الرئيسية   الناطق الرسمي باسم المعلن..!!

الناطق الرسمي باسم المعلن..!!

الناطق الرسمي باسم المعلن..!!

كتب أحمد العمّار:

إذا كانت الحكومات والهيئات تتخذ من أحد الموظفين النابهين، الذي يتمتع بالقدرة على الحديث والإقناع، ويقف على أرضية صلبة من الخبرة والدراية بشؤون الجهة التي يتحدث باسمها، ويستند إلى خلفية ثقافية وفكرية جيدة، تتخذ منه متحدثاً رسمياً يمثلها بما ترغب إخبار الآخرين به، فإن المعلن يحذو الحذو عينه، إذ يجعل من الإعلان ناطقاً رسمياً باسمه أيضاً، حيث يخبر المستهلكين الحاليين والمرتقبين من خلاله بالسلع والخدمات والأفكار، فالإعلان باختصار سفير المعلن إلى المستهلك، بكل ما تحمل هذه السفارة من معاني القبول أو الرفض، وتحاط بالغموض أو الشفافية، وبما ينجم عن ذلك كله من إقناع وتأثير، أو فشل وصدود.

وإذا كان الإعلان ناطقاً رسمياً باسم المعلن، فإن نجاحه في أداء مهمته يتوقف بداية على جودة الرسالة الإعلانية شكلاً ومضموناً، ومن هنا فإن الرسالة  التي تولد ميتة لن يستطيع الإنفاق الإعلاني السخي، أو قوة وتأثير الوسيلة الضاربة أن ينقذاها، ويدخلا الحياة في عروقها، واعتماداً على هذا الفهم لا بد من إيلاء هذه الرسالة العناية والاهتمام كليهما..

و بهذا..لابد من النظر إلى الرسالة من حيث كونها حلقة مهمة في سلسلة الحملة الإعلانية المتعددة والمعقدة الحلقات، ومن حيث كونها أيضاً قائمة على الوصول إلى المتلقي، والتأثير عليه عبر ثنائية الإقناع والإغراء، وبالتالي تغيير سلوكه وفق وجهة محددة تناسب تطلعات وخطط المعلن، إلى جانب كون الرسالة جهداً اتصالياً وإعلامياً في المقام الأول، الأمر الذي يتطلب الاعتناء بالرسالة في كل خطوة من خطوات إنتاجها، لا سيما في جانبي المضمون (التحرير) والشكل (التصميم والإخراج)، وانتهاءً بعملية النشر أو البث، مروراً بالجوانب التنفيذية، حيث إعداد الرسالة بشكلها النهائي بما يتناسب وخصوصية كل وسيلة من وسائل الإعلام، فالرسالة عمل إبداعي يقوم على الخروج بخلطة سحرية تراعى فيها متطلبات المعلن، واحتياجات المستهلك، وطبيعة الوسيلة على ضوء آلية السوق وظروف المنافسة، وخصائص الجمهور المتلقي.

نجاح ذلك كله..يتوقف على مدى فهم وإدراك المعلن للرسالة كصناعة ترتبط بالصناعة الإعلامية ككل، مع ما بينهما من تأثير وتأثر، و ضرورة أن يتخلى المعلن عن الرؤية التقليدية للإعلان القائمة على اعتباره بذخاً وتبديداً للأموال، والنظر إليه بوصفه استثماراً حقيقياً يعزز مكانة المنشأة ومنتجاتها في الأسواق، فالإنفاق الإعلاني هو إنفاق ذو عائد ومردودية تظهر ترسيخ اسم المنشاة في أذهان الناس المستهدفين، وفي زيادة أرقام المبيعات، وتحقيق الأرباح.

       

 

 



عدد المشاهدات: 1118



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى