الرئيسية   الموسيقى .... ثقافة و علاج

الموسيقى .... ثقافة و علاج

الموسيقى..

ثقافة وعلاج

 

الموسيقى أول مهذب للخلق، فهي كما يقول أرسطو ربة التهذيب والذوق والجمال، هي لغة النفس والعاطفة، ساعة الفرح أو الحزن.

الأديب جبران خليل جبران تحدث عن الموسيقى فقال :

الموسيقى لها علاقة بالملوك في القصور، والصروح والعساكر في ساحات الحرب والقتال، وبالراعي، والمسافرين في رحلاتهم وأسفارهم، وكل هؤلاء وغيرهم توحدهم لغة الموسيقى بأصوات لها من المؤهلات والقدرات ما يمكنها من النفوس والقلوب.

يعتقد العلماء بأن كلمة ( موسيقى ) يونانية الأصل، وهي صناعة يبحث فيها عن تنظيم الأنغام والعلاقات فيما بينها، وعن الإيقاعات وأوزانها.

تُعزف الموسيقى بواسطة مختلف الآلات العضوية ( صوت الإنسان - التصفيق )، وآلات النفخ ( الناي - البوق )، والآلات الوترية ( العود - القيثارة - الكمان )، بالإضافة إلى الآلات الالكترونية ( الأورغ ).

استخدمت الآلات الموسيقية عند الشعوب القديمة بشكل جعلها هبة من هبات الآلهة، كما نسب ابتكار بعض الآلات في رواياتها إلى آلهة، فمثلاً يعتبر أبولو أحد آلهة الإغريق القدماء إلهاً للموسيقى والطب، لذلك تعد الآلات الموسيقية والموسيقى جزءاً من حضارات الشعوب، ومرجعاً تاريخياً يستدل به عليها و ما حققته من تطور، و قد قال فيها أفلاطون ( الموسيقى هي حركة أصوات للوصول بالروح للتربية والفضيلة ).

وفي رأي هيرمن هسه الكاتب الألماني الشهير ( الموسيقى هي جوهر الثقافة الغربية ).

استخدمت الموسيقى أيضا كعلاجٍ منذ قرون، فكانت تمارس في العصور القديمة لطرد الأرواح الشريرة، اعتقاداً بأنها تؤثر على العواطف بما ينعكس على طبيعة الفرد و تهذيب روحه.

كما تم استخدام الموسيقى كعلاج أيضاً في المعابد المصرية، فبعد قيام علماء النفس بدراسات دقيقة تبين لهم أن للموسيقى اتصالاً مباشراً بالناحية الوجدانية لدى الإنسان، و أن أعصابه تتأثر بشكلٍ واضحٍ عند الاستماع إلى ألحانها المشوقة، لذلك تم إنشاء مستشفيات خاصة ومراكز للعلاج بالموسيقى، يعالج فيها المصابون بالأمراض العصبية والعقلية.

إذاً..هدف الموسيقى هو تخفيف الهمجية وتهذيب الأخلاق، فهي تترك الإنسان وجهاً لوجه أمام غرائزه وكأنها غريبة، وبهذه الطريقة تنقذه منها إذ أن تحويل الأهواء إلى موضوع للتصور يفقدها قوتها ويجردها من كثافتها، فيكفي أن نجسد ألمنا إلى الخارج حتى نتخلص منه.

الموسيقى هي في جوهرها اكتفاء الحاضر الغني بالمتعة الخالصة المنزهة والعميقة في تجردها، ذات متعة الزمن الصافي الذي تنعكف عليه النفس لتتأمله بخشوع وتصفو بها الحياة وتزدهر.

 

وفاء ديبو

 

 

 



عدد المشاهدات: 19560

الموسيقى .... ثقافة و علاج

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-06-20

قراءة في كتاب

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2016-11-08

الاينيادة ( Aeneid)

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-01-03

ماري عجمي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2015-10-18



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى