الرئيسية   الأدب والإعــــــــلان

الأدب والإعــــــــلان

الأدب والإعــــــــلان

كان ومازال الأدب وسيلة في التواصل الراقي بين الناس أفراد وشعوب وأساس في بناء الثقافة والحضارة العالمية، والأدب يمثل مرآة لدرجة وعي الناس في مرحلة من المراحل ويشكل أيضاً جزء من حضارتهم ويعبر عن طموحاتهم واحتياجاتهم.

وتعتبر الرواية والشعر والفنون من أصناف الأدب والثقافة شكلت مهماز للمعرفة الخاصة لكل شعب، ويعتبر الأدباء سفراء لبلادهم وشعبهم من خلال كتاباتهم عن طبيعة وثقافة بلادهم أرضاً وناساً بل كان ذلك خير إعلان راقياً وجذاباً.

فالشاعر الكبير نزار قباني كرّس دمشق الياسمين ورائحة الجوري الدمشق وسوق الحميدية والحرير السوري عاصمة للعشق والسلام.

وعرفنا من كتاب كثر ديموغرافية لم نعرفها عن كل بلد، فالروائي الكبير حنا مينا روى لنا عن أماكن لم نزرها بعد كلواء اسكندرون وخليجها ومعاناة السوريين من الاحتلال العثماين ونزوحهم عن مدنها وقراها إلى حلب واللاذقية ونضالهم ضد الاحتلال الفرنسي.

وكذلك الروائي المصري الكبير الحائز على جائزة نوبل للأدب نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة بين القصرين وزقاق المدق والسكرية مرآة لطبيعة معاش الناس في حواري أسواق القاهرة القديمة في الحسين وسوق الخليلي.

تعرفنا على عادات وتقاليد الشعوب من خلال كتاب كبار مثل مكسيم غوكري وتولتسوي وتشيخوف الذين تحدثوا عن طبيعة الشعب الروسي وحياته وثقافته ومعاناته ونضاله، وكان لأدباء عصر النهضة والأنوار الأوروبية دور في تحريض البشرية لبناء مجتمع الحرية والمساواة، والأدب الأمريكي اللاتيني وكتابه المعاصرين مثل الحائز على جائزة نوبل غابرييل غارسيا ماركيز من كولومبيا وماريو بارجاس يوسا من البيرو وخوليو كورتاثر من الأرجنتين وكارلوس فوينتس من المكسيك والتي اتسمت ابداعاتهم بالجرأة والزخرفة والتنميق، وطُبعت بقلق رائع مع نوع من الجنون حيث أطلقت هذه الحركة الأدبية العنان لحرية الخيال.

والقائمة تطول للأدباء والشعراء والفنانون من رسامين ومطربين وممثلين الذين كانوا خير مداد لمعرفة الذات ، والسؤال هل يمكن لأي مؤسسة إعلانية أن تستفيد من ذلك خاصة أن مؤسسات إعلانية عالمية استفادت من روائع الأدب وأبطالها مثل شخصية سن وايت (بياض الثلج) وفينوس (آلهة الجمال في الأساطير الإغريقية) في الترويج لماركات عالمية؟؟؟

ومثال على ذلك المنافسة بين شركتي (بيبسي كولا وكوكا كولا) في أفغانستان، بعد انسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان حيث تفوقت بيبسي كولا على كوكا كولا وبعد دراسة معمقة نفسية واجتماعية وثقافية من شركة كوكا كولا اكتشفت أن المستهلك الأفغاني لديه كراهية من اللون الأحمر ولذلك تم تغيير لون زجاجة كوكا كولا إلى لون آخر فقط في أفغانستان وأنجزت دعاية استلهمت من قصة شعبية أفغانية وبطلها للترويج لزجاجة بحلتها الجديدة وهكذا حققت الشركة الحضور المنافس.

 

ميلاز مقداد



عدد المشاهدات: 2525



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى