الرئيسية   القمامة ثروة مهدرة

القمامة ثروة مهدرة

 

القمامة ثروة مهدرة

تدوير القمامة مشروع قومي ذو جدوى اقتصادية عالية لمن لايعلم ذلك، ولكنه بحاجة ماسة لزيادة مستوى الثقافة والوعي البيئي لجميع شرائح المجتمع بأهميته، فإعادة تدوير القمامة يعد ثقافة عالمية ويقاس عليها تقدم الدول وتحضرها.

مايدعولنا للتساؤل: هل القمامة بالفعل منجم من ذهب.. وهي مواد لاقيمة لها؟!

بعد الاطلاع على تجارب بعض الدول العربية كـ (مصر والمغرب العربي والإمارات العربية المتحدة) مستفيدة من تجارب الدول الكبرى في هذا المجال، تبيّن أن القمامة تقدم دعماً اقتصادياً لتلك الدول ناهيك عن الفوائد الصحية وبذلك فهي ثروة حقيقة.

كلنا يعلم أن المخلفات الناتجة عن المنازل والمصانع ...الخ تدفن في أماكن بعيدة ولكن مخاطر وتبعات ذلك خطيرة جداً، فدفن القمامة كما هي سيرشح منها سوائل تلوث المياه الجوفية وقد تخرج غاز الميثان وهو غاز خطير جداً وسام، لو زادت نسبته عن 15% سيؤدي للانفجار فضلاً على أنه غاز سريع الحركة ويتسرب بسهولة.

فلماذا لانحوّل هذه المواد الضارة بالبيئة إلى أخرى مفيدة، ليعود خيرها على الجميع مجتمع ودولة.

وبما أن التوعية البيئية ازدادت في الفترة الأخيرة أصبحت هناك فرص أكبر من أجل إعادة تدوير الأشياء خاصة أن هذا النوع من التجارب لم يطرق اهتمامنا بعد.

وعملية التوعية تعنى بها جميع الأطراف من أفراد ومجتمع أهلي ومؤسسات دولة لشرح أهمية تدوير القمامة وفوائدها ليصار إلى تطبيقها على أرض الواقع والالتزام بها ومحاسبة المقصرين بقوانين فاعلة رادعة.

وتبدأ عملية التوعية من خلال القيام بحملات إعلانية إرشادية بمختلف أنواع الوسائل الإعلانية المتاحة والملائمة ما يعني رفع سقف الإنفاق الإعلاني على الوعي البيئي ولكن بالمقابل يسهم ذلك في تقليل التكاليف الضخمة لعبء التخلص من النفايات، ويأتي عمل المنظمات الأهلية والحكومية المعنية مكملاً لهذه الحملة وذلك بزيارة ربات المنازل لتوعيتهن بأهمية فصل النفايات عن بعضها من خلال تخصيص حاويات للنفايات العضوية (بقايا طعام، مواد زيتية، موا كيميائية) وأخرى للمخلفات الصلبة (كالخشب، الحديد، النحاس، القصدير، البلاستيك، الزجاج) وأخرى للمخلفات الطبية وهكذا، ومن شأن ذلك تسهيل عمل الشركات المتخصصة في إعادة تدوير النفايات فيما بعد، إضافة إلى توزيع نشرات خاصة عبر مرشدين متخصصين ولابد من الإشارة هنا إلى توعية الجيل الجديد ضمن مناهج الدراسة حول أساليب فرز النفايات وإعادة تدويرها إلى أن يصبح منهج حياة.

تقوم بعدها المصانع والشركات المتخصصة بتدوير النفايات المجمّعة حسب النوع تبدأ بعدة عمليات أولها الجمع ثم النقل والتدوير والمعالجة وأخيرا دفن القمامة ومن ثم طرحها من جديد للاستفادة منها، وبمعنى آخر تعالج المواد الخام بعد فصلها وفرزها لتصبح مادة خام أصلية يمكن للمصنع إعادة تدويرها لصناعة شيء جديد ونظيف يمكن استغلاله في مراحل لاحقة، كما هو الحال في مصنع المطاط بالإمارات الذي يعد الأول من نوعه في تلك المنطقة في مجال إعادة تدوير الإطارات المستهلكة.

ويعد مشروع تدوير النفايات أحد أهم الحلول الاقتصادية المثالية لأنه يساهم في خلق فرص عمل استثمارية للعديد من الشباب، حيث أن مصنع تدوير القمامة يوفر العمل للفنيين والمهندسين والإداريين، ولكن لم تطرق هذه التجربة عقول شبابنا إلى الآن ولتشجيعهم على ذلك سأذكر مثالاً: عن تحوّل شاب أمريكي عاطل عن العمل لملياردير في غضون عشر سنوات من الزمن بعد اشتغاله بذلك في مصنع صغير بعيد عن البلدة، حيث أعاد تدوير المواد العضوية التي لاقيمة لها إلى زيوت صالحة لاستخدام المصانع، وبات بعدها يملك ناصية هذا النوع من المشاريع في عدة ولايات أمريكية ويحاضر في جامعاتها لشرح هذا المشروع العظيم.

تتلخص أهمية مشاريع إعادة تدوير القمامة في تقليص حجم النفايات الناتجة وحماية الموارد والثروات الطبيعية أي التنمية المستدامة وتوفير مواد خام لمختلف الصناعات فإذا ما تمّ تطبيقها بطرق سليمة سنحصل عندها على امتيازات خيالية تدعم اقتصاد البلاد وتجني ثروات طائلة.

حسام محمد



عدد المشاهدات: 4135



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى