الرئيسية   فلسفة الغموض و التناقض

فلسفة الغموض و التناقض

ظل يقال لنا طيلة عشرات السنوات أن التفكير الإيجابي هو المفتاح إلى حياة سعيدة ثرية، لكن هناك من يشتم هذه الإيجابية، و يقول :

"فلنكن صادقين السيء سيء و علينا أن نتعايش مع هذ"

لا تتهرب من الحقائق و لا تغلفها بالسكر، بل إن جرعة من الحقيقة الفجة الصادقة المنعشة هي ما ينقصنا اليوم, إنه ترياق للذهنية التي نهدهد أنفسنا بها، ذهنية يجب أن نسعى لتكون شعور طيب، ذهنية غزت المجتمع المعاصر، فأفسدت جيلاً بأسره، صار ينال ميداليات ذهبية لمجرد الحضور إلى المدرسة.

ومن الأهم من ذلك، أن نعرف حدود إمكاناتنا و أن نتقبلها، و أن ندرك مخاوفنا و نواقصنا، وما لسنا واثقين منه، و أن نكف عن التهرب و الفرار من ذلك كله، و نبدأ مواجهة الحقائق الموجعة، حتى نصبح قادرين على العثور على ما نبحث عنه بجرأة ومثابرة و صدق ومسؤولية و تسامح و حب للمعرفة.

لا يستطيع كل شخص أن يكون متميزاً متفوقاً، ففي المجتمع ناجحون و فاشلون، و قسم من هذا الواقع ليس عادلاً، و هذا ليس نتيجة خطئنا نحن، و صحيح أن المال شيء حسن لكن اهتمامك بما تفعله بحياتك أفضل كثيراً، فالتجربة هي الثروة الحقيقية، إنها لحظة حديث صادق لشخص يمسكك من كتفيك، و ينظر في عينيك، و يوجه لك صفقة منعشة تساعدك عل عيش حياة راضية مستقرة.

ومن المؤسف أننا ما زلنا نحتاج إلى دوافع لتلقي مثل هذه الأفكار و التفاصيل، لأننا نحتاج إلى هذه القرارات مع أنفسنا أولاً من أجل الهبوط إلى الواقع، و تحدي المستقبل من أجل الأفضل.

وإنه من الواجب التنويه إلى أن مواجهة الحقائق هي سلاح ذو حدين، فقد تكون سبباً لكثير من الفشل و اليأس، و تؤدي بدورها إلى انعدام الثقة بالنفس، و قد تكون بأن نضع أيدينا على مقياسنا الحقيقي في جميع النواحي العلمية و الوجدانية، و قد تؤدي إلى علاج للنفس من أمراضها، و الوقوف على حقيقتها، و تحدي ذاتها و صعوباتها من أجل الأفضل، و لذلك فإن أهم ما ينصح به من أجل الحصول على الفائدة من هذا التحدي هو الإيمان بقدراتنا، و نقاط القوة لدينا، و استخدامها للوصول والنجاح، و التركيز على نقاط الاختلاف عن الغير، من أجل إتمام الأعمال دون إهمال.

و أخيراً..فإياك و التكاسل، لأن التكاسل سيؤدي إلى توقف عن القيام بأي عمل، كما سيؤدي إلى خسران الإيجابية الموجودة لدينا، فبقدر ما هو مهم اكتساب الحماس من الضروري أن ننشره بين الآخرين من حولنا، فالكثيرون هم الذين يفضلون إتباع الأشخاص المتحمسين عن الذين لديهم أفكار لا ينفذونها.

22/05/2019



عدد المشاهدات: 5273



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى