الرئيسية   متى يجب فتح الصنبور؟؟

متى يجب فتح الصنبور؟؟

متى يجب (فتح الصنبور)..؟!

كتب أحمد العمار:

يعرف العاملون في صناعة التسويق والإعلان مدلول عبارة (فتح الصنبور) جيدا، والتي تشير إلى توقيت إطلاق حملات التسويق والإعلان فضلا عن تطوير الأعمال، خاصة مع بداية إقلاع المشروع، حيث الحاجة كبيرة لتقديمه للسوق وشريحة المستهدفين بصورة جيدة ومؤثرة.

والأهم من فتح الصنبور، هو توقيت هذا الفتح، والذي ينبغي ألا يتم إلا بعد ضمان جاهزية الخدمات والمنتجات، فما جدوى التسويق والإعلان عن منتج غير متوافر زمانا ومكانا، لا بل أن من شأن ذلك ترك أثر سلبي لدى مشتري السلعة أو طالبي الخدمة، ربما يدفعهم للعزوف عن التعامل مع المنشأة، وفقدان الثقة بها نهائيا.

كما أن تأخير فتح الصنبور لمرحلة ما بعد نزول المنتجات والخدمات إلى السوق يعني قصورا تسويقيا وإعلانيا، وأن الدفع بالسلعة أو الخدمة لعملاء ومستهلكين لا يعرفونها (بسبب تأخر الحملة الإعلانية)، فضلا عن عدم معرفة المنشأة المنتجة أصلا، ما يؤدي لاحتباس المبيعات، وبالتالي تجفيف الأرباح.

وهكذا، فإن الأهمية الاقتصادية لتزامن الأنشطة التسويقية والإعلانية، مع توافر السلع والخدمات، تجعل من المقولة الشهيرة (The time is money)، أي الوقت هو المال مقولة صحيحة بامتياز، إذ لا جدوى من التخطيط للمشروع ودراسة الجدوى الاقتصادية وجودة المنتجات والتوزيع إن لم يقد ذلك كله، وبالضرورة، إلى تنامي مبيعات وأرباح هذا المشروع.

وعادة، يعتمد المخططون والمشرفون على هذه الأنشطة على خمس مراحل تجعل من توقيت الإنطلاق توقيتا صحيحا وذا جدوى، حيث تتمثل المرحلة الأولى برفع سوية المنتج أو الخدمة جودة وتنافسا وتسويقا، إذ ليس من المقبول تلقي المنشأة لطلبات شراء تعجز عن تلبيتها ضمن أي من هذه الخطوط.

فيما تتمثل المرحلة الثانية بالبحث عن الدعم، والذي لا يتأتى بالحصول على عملاء ومستهلكين بالطرق التقليدية، بل عبر إيجاد عملاء مقتنعين وسعداء بالمنتج أو الخدمة، وسيكون لهؤلاء بالغ الأثر في دعم انطلاقة المشروع، وتعزيز وجوده في السوق من خلال المساهمة ودعم الحملات التسويقية والإعلانية، وكسب مثل هؤلاء العملاء يتطلب فهما ودراية كبيرين لعالم الأعمال.

وبعد وضوح هاتين المرحلتين، تأتي مرحلة تصميم وتحديد رؤية المنشأة للسوق المستهدفة، وهذا يقود إلى رسم سياسة استراتيجية (طويلة الأمد) للأهداف المتعلقة بالنمو والتوسع والاستحواذ وتحقيق أرقام متقدمة على مستوى المنافسة، وكذلك سياسة تكتيكية (قصيرة الأمد) لنوعية وشكل وأسعار وجودة المنتجات.

ورابعا، تأتي مرحلة الاستعداد للانطلاق بعد أن تم استكشاف السوق والمنتجات الأكثر جدوى وربحية، وبعد أن ضمنت المنشأة عملاء حريصين على التعامل معها، ولكن هذا الاستعداد يتطلب تفقد جاهزية فرق التسويق والإعلان والمبيعات، ناهيك عن خطوط الإنتاج والكوادر البشرية ومنافذ البيع وأسطول التوزيع، وغير ذلك..

وأخيرا، تبقى مرحلة جذب الانتباه (القفز في الماء على البطن)، وتعني أنه طالما امتلكت المنشأة الأدوات الضرورية اللازمة للإقلاع، صار بإمكانها إطلاق حملتها وإشهار اسمها وشعارها، وبعد أن حضر الماء بطل التيمم، وبات من الممكن فتح الصنبور، وليمتلئ الحوض..!



عدد المشاهدات: 790



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى