المكدوس... أكلة تراثية سورية

المكدوس..أكلة تراثية سورية

يقال " كل شي بوقته حلو "..لكن أهالي القرى و المدن السورية اعتقلوا الوقت ليعيشوه في أيام الشتاء الباردة, و ينعمون بخيرات الطبيعة التي يأتي بها فصل الصيف، بعد أن جمعوا كنوزه التي نثرتها الشمس فوق أرضهم, فأنبتت مواسم الخير و الحياة.

" مونة الشتاء مثل القرش الأبيض تخبئه لليوم الأسود "..هذا لسان حال ربات المنزل، اللواتي يعمدن على تكريس أوقاتهن لإعدادها مع بداية فصل الخريف، حيث تتحول البيوت إلى خلايا نحل لتوفير الزاد اللازم منها .

و على الرغم من "عصرنة " السلسلة الغذائية و تحول سيدات اليوم إلى الاستهلاك السريع من المحلات التجارية و الأصناف المعلبة, إلا أن " موضة المونة " لم تصبح آفلة، إذ لابد للجيل الحالي من الصبايا أن يواظبوا على هذا الفلكلور و يحافظوا على أصالة التقاليد الشعبية, حتى يمتزج عرق الجبين ببركة الأيادي فيعطي زاداً فيها من الصحة و العافية والحميمية التي يتنادى بها الناس بالمثل الشعبي "صار بيناتنا خبز و ملح ".

في لوحة تتعدد فيها ألوان المونة تتربع " مونة المكدوس " في الصدارة للذة طعمه, و غناه بالمكونات المفيدة.

يعرف "المكدوس" أنه من المأكولات التراثية الشعبية التي لا تجهل أي سيدة إعداده، كونه يجمع التقاليد و العادات السورية, فلا يخلو بيت من " قطرميزات المكدوس " و سائر المونة التي تتوضع في خزانة مخصصة للمونة تدعى " النملية ".

و المكدوس..أكلة شامية تشتهر بها بلاد الشام خصوصا سورية، و تعتبر حلب هي المدينة التي اكتشفت المكدوس عبر البانجان التادفي، ويتم اختيار الحبات صغيره الحجم) ، وأيضا هنالك سمعة محدودة للباذنجان الحمصي أو البلدي ولهما موسم خاص.

يشتهر السوريون بصناعة المكدوس منذ القدم، الذي يحفظ مغمورا بزيت الزيتون لمدة طويلة، و يعتبر أكلة من نوع المقبلات السورية بامتياز، فجميع مكوناته عبارة عن مقبل أو فاتح للشهية الثوم والزيت والفليفلة الحمراء، كما أن الباذنجان وهو المكون الرئيسي فيه يشبه في الطعم المخللات "الكبيس". يأكل المكدوس بجانب الوجبات الرئيسية أو على وجبة الإفطار وهو من ضمن بيت المونة عند السوريين ومعظم سكان بلاد الشام، فمن الزيتون إلى المكدوس و اللبنة و المخللات بأنواعها و المربيات وكلها منتجات محلية، لكل منها طعم و لون مختلف، لكن الجامع الوحيد بينها هوأنها "مونة البيت المجهزة بالأيادي الخيرة ".

إيفين كنعان

عدد المشاهدات: 6302