الرئيسية   كيف يتبنى العملاء والزبائن منتجاتنا..؟

كيف يتبنى العملاء والزبائن منتجاتنا..؟

كيف يتبنى العملاء والزبائن منتجاتنا..؟

كتب أحمد العمار:

          مثلما يعمل الإعلان على كسب ثقة المستهلك وإرشاده وضمان ولائه لسلع المعلن، كذلك نجده يمثل خطا دفاعيا متقدما تجاه السلع المنافسة، من خلال مساهمته في حصول المنشأة على حصة سوقية مناسبة، ثم المحافظة على هذه الحصة وزيادتها، وهنا لا يعمل الإعلان منفردا، بل ضمن منظومة متكاملة من الجهود البيعية والتسويقية والإنتاجية والإدارية.. إلخ.

          وإذا ما نظرنا إلى الإعلان من زاوية المنافسة، فإننا نجده يؤدي دورا مزدوجا، يتمثل في إقناع المستهلك بشراء منتجات المنشأة، وتوضيح نقاط القوة التي تتوافر في منتجاتها، مقارنة بمنتجات المنشآت الأخرى، وهنا طبعا لا يمكن الحديث عن هدف واحد ثابت للإعلان، بل تتحدد طبيعة الهدف مع المرحلة التي تمر بها المنشأة، إذ قد يكون الهدف تكوين طلب على السلعة، أو المحافظة على المبيعات، أو زيادة مستواها في صنف من الأصناف أو سوق من الأسواق، أو تكوين وتعزيز الثقة لدى قطاع معين من العملاء والمستهلكين، وغير ذلك..     

          ويتوقف الجهد الإبداعي في هذا الجانب من العملية الإعلانية على طبيعة فهم القائمين على الحملة لآلية السوق، ولنقاط القوة والضعف لدى المنافسين، وطبيعة منتجاتهم، وماهية الحملات الإعلانية التي يتوجهون بها إلى الجمهور، ومدى ملاءمة منتجات المنشأة للاحتياجات الفعلية للمستهلكين.. والإبداع هنا، لا يعني بحال من الأحوال، التفنن في شن حروب وخلق عداوات مع المنشآت المنافسة، بل خلق منافسة بناءة تهدف لتطوير السلع والخدمات والأفكار على نحو يسهم في رفع مستوى الجودة، وإشباع حاجات المستهلكين، وتقوية الإنتاج وتنويعه.

          ثم أن المقارنة بين منتجات المنشأة والمنتجات المنافسة يجب أن تكون قائمة على المصداقية، والمزايا التنافسية، التي تستند إلى حقائق ملموسة، ومثال ذلك ما قامت به شركة  (Burger King)  عندما أشارت في حملاتها إلى منافستها مطاعم  (McDonald's)،  إذ قللت الأخيرة من كمية اللحم في منتجاتها بنسبة 20 بالمئة ..

          كما يلعب الإعلان دورا إرشاديا توضيحيا، عندما تتعرض المنشأة أو بعض منتجاتها للتقليد أو الغش، أو للبس معين يجعل الجمهور يعزف عنها جزئيا أو كليا، ولقد رأينا، قبل عدة سنوات، كيف غصت صفحات الصحف والمجلات وشاشات التلفزيون بالإعلانات التوضيحية، التي تبين أن لا علاقة لمنتجات هذه الشركة أو تلك بمنتجات وشركات الدانمارك، حتى لا يعمم الجمهور مبدأ المقاطعة على منتجاتها وخدماتها،  إثر إساءة صحيفة  (Jylland Posten)  الدانماركية للرسول صلى الله عليه وسلم عبر نشر اثني عشر رسما كاريكاتوريا مسيئا، وما تلا ذلك من موجة مقاطعة لمنتجات ذاك البلد، خصوصا الألبان ومشتقاتها، ما دفع ببعض هذه الشركات لنشر عدد من الإعلانات التوضيحية الهادفة لفك الربط بين ما نشر في تلك الصحيفة وما تتبناه هذه الشركات من رؤى وأفكار، وذلك بقصد كسب رضا الجمهور وإبعاده عن مقاطعة منتجاتها.

          وعموما، يعنى القائمون على السياسة التسويقية في المنشأة بمسألة تبني العملاء والمستهلكين للمنتجات والأفكار الجديدة التي تطرحها، وذلك بقصد الوقوف على توقيت هذا التبني ونوعية شرائح هؤلاء بالنسبة لهذا التبني سرعة أو تأخرا، ما يساعد في رسم سياسة هذه المنشأة لجهة إدخال أو إخراج منتجات جديدة من السوق، والوقت اللازم لإحلال منتج مكان آخر، أو خدمة بدل أخرى..

           ويتفق خبراء التسويق على أن العملاء والمستهلكون يتوزعون في تبنيهم للمنتجات والخدمات والأفكار الجديدة في السوق على خمس شرائح، حيث تمثل الشريحة الأولى القادة الذين يقبلون على المنتج الجديد حال نزوله للسوق، ويمثلون2،5 بالمئة من هؤلاء المتبنين، ثم شريحة المبكرون أو الرواد ويمثلون 13،5 بالمئة، وبعد ذلك تأتي الشريحتان الكبريان وهما الأغلبية المتقدمة والأغلبية المتأخرة بنسبة 34 بالمئة لكل منهما، وأخيرا تأتي شريحة المتقاعسون والكسالى بنسبة 16 بالمئة.

          ومن الضروري الانتباه إلى أن زمن التبني لا يتعلق بتلك الشرائح وحسب، بل بطبيعة المنتج وطرق استعمالها وأسعارها والجانب التقني فيه، فمثلا زمن التبني في أجهزة الخلوي أسرع منه في الأجهزة المنزلية، وفي هذه الأجهزة أسرع من السيارات، وهكذا..وقد واجهت الكثير من السلع الرائجة اليوم ركودا كبيرا عند بادية دخولها إلى الأسواق كالقهوة سريعة الذوبان ومسحوق الألبان والوجبات المجمدة قبل أن يبدأ الجمهور بتقبلها، ويعزى ذلك إلى تردد الجمهور في تقبلها وتغيير عاداته الاستهلاكية من جهة ومحدودية منافذ توزيع السلعة من جهة أخرى.

 ولا بد من الإشارة هنا، إلى أن شرائح المتبنين ليست أمرا ثابتا، إذا ما نظرنا إلى تبني سلع أخرى، فقد يكون القادة أو المبادرون هنا متأخرين أو متقاعسين هناك، فقد لا يهتم العاملون في قطاع المعلوماتية مثلا بأحدث موديلات السيارات أو الثلاجات بقدر اهتمامهم بأجهزة الحاسب المحمولة وتطبيقاتها وبرامجها الجديدة وملحقاتها، إذ من الطبيعي ان يكون العاملون في قطاع ما أكثر حرصا من غيرهم على استقدام الجديد والمتطور في قطاعهم، وقس على ذلك..   

 

 

 



عدد المشاهدات: 2724



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى