الرئيسية   المنتجات الكمالية في حياتنا

المنتجات الكمالية في حياتنا

المنتجات الكمالية في حياتنا

 

كتب أحمد العمار:

تُعرف السلع الكمالية من وجهة نظر استهلاكية، بأنها السلع والخدمات التي بالإمكان الاستغناء عنها، ويختلف هذا التعريف بين المجتمعات الفقيرة والغنية، فما هو كمالي في بلد ما، هو أساسي في بلدان أخرى، كالهاتف الخليوي والنظارة الشمسية والعطور والمجوهرات وغيرها..

ويتفق الخبراء بأن توالي الأزمات حول العالم خلال العقود الأربعة الأخيرة، أدى إلى تراجع المستوى المعيشي وأفول الطبقة الوسطى، وبالتالي انخفاض الإنفاق على الكماليات.

 

واقع الحال يشي بشيء مختلف..لقد أصبحت الكماليات جزءاً أساسياً في حياتنا، فلو سألنا عينة عشوائية من الناس – الشباب على وجه التحديد - عن السلعة الأكثر استخداماً والتصاقاً بهم، لكانت أغلب الإجابات (هواتفنا الذكية)، فهل نستمر بتصنيف هذه السلع في باب الكماليات؟!

 

الجواب بالطبع لا، ولعل ذلك يعود لتطور الحياة المعاصرة، وزيادة إنتاج السلع الكمالية، وتدني أسعارها، ونار المنافسة الحامية بين المنتجين، والرغبة بالظهور والتفاخر الاجتماعي وخلافه.

 

هذا..ويقف ضعف القوة الشرائية عائقاً أمام انسياب الكماليات إلى بيوتنا وأدق تفاصيل حياتنا، والسؤال هنا هو:

كيف نردم الفجوة بين تزايد الحاجات الاستهلاكية وضعف هذه القوة؟؟

وكيف  نكون راشدين استهلاكياً؟؟

الجواب لا يرتبط فقط بضبط الأسعار في الأسواق، ولا بتصحيح مسارات الإعلانات، ولا بالوقوف في وجه الثقافة الاستهلاكية الوافدة إلينا وحسب، بل بتوعية الفرد بطرق وأنماط الاستهلاك، وترشيد الإنفاق الشخصي والأسري في مساراته الصحيحة. 

الأسرة، كنواة اجتماعية، هي محل تركيز صانعي قرار التسويق والمبيعات، حيث يهتم هؤلاء على نحو كبير بدراسة تأثير الأسرة على سلوك المستهلك، فهناك منتجات كثيرة يتم شراؤها بغرض الاستهلاك الأسري، كما أن البعض يتبادلون النصائح والإرشادات مع بقية أفراد أسرهم، لذا فإن هذه الإدارات تركز على متخذي القرار الشرائي داخل الأسرة، وتعتبر أن هناك أربعة أنواع من هذه القرارات، قرار الزوج، قرار الزوجة، قرارات مشتركة، قرارات فردية.

 وتلعب عديد العوامل أدواراً مهمة في توجيه هذه القرارات، كنوع السلعة أو الخدمة المشتراة، وتأثر النمط الاستهلاكي للأسرة بالتغيرات الحادثة في حياة الأسرة.

و لا يمكن إغفال تأثير الأطفال على قرارات الأسرة الشرائية، تبعاً لعمر الطفل نفسه.

وبشكل عام يتأثر السلوك الاستهلاكي والشرائي للأسرة بحسب نوع الأسر وحجمها، وخصائصها الديموغرافية، ومكانتها الاجتماعية، وأسلوبها المعيشي، وحجم الإنتاج الداخلي لها، فضلاً عن درجة التماسك الأسري، ودرجة تكيف الأسرة مع البيئة، وطبيعة الاتصالات الدائرة بين أفرادها.
 

و قد غيرت الأزمة الكثير من المفاهيم الاستهلاكية، حيث أوجدت ظروف ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وعدم توازن العرض والطلب على بعض التشكيلات السلعية في الأسواق المحلية، أوجدت نوعاً من تغير العادات الاستهلاكية ترشيداً أو إلغاء، لا سيما مع تراجع القوة الشرائية للمستهلكين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسلع الأساسية /قصيرة الأجل/.



عدد المشاهدات: 4110



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى