الرئيسية   مسرح العرائس

مسرح العرائس

مسرح العرائس

 

مسرح العرائس قديم قدم التاريخ، استخدمته الكثير من الشعوب للتأثير على الأطفال ومخاطبة عقولهم، وتوثيق الكثير من القصص والأساطير الحقيقية والخيالية، إذ استحدثت شخصيات وهمية بالإسم موجودة بالواقع، لتسليط الضوء على موضوع ما، أو  للتنبيه على ظلم الحكام بشكل غير مباشر، حيث ظهر الكثير من أشكال الدمى والعرائس التي كانت فيما مضى قليلة التكلفة وسهلة التصنيع، ثم تطورت حتى أصبحت معقدة المعالم تشبه شخصيات الواقع إلى حد كبير، فأصبحت تحتاج الجهد والفن والخبرة في التصنيع.

 

لمسرح العرائس أنواع عدة هي :

** مسرح خيال الظل : عبارة عن إطار مثبت عليه قماش أبيض خلفه مصباح، يتم وضع الدمية ( العروس اللعبة ) التي تحرك بوساطة الحبال من الأعلى بين المصباح والشاشة البيضاء، فينعكس ظلها على الشاشة ويبدأ الحكواتي بقص القصص والسير البطولية والعبر من خلال هذه الدمية، مع تغيير نبرة الصوت حسب كل شخصية في هذا العمل المسرحي.

كانت نظرة الأطفال إلى هذا المسرح وكأن هناك أشخاص من عالم أخر ينظرون إليهم، فيتأثرون بهم وينظرون إليهم على أنهم أبطال أقوياء، ويجب إتباعهم وتنفيذ أوامرهم من خلال الحواديت والحكايات، كما كانت تعرض هذه المسرحيات العرائسية في المقاهي للتسلية للترفيه عن الكبار، من خلال تمثيل القصص الشعبية القديمة والسير الذاتية للأبطال ( أبو زيد الهلالي  و عنترة بن شداد والحصان الطائر وحكايات السندباد...).

 

** مسرح العصي :

نفس طريقة مسرح خيال الظل، و لكن يتم تثبيت اللعبة العروس من الأسفل بعصي، وتحريكها بسهولة حسب العمل المسرحي و إمكانية تحريك الأذرع والجسد بواسطتها، و مثال عنها شخصية الكراكوز، و هذا المصطلح تركي الأصل يعني ( العين السوداء )، وسميت كذلك لأن الغجر هم من كانوا يقومون بأدائها، وينظر خلالها من منظار أسود، فهي كوميديا سوداء لمعظم تفاصيل الحياة ومفاجآتها بأسلوب ساخر، يقضي على اللصوص تارةً، ويحكم بين الناس تارةً أخرى، و يعرض أحداث مختلفة فيها الوعظ والعبر، من خلال شخصية رئيسية من أهم صفاتها أنها لا تكف عن الكذب والسرقة والاحتيال، من خلال ما يجري للناس في علاقاتهم اليومية وفي الأسواق، ومن ثم تكون العبرة والموعظة بمصير هذه الشخصية التي غالباً ما ترتدي أزياء ملونة قريبة للتهريج، فيها الاندفاع والتهور.

 

** مسرح الدمى :

ظهر مسرح الدمى قديماً لدى المصريين القدماء والفراعنة وفي الصين واليابان، حيث كان يحمل أفكاراً دينية وروحية وسياسية، استغله اليابانيون وتفننوا فيه ليصبح وسيلة للتربية و للتعليم، فأصبح يتهافت إليه الكبار والصغار، أما عند العرب فقد ظهر مسرح الدمى في القرن الرابع عشر ميلادي، حيث انتقلت إليهم من الأناضول إلى بلاد الشام، ومن ثم إلى مناطق أخرى.

وهذه الدمى نوعان : منها ما يكون صغيراً يحرك باليد بحركات معينة تتوافق مع سرد الحكاية، ومنها ما يرتديه الممثل ويكون كبير الحجم يتحرك بطريقة فنية أو راقصة لإيصال رسالة ثقافية تربوية ترفيهية.

 

إن مسرح العرائس يعتمد على شخص أو عدة أشخاص لتلبية رغبات الجمهور، وخاصة الأطفال منهم، فيحقق توازناً نفسياً ووجدانياً، لتخليص الطفل من ضغوطات المدرسة والأسرة والشارع بطريقة كوميدية وجمالية مفرحة.

مع تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا وغزوها لبيوتنا وعقولنا وثقافتنا فإن مسرح العرائس بشكل خاص ومسرح الطفل بشكل عام تراجع كثيراً في وطننا العربي، إذ تم تغييبه إعلامياً وتربوياً، و هنا لا بد من العمل لاستعادة هذا الفن رونقه و ألقه، لأنه يساعد في ترسيخ القيم والمبادئ الصحية لدى الناشئة و الكبار معاً.

صادق إبراهيم

 



عدد المشاهدات: 11537



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى