واقع الصحافة في وقتنا الحالي

واقع الصحافة في وقتنا الحالي

يشهد العالم في الوقت الراهن تطورات هائلة مثيرة للجدل، ولاشك أن المستقبل سيحمل في طياته العديد من المستجدات التي لا تخطر على البال، من هذا المنظور يمكننا عرض واقع الصحافة التي باتت تتغير باختلاف الظروف، وتتماشى معها شكلاً ومضموناً, لأن عقارب الساعة تتحرك باستمرار إلى الأمام، و تتبدل ظروف الحياة يوماً بعد يوم، ولا ريب أن هذا التحرك الدائم لقطار الحياة يوجب على الصحافة أن تلحق به, فلجأت صحافة اليوم إلى شتى وسائل التواصل الاجتماعي لترغيب القارئ وإمتاعه، لا سيما بعد هيمنة الثورة الرقمية على الصحافة، الأمر الذي أدى إلى زيادة المصادر الخبرية لتغطية الحدث، حيث تم ابتكار كل ما هو جديد في شكل دوريات صحفية قادرة على جذب القارئ إلى مائدة الصحافة، و ذلك في مواجهة صريحة وسائل الإعلام الأخرى كالقنوات التلفزيونية مثلاً, أما من ناحية المضمون فهنالك الكثير من الأخطار التي بات يعاني العالم منها، سواء على المستوى البيئي أو الثقافي أو التعليمي، حيث ضاعفت الصحافة عنايتها بهذه الحقول.

بالرغم من محاكاة الصحافة لواقع اليوم واحتلالها لقب الصحافة الالكترونية، إلا أنها لم ترتقي إلى مرحلة الانفصال عن نظيراتها الورقية، فما زالت تعد نسخاً مصغرة من الصحف الورقية، لكن العالم الالكتروني غيّر أنماط الاستهلاك، وعطّل نماذج الإعلانات التقليدية في الصحف, و هذا ما إدى إلى وضع بعض الاستراتيجيات التي أثبتت بالفعل أن الصحافة ستستثمر في المستقبل عبر مواقع التواصل الاجتماعية, بذلك أعطى هذا النوع من الصحف فرصة لتقديم قصص مباشرة أمام الجمهور تزيد من معدل الاستهلاك للصحف، و تخلق مفهوماً جديداً للصحافة سمحت للصحفيين تقديم الأخبار مباشرةً بطرق جديدة و فاعلة، بحيث يمكننا التسليم بتنامي دور الصحافة المباشرة الالكترونية بشكل كبير أمام منصات الوسائل الإعلامية، لتتنافس معها في تقديم الصورة الصحيحة لوسائل الاتصال الجماهيري بشكل واضح وسريع يتسم بالمرونة و الاستمرار.

ايفين كنعان

عدد المشاهدات: 2514