الرئيسية   إدارة الموارد البشرية-الجزء الأول-

إدارة الموارد البشرية-الجزء الأول-

                      

    إدارة الموارد البشرية                       -الجزء الأول-

 

كثيرة هي الدراسات والأبحاث التي تتحدث عن إدارة الموارد البشرية وتقدم التحليلات والقواعد والاستنتاجات وتغوص بأعماق جزئيات هذا العلم دون اكتراث إلى ماهية الجهات المستفيدة منه الأمر الذي يبقيه بالعموم حبيس المهتمين به من باحثين فقط دون أن تصل مفاهيمه إلى المعنيين الإداريين الممسكين بزمام إدارة المؤسسات التي نتوجه إليها اليوم ببحثنا المختزل هذا كي نلقي الضوء على العنصر الأهم في العملية الإنتاجية وهو العنصر البشري ونشرح بشكل مختصر ومبسط أهمية هذا العلم وقيمة وظائفه وانعكاس تطبيقاته على الأداء في العمل بما يحقق أهداف المؤسسة وإمكانية انسحاب بعض تطبيقاتها على الأسرة و المجتمع للاستفادة منها في تنظيم مقدرات المجتمع وطاقاته وتتبع أثرها على العملية التنموية ككل.

تعتبر إدارة الموارد البشرية من أهم الإدارات الوظيفية في المؤسسات كونها تتعامل مع أهم عناصر الإنتاج وهو العنصر البشري, وهي بشكلها الحالي ليست وليدة الساعة حيث أخدت تتشكل مع بداية الحرب العالمية الثانية لأسباب عديدة أهمها الزيادة الحاصلة في الاستثمارات آنذاك وتنوعها الأمر الذي تطلب زيادة في كفاءة الكوادر العاملة كي تتماشى مع التطور التقني الحاصل في الأدوات الصناعية التي تحتاجها تلك الاستثمارات,كما جاءت أيضاً لتعالج المشاكل التي أخذت تظهر بين أصحاب تلك الاستثمارات و العاملين فيها نتيجة الوعي الناتج عن التوسع الكبير في التعليم و فرص الثقافة و قيام المنظمات العمالية في الدفاع عن حقوق العمال ودور تلك المنظمات في زيادة التدخل الحكومي في العلاقات بين العمال و أصحاب رب العمل من خلال إصدار القوانين والتشريعات العمالية الأمر الذي أدى إلى ضرورة وجود إدارة متخصصة تحافظ على تطبيق القوانين لتجنب وقوع تلك المنشآت بمشاكل مع الحكومة.

لكن النقلة الكبرى لهذا العلم أتت في مطلع السبعينيات من القرن الماضي حيث تطور وراح يندرج تحته فروع علميه عديدة منها البرمجة اللغوية العصبية.

أما اليوم فقد أصبحت إدارة الموارد البشرية من أهم الروافع التي تعمل على النهوض بمستوى كفاءة المؤسسات باعتبارها تعنى بسبل اختيار الموظفين الأكفاء وطرق الحفاظ على الموظفين الموجودين في العمل وذلك من خلال ما تقوم به من إعداد للبرامج و الأنظمة التي تنظم العلاقة ما بين المؤسسة و الموظفين و بالتالي زيادة المقدرة على ضبط أداء العمل وتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها إدارة المؤسسة بالتوازي مع رعاية متطلبات ومصالح العاملين وصون حقوقهم.

فإدارة الموارد البشرية ((تعتمد فكراً إدارياً ينظر إلى المستقبل بهدف متحرك قائم على نظام إداري قوي مرن ومتجدد قادر على الاستفادة من الماضي و تحليل الحاضر والتفاعل مع حاجات المستقبل والتعامل الإيجابي مع المتغيرات المعاصرة)).

لذا يمكن لنا أن نلخص أهداف إدارة الموارد البشرية بما يلي:

  1. الأهداف التنظيمية : الترابط والتعاون والتنسيق بين إدارة الموارد البشرية و الإدارات الأخرى في المنظمة.
  2. الأهداف الوظيفية: قيام إدارة الموارد البشرية بأداء الوظائف الخاصة بالأفراد ومنها ضمان استمرار تدفق القوى البشرية المنظمة وضمان الاستفادة القصوى منها و المحافظة على استمرار رغبتها في العمل لدى المؤسسة.
  3. الأهداف الإنسانية: إشباع إدارة الموارد البشرية لحاجات ورغبات العاملين من خلال إتاحة فرص الارتقاء وتوفير سياسات تخدم مصالحهم.
  4. الأهداف الاجتماعية: تحقيق أهداف المجتمع من تشغيل الأفراد حسب قدراتهم وبما يتناسب مع القوانين و التشريعات الخاصة بالعمال و حمايتهم من أخطار العمل.

وحتى يتسنى لإدارة الموارد البشرية الحصول على القوى العاملة المطلوبة وتكوين قوة عمل مستقرة و تحقيق الأهداف التي أشرنا إليها سابقاً لا بد من أن تقوم بمجموعة من الوظائف المتكاملة و التي تشمل ما يلي:

  • تخطيط الموارد البشرية.
  • التوظيف.
  • تنظيم الهيكل الإداري.
  • التدريب والتطوير.
  • المزايا والتعويضات.
  • مراجعة الأداء.
  • علاقات الموظفين.

إن هذه الوظائف ليست متباعدة بل إنها تعمل بشكل متناسق مع بعضها البعض وهي أيضاً ليست بمعزل عن المؤثرات الخارجية كوضع السوق والثقافة و العولمة التي قربت المسافات الزمنية بين الدول و زادت من فرص التنافس فيما بينها على كسب الكفاءات وجذبها إليها باعتبارها تشكل بلا منازع الثروة الحقيقية للمؤسسات ومصدر تفوقها ونجاحها التي تعتمد عليها في رفع مردوديتها وكفاءتها الإنتاجية باعتبارها العنصر المفكر و القادر على التجديد وإطلاق الحلول الأمر الذي فرض على المؤسسات أن تتبنى إستراتجية متميزة لإدارة مواردها البشرية تعتمد في أساسها على خلق حاله تكاملية في الأداء  الناتج عن علاقة المدير مع موظفيه باعتبار أن كل الدراسات جاءت لتؤكد على أن السبب الذي يدفع أغلب الموظفين على الاستقالة أو الانتقال من مؤسسة إلى أخرى هو في أغلب الأحيان المدير ذاته لا الدخل أو البحث عن الفرصة الأفضل أو غير ذلك من الأسباب ولهذا السبب ركزت إدارة الموارد البشرية في علومها على تطوير أداء المدراء وطريقة تعاطيهم مع موظفيهم بحيث تتحول العلاقة ما بينهم إلى علاقة شراكة في العمل لا إلى تبعية لأن الشراكة تعني المزيد من المسؤولية والولاء للعمل وبالتالي زيادة في الإنتاج.

إذأ بتغيير المؤسسة نظرتها لأهمية إدارة الموارد البشرية و إطلاقها للصيغ الحديثة في فن التعاطي وإدارة القوى البشرية لديها الأمر الذي يرتب وصولها لأهدافها بشكل أسرع من خلال الديناميكية التي تخلقها وظائف إدارة الموارد البشرية التي سنتناولها بالدراسة في الجزء الثاني من بحثنا هذا.

مهند خاسكة

 

 



عدد المشاهدات: 2634



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى