الرئيسية   الإبداع والإنفاق الإعلاني

الإبداع والإنفاق الإعلاني

 

 

الإبداع والإنفاق الإعلاني

 

تتباين معدلات الإنتاج في السوق الإعلانية تبعاً لمعايير متعددة، منها ما يتعلق باستقرار الحالة السياسية الذي ينعكس سلباً على نشاط العجلة الاقتصادية، و أحياناً يكون لمستوى دخل الفرد تدخل مباشر في معدلات الإنتاج الإعلاني، كما أن للقوة الشرائية تأثير ضاغط على تكاليف الإنفاق الإعلاني، الأمر الذي يجعل لبحثنا هذا تشعبات كثيرة، من الممكن اختصارها في التقرير التالي:

على الرغم من ارتفاع معدلات الإنفاق الإعلاني عالمياً، إلا أن هذا الإنفاق مازال أقل من المتوسط العالمي في منطقتنا، فنصيب متوسط الفرد من الإنفاق الإعلاني مازال قليلاً مقارنة بنصيب الفرد عالمياً.

إن عدم توافر وسائل إعلام متخصصة بالرغم من الكم الفضائي الهائل الذي تعرفه بلداننا وتواضع الحوافز المشجعة للمعلنين للاستثمار في نشاطات الإعلان والترويج، أدى إلى عدم توافر الميزانيات المناسبة، كما هو الحال في الدول الرأسمالية، حيث تحتسب كلفة الإعلان كجزء من كلفة المنتج، يضاف إلى ذلك حركة السوق الإعلاني والترويج لكل سلعة على حدة، وليس على أساس الاسم التجاري للشركة فقط.

إن توجه المنطقة نحو سياسات السوق المفتوحة التي أدت إلى زيادة المنافسة وبالتالي زيادة النشاط الإعلاني بشكل كبير قد أسهم في تخصص بعض المحطات التلفزيونية في هذا المجال، بالإضافة إلى ظهور قنوات خاصة بالترويج والتسويق الإعلاني، وهذا يساعد على نمو السوق الإعلاني وبالتالي التميز في مجال التصميم الإعلاني بكافة أشكاله.

أما بالنسبة للإعلان على الإنترنت فهو الآن يتصدر قائمة الاهتمامات في السوق الإعلانية باعتباره الأقل تكلفة، والأوسع انتشارا لاسيما في الأسواق السورية وفي ظل الأزمة التي تعيشها، ثم أن الرقابة التي يخضع لها الإعلان الالكتروني منحسرة في إطار ضيق جداً، مما يتيح للمعلن فرصة ذهبية لترويج مادته الإعلانية، و إن كانت صناعة الإعلان في المنطقة عموماً لازالت تفتقر لأدوات التطور المفترضة.

أما موضوع الإبداع..فهو الشاغل للكثيرين من المهنيين العاملين في صناعة الإعلان، ففي حين يعتبر البعض أن الإبداع في مجال الإعلان مقيد بقيود مرتبطة بخصوصية كل بلد أو مجتمع، يذهب البعض الأخر إلى أن عملية فرض الرقابة على المضمون الإعلاني لابد أن تمر عبر تحديد جملة من الضوابط المهنية، فالإبداع هو أحد المقومات التي تتطلبها صناعة الإعلان والتي لا يمكن أن تنطلق من دون الضوابط التي يجب أن تتوافق مع المصلحة التجارية مما يجعل من الإعلان في العالم الفن الثامن دون منازع، وهذا يتطلب منا قدرة فائقة على الاستجابة إلى معادلة صعبة فيها انصهار لثقافاتنا والمقدرة على التعبير من خلال ضوابط تحكمها، ولا تؤثر فيها الرقابة ومصلحة المؤسسات الممولة، فزيادة الإنفاق الإعلاني يؤثر طرداً في تطور الإبداع، وفي آلية العمل والتصميم الإعلاني، وإنتاج أفكار جديدة تواكب التطور الفني والتقني لإنتاج إعلان يضاهي الإعلانات العالمية المتميزة.

أما في سورية...وبعيداً عن كل الإرهاصات التي طالت كافة جوانب الحياة بسبب الحرب الكونية المفروضة عليها، فإننا وبعد ست سنوات من هذه الحرب نجد الحركة الإعلانية في السوق ماضية إلى تعافٍ ملموس، وهو الأشد ارتباطاً بانطلاقة أعمال البناء والترميم في الكيان الاقتصادي للمجتمع السوري، والذي يستند على التمسك بالمبادئ الوطنية، والتحرر من فكر الأنا، والتحليق عبر عقيدة الانتماء إلى الوطن.

صادق إبراهيم

 

 



عدد المشاهدات: 3200



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى