الرئيسية   صناعة المعارض

صناعة المعارض

صــنـاعـة الـمـعــارض

تعد صناعة المعارض من أهم الأدوات الاقتصادية التي أخذت حيزاً هاماً من اهتمام الدول في سعيها لتنمية هذا القطاع و تطويره فأخذت تستحدث الشركات المنظمة للمعارض و المراكز المتخصصة في الأبحاث، لتصبح صناعة لها كيانها الخاص و لتشكل عنصراً مهماً في نمو الاقتصاد وجزءاُ أساسيا في بناء التفاهم  و العلاقات بين الدول، لذا أطلق على هذه الصناعة صناعة الاجتماعات.

تأتي أهمية المعارض من الدخل الاقتصادي الذي تقدمه للمدينة المستضيفة وتعتبر ألمانيا من أهم دول العالم في إقامة المعارض الدولية حيث تتنافس المدن الألمانية فيما بينها لإقامة المعارض على أرضها بتقديم الكثير من التسهيلات و تأمين راحة الزائر و العارض على حد سواء.
ومقومات نجاح هذه الصناعة بالإضافة إلى التسهيلات المقدمة تحتاج أيضا إلى خبرات ترويجية كبيرة لإطلاق الحملات الإعلانية لها إضافة للإمكانيات الإدارية و التنظيمية و الكفاءة العالية في العلاقات العامة فالمعارض تسهّل للمستثمر أو التاجر أو المسوق أو المصنع للاطلاع على أحدث ما هو موجود في الأسواق و التعرف على متطلبات السوق كما يتسنى للزائر أو المستثمر و حتى الباحث للتحضير للمعرض قبل زيارته بأيام بالحصول على دليل المعرض أو يمكن له الحصول على المعلومات العامة قبل أشهر من الشركة المنظمة لتلك المعارض و بناء عليه يمكن للزائر أن يقوم بجدولة زيارته لأخذ المواعيد المسبقة من الشركات العارضة لاختصار الوقت و ضمان الحصول على المطلوب بدون تأجيل، لذلك على الزائر أن يحضر نفسه ببطاقة تعريف شاملة و وافية عن نفسه أو شركته من أجل الحصول على النتائج السريعة و كسب ثقة الجهات العارضة.

لقد أخذت صناعة المعارض تعكس آثارها على القطاعات الاقتصادية و السياحية و الثقافية و الاجتماعية حيث ساهمت في تنشيط الاقتصاد و انتشاله من الأزمات من خلال الدور التحفيزي الذي تلعبه في مشاركة العامة في تطوير المنتج و التعليم و تبادل المعارف و المنتجات و التقنيات الجديدة و الاستثمار و التطوير المهني , أما عن مساهمة المعارض في التنمية السياحية فيكفي أن نسبة الرحلات السياحية بغرض حضور المعارض و المؤتمرات تشكل 15 % من إجمالي السياحة في العالم و لهذا تقوم الكثير من الدول بربط استراتيجياتها السياحية بإستراتيجية تنمية قطاع المعارض و المؤتمرات فيها, أما الآثار الثقافية لقطاع المعارض و المؤتمرات فتأتي من خلال ما يلعبه  هذا القطاع من دور محوري في جلب الخبراء و توطين المعرفة من خلال إكساب الكفاءات الوطنية بالمعارف و العلوم و الخبرات الجديدة فالمؤتمرات و الندوات و المنتديات على سبيل المثال تعد وسيله متميزة في تطوير قدرات الأشخاص العاملين في جميع القطاعات الحكومية و الخاصة، وهي أيضا وسيلة فعالة لتبادل الثقافات وإبراز البعد الحضاري وإحياء التقاليد و التراث الأصيل.
وتتجلى الآثار الاجتماعية في كون المعارض و المؤتمرات بيئة خصبة لمشاركة المجتمع و تنمية التواصل و الترابط بالمجتمع المحلي، كما تعد المعارض و المؤتمرات وسيلة لإشغال أوقات فراغ أفراد المجتمع بجميع فئاته بما هو مفيد من النواحي التعليمية و التدريبية لذا و في ضوء أهمية المعارض في تبادل الخبرات و زيادة كفاءتها نجد أنه من الضروري اليوم دعم وسائل الأعلام الوطنية بمعرض تخصصي تشارك فيه كافة الوسائل الإعلامية والإعلانية الوطنية و بعض وسائل الإعلام الخارجية، بالإضافة إلى أجنحة تضم أحدث التقنيات والأجهزة المستخدمة اليوم لتحسين مستوى أداء الوسائل الإعلامية و ذلك كي نقدم لإعلامنا الوطني دفعة تحفيزية إضافية من خلال هكذا معارض تخصصية.
                                          

                                                    رهان عثمان

 



عدد المشاهدات: 1892



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى