الرئيسية   إعلان ميديا تكس..خطوة رائدة في سوق الإعلان..

إعلان ميديا تكس..خطوة رائدة في سوق الإعلان..

إعلان ميديا تكس..خطوة رائدة في سوق الإعلان..

كتب أحمد العمار:

ثمة مدرستان راسختان في عالم الزراعة يعرفهما فلاحونا في الريف السوري جيداً..الأولى ألا يزرع هؤلاء إلا بعد نزول المطر، ليضمنوا بذلك إنتاش البذور أي نموها..والثانية أن يزرعوا قبل نزول المطر مستبشرين بموسم وفير تجود به السماء، وبصرف النظر عن صحة توجه أي من هاتين المدرستين، فإن هناك فارقاً جوهرياً في التوجه: ألا تعمل وتنتظر الآخر، أو أن تبادر أنت وليأتِ الآخر متى شاء..المسألة فيها نظر، أليس كذلك؟!

نسمح لأنفسنا أن نستعير هذه المقاربة (الفلاحية) للزج بها كمدخل عند الحديث عن معرض (إعلان ميديا تكس 2017)، الذي غادرنا منذ أيام مكللاً بالنجاح محملاً بالمسؤوليات، تلك المسؤوليات التي جعلت القائمين على هذا المعرض يأخذون بالمدرسة الثانية على ما أعتقد، أي مدرسة المستبشرين، الذين لا ينتهي دورهم بنثر البذور وحراثة الأرض، بل لا بد من تعهدها بالسقاية والرعاية، حتى تؤتي أُكلها ولو بعد حين..

ما نود قوله والتأكيد عليه، إن النجاح يجب أن يُبنى عليه، ليقود إلى مزيد من النجاحات، فالمعرض أسس لانطلاقة صناعة الإعلان على نحو أكثر ثباتاً وأعلى وتيرةً، ولا يقلل من شأنه تواضع حجم العقود والاتفاقيات والتفاهمات التي تمت بين أطراف الصناعة، فهذا طبيعي جداً في ظل ضعف استكشاف الفرص والاحتياجات من قبل الجميع تقريباً، نتيجة غياب مثل هذه المعارض فيما سبق، لذا فإن المعرض أتاح تشكيل ما يمكن تسميتها بـ (لمة إعلانية)، ستتطور بإذن الله في المعرض المقبل لتصبح منظومة متكاملة المتطلبات والاحتياجات تعمل وفق تشاركية فاعلة..

مطلوب من أطراف الصناعة الإعلانية الذين شاركوا في المعرض الأخير أن يفكروا فرادى ومجتمعين:

ما الذي كسبناه جراء المشاركة؟؟

وهل وفقنا في طرق العرض وتقديم أنفسنا؟؟

ولماذا يتوجب علينا الاعتناء بأساليب العرض مستقبلاً؟؟

وما هي تقنيات التوصيل والتأثير ورد الفعل الواجب إتباعها في استمالة العملاء والزبائن الحاليين والمتوقعين؟؟

وما الذي يميزنا عن الآخرين حتى نبقى في السوق؟؟

ثم ما هي حدود مساهمتنا في الارتقاء بصناعة الإعلان وتجويد مؤشراتها؟؟

بما لذلك كله من عوائد وريعية يستفيد من جناها الجميع مادياً ومعنوياً.

رسمياً..يجب أن تجري المؤسسة العربية للإعلان، ومن بعدها وزارة الإعلام، وبالتعاون مع كل المعنيين بتطوير الأداء الإعلاني في البلاد دراسات ميدانية تستهدف تحليل بنية الإعلان المحلي، ومدى تقدم أو تراجع مؤشراته كماً وكيفاً، ونقاط القوة والضعف في النشاط الإعلاني ككل، ومن ثم في كل نوع إعلاني على حدة، وأوجه قوة أو قصور الرسالة الإعلانية، والطرق الأكثر تأثيراً في جذب وإقناع المعلنين، ومدى مردودية وجدوى الإنفاق الإعلاني، والطرق التي تتبعها المنشآت في تحديد ميزانيات الإعلان، مع اقتناع القائمين عليها بتصنيف هذا الإنفاق كنشاط استثماري ذي عائد.

وبموازاة هذه الدراسات..هناك أيضاً الدراسات التي تمس جمهور المتلقين أنفسهم (القراء، المشاهدين، المستمعين، المتصفحين)، ومنها للمثال لا للحصر: تفضيلاتهم المتعلقة بالوسائل المقروءة والمتلفزة والمذاعة والمتصفحة (إنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي)، ثم تفضيلات الصفحات والبرامج ضمن الوسيلة الواحدة، تأثيرات الهوية البصرية على ضوء ثقافة الاتصال البصرية السائدة في المجتمع، ولدى كل شريحة اجتماعية أو مهنية ذات خصوصية معينة، مدى القبول الاجتماعي والأخلاقي والشخصي للإعلان، وما إلى ذلك من هذه الدراسات التي نرى أنها جد مهمة، لأنها تمثل أولى مراحل تصويب وتطوير الأداء، سيما وأننا نعتقد أن ثمة فقراً كبيراً في مثل هذه الدراسات، وعلى المستويات جميعاً، لذا وجبت الإشارة إليه وكفى..

 



عدد المشاهدات: 1137



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى