الرئيسية   الإعلان بين التوفير والتبذير  الإعلان الالكتروني في سوريا بين غياب المفهوم وغياب الشركات

الإعلان الالكتروني في سوريا بين غياب المفهوم وغياب الشركات

الإعلان الالكتروني في سوريا بين غياب المفهوم وغياب الشركات

غيرت شبكة الانترنت أسلوب حياتنا إلى الأبد، لقد حولت العالم بمساحاته الشاسعة المترامية الأطراف إلى قرية صغيرة، ولم تكتف بذلك بل دخلت بيوتنا وأماكن جلوسنا وغرف نومنا كأفراد، وكذلك غيرته كمجتمع صناعي واقتصادي وثقافي، فعلى صعيد الاقتصاد أصبح بإمكان الشركات الدخول إلى أسواق بعيدة جغرافياً..... لم تصله حتى في زمن التوسعات الإمبراطورية والاستعمارية وبالتالي استطاعت تلك الشبكة خلق سوق مفتوح في العالم، الأمر الذي زاد من أهمية الإعلان الالكتروني ليصبح صناعة قائمة بحد ذاته.

إن الوصول إلى الزبون هو مسألة معقدة بالنسبة للشركات، والأساليب التقليدية لم تعد نتائجها وتكاليفها مناسبة، والإعلان الالكتروني يقوم على حملات دعائية عبر شبكة الانترنت العالمية سواء بواسطة المواقع أو الرسائل البريدية... وغيرها، وباعتبار أن أهم ميزات الإعلان الالكتروني هو انخفاض تكاليفه حيث تقل بنسبة 20-40% عن تكاليف الحملة الإعلانية بالطرق التقليدية إضافة إلى سرعة انتشاره كونه يصل إلى ملايين الناس بأوقات قصيرة وقياسية وباستخدام كافة الوسائط سواء الصورة أو الصوت أو الفيديو.

وللإعلان الالكتروني عدة أنواع أشهرها المواقع، عبر محركات البحث أو الإعلان المدفوع أو التسويق عبر الشبكات الاجتماعية أو التواصل الاجتماعي، وفي سورية هناك عدم اهتمام كبير لهذا النوع من الإعلان... ولسنا بصدد الحديث عن فترة ما بعد عام 2011 لأنه من الطبيعي في حالة النزاع البشري وما يخلفه من دمار أن لا تتجه الشركات الإعلانية إلى سورية، لكن المسألة تكمن في الحالة السورية قبل الأزمة، حين كانت العقبات واضحة من حيث تأخر وصول الشبكة أو ضعفها أو حتى قلة من يعملون عليها، ولا ننسَ أن الأردن كانت تحتل المرتبة الأولى في العام 1999 عربياً في الاتصالات أما في سورية كان الانترنت مقتصراً فقط على بعض المقاهي أو على بعض الشركات الكبرى آنذاك.

ولكن لماذا لا يتم العمل منذ اليوم من قبل الشركات الموجودة حالياً بحجز مواقع لها على الشبكة لتقديم نفسها، ولأن التطور الاقتصادي في العالم لن يتوقف إذا ما علمنا أن الانترنت أصبح من حقوق الإنسان كما أنه في العام 2015 حيث أنه سيكون متاحاً لجميع الأفراد في العالم، وستتوفر هناك شبكات (وايرلس) عبر مناطيد في الفضاء تغطي العالم.

ونحن في سورية يجب أن لا نتوقف عند الأزمة كون الشركات الالكترونية الكبرى ستلتهمنا في حال تأخرنا أكثر في هذا المجال، لذا يجب علينا العمل لإثبات وجودنا في الحاضر القريب كأن تقوم تلك الشركات بوضع شبكات ( وايرلس) في الأماكن العامة وأن يكون متاحاً استخدامها للجميع وتقوم بحملة دعائية أو ترويجية عبرها، ونعلم أنه بدأت مجموعة من الشركات بتقديم نفسها على أنها متخصصة في هذا المجال على نطاق ضيق.

إذاً نحن في سباق محموم مع الزمن ومع الشركات الكبرى في العالم لالتقاط الزبون أو الفرد أو المعلن ووضع أمامه مجموعة من الخيارات المناسبة...... العمل يجب أن يبدأ منذ اليوم لأنه دائماً بعد الحروب والمعارك تعود المنطقة إلى أصلها الخام وخاصة مع برنامج إعادة الإعمار الذي حتماً سيعاصر ويواكب النظام الاقتصادي الجديد والسريع بكل مقاييسه ومفاهيمه.

 

نبيل خضور



عدد المشاهدات: 8124

الإعلان بين التوفير والتبذير

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-22

صيحات الموضة لشتاء 2018

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-16

الإعلان و الشعر

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-19



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى