الرئيسية   إشكاليات الإعلام في عصر العولمة

إشكاليات الإعلام في عصر العولمة

إشكاليات الإعلام في عصر العولمة

 

قبل أن نتطرق إلى إشكاليات الإعلام في ظل العولمة من خلال بعض الفرضيات، يجب أن نقف قليلا عند مفهوم العولمة.

يعتقد البعض أن العولمة هي ظاهرة قديمة، ولدت مع تطور الرأسمالية في القرن التاسع عشر، وقد تطورت بأساليبها لتصبح ظاهرة حديثة، تشكل مرحلة متقدمة من النظام الرأسمالي، الذي أصبح نظاماً كونياً بعد سيادة الرأسمالية.

و لا يمكن اختصار العولمة في البعد الاقتصادي والمالي فقط، لأن تداعياتها وتأثيراتها امتدت إلى كل المستويات (السياسية – القانونية – الثقافية  – الاجتماعية ...الخ).

 لا يوجد هناك مفهوم معاصر ستخدم في مطلع هذا القرن استخدامات  متعددة ومتنوعة، مثل مصطلح العولمة، إذ أصبح هذا المصطلح ملاذاً للصحفيين والاقتصاديين والسياسيين والمثقفين، يحتمون به عندما يسعون لشرح الظواهر المعقدة والمتشابكة.

وهكذا نجد أن العولمة هي سبب الازدهار هنا، وسبب البؤس والشقاء هناك, حيث ينسب لها تزايد الإنتاج في هذه المنطقة وانخفاضه في تلك، ويحملونها مسؤولية انتشار ظاهرة البطالة في هذه الدولة، و ينسبون إليها الانطلاقة والتطور الاقتصادي التي تعيشها تلك الدولة، حيث أدت إلى امتصاص عدداً لا يستهان به من العاطلين عن العمل، و يراها البعض سبباً وراء انخفاض الأجور في هذه  المنطقة من الكرة الأرضية، وارتفاعها في تلك المنطقة, وهكذا...

 إن مصدر العولمة اقتصادي، أسهمت فيه جملة من العوامل، وتجلت تأثيراتها في العديد من المجالات: السياسي والدبلوماسي والقانوني والاجتماعي والثقافي. وغيرها كما ذكرنا سابقاً..

و نظراً لأن مصدر العولمة اقتصادي، فقد استخدمت العديد من المصطلحات، التي تسعى إلى رصد هذه الظاهرة الجديدة وتشخيصها منها:

التدويل، الشمولية، و تعدد الجنسيات، مع العلم أن هذه المصطلحات والمفاهيم، لا تغطي كلها الواقع الذي يدل عليه مفهوم العولمة بمختلف تجلياته.

كما يدل تدويل الاقتصاد على تطور التبادل للمواد الأولية وللسلع وللخدمات والنقد، تحت المراقبة المطلقة للدولة على المستويات كلها.

إن تعدد الشركات والمؤسسات التي يحمل طابع  الجنسيات أو القوميات هي ظاهرة "منطقية" لتطور الشركات والمؤسسات الرأسمالية، ولتوسعها العمودي والأفقي، بحيث يتعدى أكثر من منطقة، وذلك من خلال إقامة فروع لها في العديد من الدول، وما ينجر عنه من تحويل مراكز الإنتاج والتوزيع ورؤوس الأموال والتكنولوجيات.

أما العولمة..فهي ظاهرة معقدة تقوم على التبعية الشديدة والمركزة للمستهلكين والمنتجين والممونين والممولين والموظفين العموميين في مختلف البلدان.

صادق ابراهيم

                                                      

 



عدد المشاهدات: 9068



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى