المواصفات المطلوبة لترويج الدعاية والإعلان

المواصفات المطلوبة لترويج الدعاية والإعلان

إن الحقيقة المتفق عليها أن العاملين في قطاع الإعلان سيكون لديهم فرصة واحدة فقط لإعطاء الانطباع الجيد عن الترويج ومواصفات الإعلان الذي من المفترض إقناع الزبون به. فمعظم الزبائن ليس لديهم وقت كافٍ للنظر فيما هو أبعد من الانطباع الأولي، وإذا لم يكن ذلك التأثير الأولي إيجابياً فقد يكون من الصعب التغلب على سلبياته، وعليه سنشرح تباعاً فيما يلي بعض المواصفات والشروط المطلوبة في أسلوب الكلام والإقناع والمظهر الخارجي لموظف بيع الدعاية والإعلان حسب الآتي:

أولاً- ظاهرة الإقناع المزدوج: هنالك بعض مندوبي الإعلان الذين يرتدون قناعاً عند الذهاب لإتمام عملية البيع ونجدهم يستعملون مفردات لا يستعملونها في الأحوال العادية، وهي نوع من الكلمات العامة التي يشعرون أنها تعكس معرفة معقولة. لكن المشكلة أنه يمكن للزبون أيضاً ارتداء قناع مماثل عندما يقول لموظفيه مثلاً: ((سيزورني بعد قليل موظف أو مندوب الدعاية والإعلان ولذلك يجب أن أبدو صادقاً أمامه وهكذا لا تزعجوني بأمور تافهة خلال تلك الزيارة)). ويكون الاتصال بين شخصين يرتدي كل منهما قناعاً أمراً صعباً للغاية لذلك وفي كل مرة يذهب فيها موظف بيع الدعاية لزيارة زبون يجب أن يحافظ على طبيعته الشخصية ويستعمل المفردات الشائعة في أعماله وليس كلاماً عمومياً فضلاً عن وجوب بقائه على صراحته المباشرة دون أي مناورة أو تهجم.

ثانياً- الدخول المنظم: على مندوب الإعلان إذا كان يحمل معه أشياء كثيرة مثل النماذج الكبيرة والعلب والكتب يجب عليه أن يتأكد من وضع كل ذلك في حقيبة ملائمة وقد يكون من الضروري استثمار المال اللازم لشراء الحقيبة الملائمة لذلك الغرض بحيث لا يدخل بطريقة فوضوية إلى مكتب الزبون ويجب عليه أن يتذكر أنه رغم كون الزبون نفسه فوضوياً يجب أن لا يتوقع أو يطلب منه أن يكون هو الآخر منظماً.

ثالثاً- مصافحة الزبون: عندما يتصافح مندوب الإعلان مع الزبون يجب أن يدرك أن موقع اليد الممدودة إليه يحمل نوعاً من لغة الجسد فإذا مددت يدك بحيث تكون راحتها إلى الأعلى فأنت تقول ضمناً: (أنت الرئيس، وأنا في موقع الطاعة لك)، أما إذا كانت راحة يدك إلى الأسفل خلال مصافحتك للزبون فإن ذلك يقول: (أنا الرئيس، وأنا سأتولى تنظيم الأمور) أما الموقع الودّي والوثيق فهو يحصل عندما تمد يدك باستقامة أي بزاوية قائمة مع الأرض بحيث تلتقي يد الزبون في موقع واحد مباشر وهذا ما يقول ما يلي: (نحن نلتقي على أساس متساوٍ، وأنا أتطلّع للوصول إلى وضع الفوز لكلينا معاً).

رابعاً- الثياب والرداء: قبل البدء بثياب مندوب الإعلان نسرد هذه الحادثة لما لها من فائدة في هذا السياق، وهذه الحادثة وقعت فعلاً وجاءت على لسان مدير قطع الغيار في مرآب كبير لإصلاح السيارات فقد تكلم هذا الشخص بازدراء عن مندوبي الإعلان الذين يأتون متباهين ببزات أنيقة وهم يعطون انطباعاً بأنهم لا يعرفون أن يميزوا أي جزء في المحرك من الآخر. وقد يكون هذا الاستنتاج خاطئاً لكنه يدمّر مصداقية موظف البيع في ذهن زبون كهذا. ولا بد من القول هنا أنه لا يشترط ارتداء ثياب عمل ولكن يمكن الاكتفاء بارتداء سترة سبور وسروال وقميص. وهذه الثياب تكون ملائمة لأحوال بيع محددة. وارتداء ثياب رثّة عند الذهاب لبيع المزارعين مثلاً ليس ضمن هذه الشروط والأحوال بل المهم أن يتماثل مندوب الإعلان مع الزبون من حيث الثياب الملائمة بأن يكون مرآة لحركاته ونمط كلامه، فإذا كان الزبون يتحدث ببطء يجب على مندوب الإعلان التحدث أيضاً ببطء عمداً دون تكلف، والفكرة وراء ذلكهي أننا نشعر في العقل الباطن لدينا بمزيد من الراحة مع أشخاص من نوعنا ومستوانا أي الأشخاص الذين يفكرون ويسلكون مثل تفكيرنا أو سلوكنا.

ويجب أن نقول هنا بلغة الإعلان أن الأمر لا يتعلق بالثياب الصحيحة والخاطئة بل هو مفهوم عام ناجم عن دراسة وبحث من المفيد معرفته من قبل مندوبي الدعاية والإعلان يتلخص في أنه لو كان يقوم مندوب الإعلان بتقديم سلعة وخدماته إلى الزبون يجب أن يساءل نفسه هل أرتدي في هذه الزيارة عادة هذه البزة وهل يكون اللون يعبر عن شخصيتي الحقيقية لأنني لست من النوع الذي يرتدي هذا النوع وهذا اللون لذلك لن أشعر بالراحة وقد يكون أدائي غير كامل أمام الزبائن.. هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب أن يسأله مندوب الدعاية قبل الذهاب لأي زيارة لإقناع زبون بدعايته لذا يجب التدقيق جيداً في نوعية الثياب التي يجب ارتداؤها في العمل، ولابد من نصيحة أخيرة في هذا المضمار لمندوب الدعاية والإعلان وهي أن تبتاع لنفسك أفضل الثياب التي يمكنك تحمل نفقاتها وإذا كانت ميزانيتك ضئيلة قد تضطر إلى شراء بزتين أو ثلاثة وذلك للتغيير، لكن المشكلة هي أنك لن تظهر حقاً بمظهر الشخص الذكي في هذه البزّات، لذلك من الأفضل لك أن تشتري بزّة واحدة جيدة وتنظفها مراراً وربما تشعر بالملل من ارتداء هذه البزّة مراراً ولكنها بالتأكيد تجعلك تبدو ذكياً وأنيقاً وتعطيك الدافع الأكبر والحجة الأقوى لإقناع الزبون بالإقدام على ملء طلب شراء الدعاية والإعلان وتحقيق غايتك بسلاسة وسهولة.

غسان الشحادة

عدد المشاهدات: 2988