء سوريون له، مثل نذير نبعة وغازي الخالدي، و مصريون، مثل محمد اللباد، لكن وفاة والده في السنة الدراسية الرابعة والانفصال بين الإقليمين السوري والمصري حالا بينه وبين إنهاء دراسته في مصر، و عاد إلى سورية، الأمر الذي اضطره للبدء من السنة الثانية لإكمال دراسته بجامعة دمشق في كلية الفنون الناشئة، فتخرج مع دفعة الخريجين الأولى لكلية الفنون اختصاص تصوير فني (أي رسم فني)، حاصلاً على إجازة في الفنون الجميلة، وكان من المتميزين بدفعته، ومن مدرسيه محمود حماد وحسين إسماعيل ومحمود جلال، وسعيد تحسين.

بعد التخرج عمل البحرة كمدرس للفنون الجميلة لمدة 23 سنة، فبدأ في مدينة الحسكة في شمال سوريا لمدة سنتين في معهد إعداد المدرسين، ليعود فيما بعد للتدريس في مدينة دمشق في عدة ثانويات ومعهد إعداد المدرسين، لكنه وجد صعوبة في الجمع بين التدريس وعمله الفني فاستقال مبكراً.

بدأ الراحل البحرة حياته الفنية في العام 1955 بممارسة الرسم الصحفي والكاريكاتيري، لذلك يعتبر أحد مؤسسي الرسم الصحفي والكاريكاتيري في سورية، محاولاً إدخال مفاهيم الفن التشكيلي إليه، وهو أيضاً من أوائل فناني الرسم التعليمي المدرسي في سورية، حيث قدم عدة رسوم توضيحية لمرحلة التعليم الأولى.

أما أهم الصحف والجرائد التي عمل بها الفنان البحرة جريدة الصرخة السورية التي كان يصدرها أحمد علوش وجريدة الرأي العام، وجريدة صدى الشام، وصحيفة الطليعي، وجريدة الثورة، وفيما بعد جريدة تشرين، كما عمل بمجلات عدة مثل مجلة المعلمين ومجلة الجندي ومجلة التلفزيون العربي السوري.

في بداية الثمانينات كان قد اعتزل البحرة رسم الكاريكاتير، بعد أن تعرض لعدة مضايقات من مدراء التحرير لتعديل حدة الكاريكاتيرات التي قدمها، إلا أن أحداث الانتفاضة في الأرض المحتلة قد دفعته للعودة مجدداً لعالم الكاريكاتير، فقام بتنفيذ معرض كاريكاتيري في دمشق عن الانتفاضة ومعاناة أهلنا في فلسطين والأراضي المحتلة.

و أما في أدب الأطفال فيعد ممتاز البحرة أهم رساميه، إذ رسم للكتب المدرسية التابعة لـوزارة التربية السورية التي تناقلها الأطفال في السنوات المدرسية الأولى، فأحب الأطفال شخصياته باسم ورباب، ولعل أكثر ما كان ذا تأثير جلي على الأطفال في سورية والعالم العربي رسومه للمسلسلات المصورة (الكوميكس) التي أبدع فيها.

كما يعدّ الراحل البحرة الأب الروحي لمجلة أسامة، التي أسسها عام 1969 مع الكاتبين عادل أبو شنب و سعد اللـه ونوس، والقاص زكريا تامر، و هو أيضاً مؤسس مجلة الطفل العربي.

يذكر أن المجلتين أسامة و الطفل العربي صادرتين عن وزارة الثقافة في دمشق.

بعد ذلك..توجه ممتاز البحرة للعمل في المجلة الأطفال اللبنانية البيروتية مجلة سامر، حيث قدم عدة مسلسلات لنصوص كتبها عادل أبوشنب، كما عمل ببعض الصحف المحلية، مثل مجلة الطليعي التابعة لمنظمة طلائع البعث، و قام برسم العديد من اللوحات الزيتية، إلا أنه مقل بذلك عموماً، ومن أهم لوحاته لوحة ميسلون المعروضة في بانوراما الجندي المجهول على سفح جبل قاسيون ومساحتها 25 متر مربع.

توفي ممتاز البحرة في دمشق صباح يوم الاثنين 16 كانون الثاني 2017، بعد عزلة اختيارية في دار السعادة للمسنين.

 

ملك عبد السلام



عدد المشاهدات: 8462

ندرة اليازجي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-03-07

فيروز..نغم الشرق الأبدي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-11-13

صباح فخري

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-21

وديع الصافي..قديس الطرب العربي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-09-12



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى