الرئيسية   إدارة التغيير

إدارة التغيير

إدارة التغيير

تتسارع عملية التغيير في حياتنا المعاصرة كالأمواج الهائجة، فالبعض تصدى لهذه الأمواج فكان ضحية لها، والبعض الآخر استطاع أن يركب الموجة ويستفيد من قوة الموج، فأصبح مستفيداً من التغيير.

بدأت موجات التغيير تتقارب، ولم تعد هناك فترة للاستقرار لأخذ الراحة واسترداد النفس.

ومن هذا المنطلق علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع هذه المتغيرات ونطوعها لخدمتنا..

 

لا شك أن الجميع تعرض للتغيير، بشكل مباشر أو غير مباشر، في المنزل أو العمل، أو ربما في ذاتنا، فنحن نتعرض للتغيير شئنا أم أبينا.

وليست المشكلة في حدوث التغييرات، إنما المشكلة تكمن في كيفية الاستجابة والتعامل مع هذه التغييرات، وهذا ما يعرف بمهارات التفوق في التعامل مع التغيير.

ويختلف الأفراد في درجة تأثير المتغيرات عليهم، بيد أن الذين يتعرضون لتغييرات في حياتهم، غالباً ما يصابون ببعض الأمراض والظروف السيئة، بينما نجد آخرين قد أتقنوا مهارات إدارة التغيير، فأصبح لديهم القدرة على الحد من تأثير الضغوط والأزمات عليهم، بل وأصبحت لديهم قدرات للتعامل البناء مع التغيير.

يؤدي التغيير إلى اضطراب وضغط في حياة الفرد، وربما يسبب حدوث أزمات، ولا يقتصر الاضطراب الناتج عن هذا التغيير إلى التأثير السلبي على الذهن فحسب، بل ينتقل إلى الجسد ويتسبب بمرضه، وربما ينتقل هذا الاضطراب إلى المشاعر فيدمرها.

تتطلب عملية التغيير طاقة جسمية، وهو أمر يعتمد على مدى العناية بالجسم، فالتغيير يتطلب ساعات عمل أطول، ويستلزم هذا الأمر عناية فائقة بالغذاء وساعات الراحة والنوم، إضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم لتجديد طاقة الجسم.

أسس التغيير:

ليس من المهم أن يكون لديك مهارات إتقان التعامل مع التغيير، ولكن الأهم أن يكون لديك الرغبة في إحداث التغيير، والاستفادة من مستجدات التغيير في الحياة، مثل :

  • دراسة وتطوير مهارات فنية وإنسانية جديدة.
  • السعي نحو من يعلمون الأمور أو من يتعلمون.
  • ادفع بنفسك وراء أساليب التنفيذ نفسها.
  • تعلم أن تتصرف دون أن يكون لديك معلومات كافية.

عند حدوث التغيير في مقر عمل لم توضع فيه قواعد الأمان، فإن ذلك يسبب الفوضى والتخبط نتيجة للتغييرات التي أحدثها التغيير.

قديماً كان التركيز في مقر العمل على الأمان الوظيفي، أما اليوم فأصبح بالإمكان بناء الأمن الوظيفي والشخصي من خلال الارتباط بفاعلية التغيير، إذ لا بد من التعلم والاستماع إلى قنوات مختلفة، وعدم حصر أنفسنا في نطاق العمل، والاستمرار في التعلم والتحدي والاستمتاع بهما، والابتعاد عن التكاسل أو الخلود إلى الراحة بشكل كامل، إضافة إلى التمتع بقدر كاف من المرونة، دون الوقوف مكتوفي الأيدي، و إنما ينبغي تغيير طريقتنا في التفكير وإيجاد الحلول.

 

صعوبات التغيير:

لكي تكون مسيطراً على صعوبة التغيير، فإن ذلك يتطلب أموراً عديدة مثل :

  • السيطرة على العواطف الداخلية للتغيير ومواقفنا تجاه هذا التغيير.
  • تقديم الاقتراحات والتحدث مع الآخرين حول التغيير.
  • تجميع المعلومات وطلب المساعدة والمساندة ممن حولنا.
  • ممارسة العناية الجسمانية.

إن الاستعداد الدائم للتلاؤم مع المتغيرات والإعداد الذهني والجسمي مهم لمواجهة المتغيرات، بل ويجب الاستفادة منها، لذلك نجد أن المدراء الأقوياء يمتلكون صفات ومميزات تجعلهم يصمدون أمام هذه المتغيرات والصعوبات، هذه الصفات جعلتهم مدراء فاعلين للتغيير ومنها :

  • الالتزام بواجبات الوظيفة.
  • يرون التغيير على أنه فرصه.
  • يركزون على الأمور التي يسيطرون عليها.
  • يطلبون المساعدة والمساندة من زملائهم، ويشعرون بالارتباط بهم.

وبالتالي فإنه خلال عملية التحول الشخصي نحو التغيير، لابد من الاستفادة من تجارب الماضي، لأنه حافل بالنجاحات التي استطعنا فيها إدارة التغييرات بنجاح، و تشكلت لدينا الخبرة في إدارة التغيير، وهذا الأمر سوف يضيء الطريق أمامنا مستقبلاً للتعامل معه وإدارته بنجاح.

وغالباً ما تكون الاستجابة للتغيير في مراحل العمر المبكرة أكثر نجاحاً من الاستجابة في مراحل العمر المتقدمة، عدا عن المعايير الشخصية، فجميعنا يمتلك معايير شخصية تختلف من شخص إلى آخر، وتنبع هذه المعايير من خلال تجاربنا الخاصة ورؤيتنا الشخصية للأمور.

إن طريق التغيير نادراً ما يكون سهلاً، ولكنه ليس صعباً على من أدرك كيفية التعامل معه، ابتداءً بإدراك الحاجة إلى التغيير، وبعد ذلك تمر عملية التغيير بمراحل وهي :

 

** مرحلة الرفض: نواجه عملية التغيير بداية بالرفض، وذلك لنحمي أنفسنا من الوقوع في دائرة الارتباك.

 

** مرحلة المقاومة: تبدو هذه المرحلة بالصراع والمقاومة، وتبدأ بخطوات عملية مثل الشكوى ولوم الآخرين.

 

** مرحلة الاستكشاف: بعد الانتهاء من مرحلة المقاومة والصراع، يتم التحول نحو مرحلة أكثر إيجابية، وهي استكشاف المرحلة  المستقبلية وتحسس الطريقة الصحيحة.

 

** مرحلة الالتزام: بعد اكتشاف الأساليب الجديدة الملائمة للتعامل مع التغيير، تأتي مرحلة الالتزام بالعمل الجديد، وهذا يؤدي إلى القدرة على التكيف مع التغيير.

 

طالما نحن على قيد الحياة سنعايش التغيير شئنا أم أبينا، وقد نمر بمراحل تغييرات متتابعة ومتداخلة، لكن المهم أن ندرك أن عملية التغيير ليس لها نهاية.

وقد يصادف البعض مشاكل عدة لسببين، أولها الاستمرار في التمسك بالتغيير دون التحرك من خلاله، وثانيها الانطلاق السريع في التغيير دون إكمال مراحله المتبعة.

وتبدو مقاومة التغيير طبيعية، لأن الناس لا يقاومونه بعينه وإنما يقاومون خسائره، وسبب مقاومتهم للتغيير تعود إلى عدم وضوح توقعات التغيير، والتهديد الوظيفي لهم والشعور بعدم سيطرتهم على الأمور، والخوف من الظهور بمظهر الضعيف الذي لا يعرف وعدم توافر المعلومات اللازمة لفهم عملية التغيير، وبالتالي لا بد من تكوين رؤية محددة لما ستصل إليه الأمور نتيجة التغيير.

ويعتبر هذا الأسلوب ناجحاً لتجاوز عملية التغيير، و يتطلب استخدام العقل في تخيل النتيجة التي نرجوها جراء ذلك.

إن هذا التخيل يهيئ الناحية الذهنية مما يزيد من دافعيتها نحو تحقيق النتائج المرجوة منه.

عند حدوث عملية التغيير، فإن أهم جانب تحتاج إليه هو تغيير نفسك لكي تسيطر على أفعالك ومشاعرك وأفكارك، فالسيطرة على النفس لا حدود لها، و التركيز على الأمور التي لا تستطيع أداءها يولد الشعور بالضجر والإحباط، لذلك يجب التركيز على الأمور التي نستطيع أداءها لكي يتولد لدينا النواحي الإيجابية وسياسة الإنجاز.

إن بداية المحافظة على الطاقة الكامنة لديك وعدم تبددها تبدأ من رؤيتك الشخصية لذاتك، وفي قدرتك على تنفيذ التغيير، فلا بد من الانتباه للطريقة التي نعامل بها أنفسنا، كما أن معاملة النفس بشكل إيجابي يزيد من احترامها وتقدير الذات، لذا كافئ نفسك على الإنجازات، ولا تنتظر التقدير والثناء من الآخرين، وكن واعياً بالمستقبل والحاضر والماضي، ومستعداً دوماً لبذل المزيد لمواجهة المستقبل، فقد يكون التغيير ليس في صالحك عندما يكون سلبياً، وقد يكون في صالحك عندما يكون ايجابياً.

احذر من التشاؤم وافترض الأمور بشكل ايجابي، وبالتالي لابد من تحديد جوانب القوة والضعف والمهارات، وما هي الأمور التي يجب أن نتعلمها لكي نتقدم، فالكثير من الناس يهدرون طاقاتهم على التحسر لضياع الأساليب القديمة، والبعض يقارن الأساليب القديمة بالجديدة، حتى لو كان الأسلوب القديم سلبياً، لذلك اقبل الأساليب الجديدة وعاملها بمبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته، و مما لا شك فيه أن توقعاتك تابعة لنمط تفكيرك ومعتقداتك واتجاهاتك، وهذا له دور كبير في نجاحك وفي إدارة عملية التغيير، و انتبه..التفكير السلبي يؤدي إلى استخدام أساليب غير فاعلة، لأن ما ستفكر به هو ما سيحدث لك.

يقاوم الأفراد الأقوياء الإخفاقات والاحباطات التي تصيبهم أثناء تأدية أعمالهم بعدم اليأس، وذلك بالتحول إلى جانب آخر لاكتشاف مصادر جديدة للطاقة، وهذا يصب أثره في إدارة التغيير بفاعلية.

 

                                                                                                     أيمن الرفاعي

 

 

 



عدد المشاهدات: 1624

....

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-03-15

(ذهب)..إذا المال ذهب!

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-20



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى