الرئيسية   الاقتصاد التطبيقي أدوات الإدارة في التطوير

الاقتصاد التطبيقي أدوات الإدارة في التطوير

الاقتصاد التطبيقي

أدوات الإدارة في التطوير

يعزف معظم المديرين عن استخدام المنهج الاقتصادي في صناعة واتخاذ القرارات، وذلك نتيجة لتصورهم أن الاقتصاد ليس أكثر من نظرية معرفية مجردة.

ولكن الاقتصاد يقدم عددا من الأدوات الاقتصادية الموجهة للمديرين التنفيذيين لمساعدتهم في اتخاذ القرارات الإدارية الفعالة وهي:

** مثلث الربح (التكلفة - القيمة – السعر) :

فالتكلفة هي ما تدفعه المنظمة للعاملين والموردين من أجل صناعة وتسويق وصيانة سلعها وخدماتها.

والقيمة هي إحساس المستهلكين بالفارق بين استخدامهم للسلع والخدمات وبين عدم استخدامهم لها.

أما السعر فهو مقدار ما يدفعه المستهلكون في سبيل حصولهم على تلك السلع والخدمات.

وعلى ضوء قدرة المديرين على الربط بين هذه العناصر الثلاثة، واستخدامها في اتخاذ قراراتهم الإدارية تتحدد قيمتهم أي (مقدار ما يتقاضوه من مرتبات ومكافآت)، وما لم تتوفر للمدير إحاطة مناسبة بهذه العناصر الثلاثة (هذا بالطبع إضافة لتوفر مجموعة من الصفات الخاصة به هو شخصياً، مثل الحكمة والخبرة والشجاعة والمهارة ) فلن يمكنه اتخاذ قرارات اقتصادية سليمة.

ولا يقصد بالإحاطة المناسبة هنا مجرد المعرفة النظرية، بل يقصد بها القدرة على الاستخدام والتطويع والمزج فيما بينها، من أجل تسخيرها لخدمة القرارات، أي القدرة على تحويل هذه المعرفة النظرية إلى أداة تطبيقية و جعلها قابلة للقياس، فالإدارة الناجحة تبدأ بقياس جوانب المشكلة المراد اتخاذ القرار بشأنها، بمعنى أن ما يمكنك قياسه يمكنك إدارته والعكس صحيح أيضاً.

** تكلفة الفرصة البديلة :

وهي مقدار الربح الذي خسره المشروع  بسبب عدم اختياره بالفعل، وبمعنى آخر هي مقدار ما يجب أن تضحي به مقابل ما ستحصل عليه.

وعلى الرغم من أن فكرة تكلفة الفرصة البديلة تبدو لأول وهلة خيالية، إلا أنها في واقع الأمر ليست كذلك، حيث أن لها أكثر من طريقة في الحساب والتقدير.

** المفاضلة :

تكون المفاضلة بين ضدين (التنازل عن شيء ما مقابل حصولك على شيء آخر)، لذلك تعتبر هذه الأداة الاقتصادية من أهم الأدوات المعاونة للمديرين في اتخاذ قراراتهم ، كما أن المفاضلة تعتبر الركن الأساسي الذي تقوم علية فكرة تكلفة الفرصة البديلة.

والمفاضلة بمعنى الاختيار بين ضدين أمر مارسه الإنسان منذ القدم، لذلك كانت المفاضلة وما زالت ترتبط ارتباطا وثيقا بكل جوانب الحياة الإنسانية، و قد عبرت عنها أمثلة شعبية عديدة مثل (قدم بالجنة و قدم بالنار – لا حلاوة من غير نار )، و تناولها علم الاقتصاد من خلال مبدأ اللذة والألم والتكلفة والإيراد والربح والخسارة، و لا يمكن للمدير إتمام عملية المفاضلة على أكمل وجه إلا بإيجاد أساس للمقارنة (نموذج) بين البدائل المتعددة، ثم يقوم بوزن كل بديل منها على أساس ذلك النموذج.

** مستوى التكلفة :

مع ازدياد التنافس الاقتصادي بين الشركات، أصبح السعر الأقل هو الهدف الذي يسعى وراءه الجميع، ولأن سعر البيع لا ينخفض بدون تكلفة إنتاج أدنى، أصبحت أداة دراسة وتحليل تكاليف المنظمة إحدى أهم الأدوات الاقتصادية التي تعين مديريها على اتخاذ قراراتهم، من خلال التحليل العميق لأنواع التكلفة التي تتحملها، وتشمل التكاليف الثابتة وإجمالي التكاليف المتغيرة، وتكاليف الإنتاج الكلية، وتكلفة الفرصة البديلة، وإجمالي التكاليف الاقتصادية للإنتاج، فالتكلفة الثابتة تتحملها الشركة، سواء أكان هناك إنتاج أو لم يكن، والتكلفة المتغيرة تتغير طرداً كلما تغير حجم الإنتاج، وبعد المقارنة يمكن للشركة أو المنظمة أن تصل إلى مستوى إنتاج معين أو مثالي، يحقق لها تكلفة منخفضة مع المحافظة على أسعار تنافسية وبالتالي زيادة الأرباح.

** العاملون والمعرفة والآلات :

العاملون في المنظمة هم عناصر العمل، والآلات هي عنصر رأس المال، والمعرفة هنا هي الإلمام بكيفية اتخاذ القرار، وذلك إشارة إلى المستوى الفني والتكنولوجي المستخدم في توليف عنصري العمل ورأس المال في المنظمة، وكلما أحسن المدير عملية التناغم بين عنصري العمل (متمثلاً في ساعات العمل أو في عدد العمال، ورأس المال متمثلاً بقوة الآلات أو في ساعات تشغيلها) كلما أمكن إنتاج كم أكبر وجودة أعلى خلال الوحدة الواحدة من الزمن.

وكلما تأكد المدير من رضا عنصر العمل في منظمته وعدم رغبته بتركها ومن رضا المتعاملين معها، كلما شعر المدير بعدم حاجته إلى إعادة هيكلية منظمته، أو إلى إعادة النظر بنسب التوليف المستخدمة بين عنصري العمل ورأس المال.

فالإدارة بمفهومها التقليدي هي انجاز العمل بواسطة العاملين.

أما الإدارة بمفهومها الجديد فهي تطوير العاملين بواسطة العمل.

أيمن الرفاعي

 

 



عدد المشاهدات: 4907



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى