الرئيسية   التطفيف..ربح يزيد بإنقاص الوزن

التطفيف..ربح يزيد بإنقاص الوزن

 

التطفيف..ربح يزيد بإنقاص الوزن

 

كتب أحمد العمار:

 

مرت سنوات طوال مورست خلالها كل أساليب الغش والتدليس، حتى استطاع المنتجون إقناع المستهلكين بقبول رفع سعر العبوة، ولكن هذه المرة عبر إنقاص وزنها، لقد تمت برمجة العقل الباطن لهؤلاء ليدفعوا ثمن علبة الشاي زنة 450 غ على أنها نصف كغ، وثمن علبة السمن زنة 1800 غ على أنها 2000 غ، وكيس الملح الذي ظل وزنه يتدحرج من خمسة كغ حتى استقر على أربعة، ما يعني بيع المنتج للمستهلك كمية وهمية بنسبة 20 بالمائة من زنة الكيس، أو لنقل إن المستهلك المغرر به دفع خمس هذا الكيس، دون أن يحصل عليه..!!

 

هذه ممارسات محدودة جداً لأخرى عديدة تحمل خداعاً وغرراً بالمستهلك، الذي عليه أن يبقى فاتحاً يديه كما جيبه، ليدفع مرغماً دون أن يحصل على منافع تكافئ ما دفع، فيما يستمر المنتج بإخضاع عبواته لرجيم قاسٍ لتصبح زنة العبوة ((الإبنة أو الحفيدة)) نصف أو ربع زنة ((جدتها))، فإن لم تشكل مثل هذه الممارسات تطفيفاً (إنقاص الوزن عند البيع) ؟!، فما هو التطفيف إذا..؟!

 

هذا..و قد نهت الشرائع الدينية و المبادئ الأخلاقية عن التطفيف، الذي هو أخذ زيادة عند الشراء وتقليل الوزن عند البيع، ومن ثم يكون التطفيف تقليل نصيب المكيل له، وزيادة نصيب المكيل إليه، فإذا اشترى أخذ زيادة، وإذا باع أعطى الأقل.

وتدخل كل أنواع الغش في التطفيف، فالذين يشترون الأقمشة يقيسون القماش المشترى كخطٍ منحنٍ مع المتر، فإذا باعوا باعوه بخط يكاد الثوب يتمزق معه، لذا فالتطفيف في معناه الواسع يتعدى الوزن إلى الكيل والمساحة والعدد وغيرها..

 

 وقد يستورد تاجر بضاعة من دولة صناعية من الدرجة العاشرة، ويبيعها على أنها بضاعة أوروبية، هذا تطفيف..مع أنه لم يزد في المكيال، ولم ينقص فيه.

ومن أوجه التطفيف أيضاً أن يضرب البائع كفة الميزان بقطعة اللحم فترجح وزنها، أو يسلط مروحة على ميزان الذهب، كما أن رش النبات بالهرمون لتغدو الفاكهة كبيرة الحجم زاهية اللون، هو تطفيف، علماً بأن هذا الهرمون مسرطن ومؤذٍ، وبالتالي فإن أي أذى يوقعه البائع أو المنتج بالمشتري هو تطفيف صغر أم كبر، إنه وجه من وجوه الغش، وما أكثرها في أسواقنا بعدما صار هم البعض مراكمة الثروة وتعظيم الرصيد المصرفي..!؟



عدد المشاهدات: 9172

التطفيف..ربح يزيد بإنقاص الوزن

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-04-05

 
 

 
 

 
 



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى