الرئيسية   أسمهان

أسمهان

أسمهان

ليت للبراقِ عيناً

فترى

ما ألاقي من بلاءٍ وَعَنَا

 

عُذِّبَت أختُكُمُ يا ويلكُمُ، بعذابِ النكرِ صبحاً ومِسا

غلَّلوني، قَيَّدوني، ضربوا جسميَ الناحلَ مني بالعصا

 

قَيِّدوني!  غَلِّلوني!  وافعَلوا ماشِئتم جميعاً مِن بلا

فأنا كارهةٌ بغيتكم ويقيني موتُ شيء يُرتَجى

 

كلمات صدحت بها حنجرة ذهبية..انطلقت لتترجم آهات العذاب في روح ساكنها التمني، و للجمال في بوح الآلام سكنةٌ لم تندثر، و عينان لم تفارقهما غموض الذكريات..فكانت لذاكرة الوجدان ألق لم ينطفئ..

 

المطربة الراحلة أسمهان..قامة فنية سورية..

 

ولدت المطربة أسمهان في 25 تشرين الثاني عام 1912، اسمها الحقيقي آمال الأطرش، تعود أصولها إلى محافظة السويداء السورية، والدها فهد الأطرش، الذي كان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها لبنانية الأصل اسمها علياء المنذر، ولدى أسمهان شقيقان هما : فؤاد وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف، الذي كانت على وفاق تام معه، وهو الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت، مثال أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد وغيرهن، كما كان لها شقيق ثالث يدعى أنور وشقيقة تدعى وداد الذين توفيا صغيرين قبل مجيء الأسرة إلى مصر.

ولدت أسمهان على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا، مروراً ببيروت إلى سوريا، حيث استقرت الأسرة في جبل العرب بالسويداء، وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي الأمير فهد في عام 1924، واضطرت والدتها الأميرة علياء بسبب انطلاق الثورة السورية الكبرى إلى مغادرة البلاد و التوجه بأولادها إلى مدينة القاهرة في مصر، و قد أقامت العائلة في حي الفجالة و هي تعاني من البؤس والفاقة، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة، و الغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.

ظهرت مواهب آمال الغنائية والفنية باكرًا، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم، و أغاني محمد عبد الوهاب وشقيقها فريد.

 وفي أحد الأيام استقبل فريد في المنزل (وكان وقتها في بداية حياته الفنية) الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع آمال تغني في غرفتها، و طلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد، فغنت و أعجب داود حسني بصوتها، ولما انتهت قال لها :

  "كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا توفيت قبل أن تشتهر، لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان"  وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان.

في عام 1931 بدأت أسمهان تشارك أخاها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين، بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، وصوتها ((السخي، الفياض بالشجو المرنان)).

في سنة 1934 تزوجت أسمهان من الأمير حسن الأطرش، وانتقلت معه إلى جبل العرب  في سورية، ليستقروا في قرية عرى مركز إمارة آل الأطرش، لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات، رزقت خلالها ابنة وحيدة اسمها كاميليا، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر، وقد عاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء و تدخل ميدان التمثيل السينمائي.

فتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت عام 1941 أول أفلامها و هو بعنوان :

( انتصار الشباب ) إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم، و خلال تصوير الفيلم تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان، ثم تزوجته عرفياً، ولكن زواجهما انهار سريعًا وانتهى بالطلاق، دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش.

وفي سنة 1944 مثلت أسمهان في فيلمها الثاني والأخير ( غرام وانتقام ) إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم و سجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، و قد شهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.

سبق لأسمهان أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم يوم سعيد، إذ شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت مجنون ليلى، كما سجلت أغنية محلاها عيشة الفلاح في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية  ليت للبراق عينًا في فيلم ليلى بنت الصحراء.

في الوقت الذي كانت تعمل فيه أسمهان بفيلم غرام وانتقام استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي بالسفر إلى رأس البر، لقضاء فترة من الراحة هناك، فقصدت المكان صباح يوم الجمعة 14 حزيران 1944، ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في ترعة الساحل الموجودة حاليًا في مدينة طلخا، حيث لقيت مع صديقتها حتفهما، أما السائق فلم يصب بأذىً، الذي اختفى بعد الحادثة ليظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب.

 



عدد المشاهدات: 3569

ندرة اليازجي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-03-07

فيروز..نغم الشرق الأبدي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-11-13

صباح فخري

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-21

وديع الصافي..قديس الطرب العربي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-09-12



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى