الرئيسية   قصر العظم

قصر العظم

قصر العظم

 

كم من المرات التي قضيتم فيها أوقاتكم جالسين على كراسي القصر....؟

هل قمتم سابقاً بتجربة المشي في سوق مدحت باشا طريق الوصول إلى القصر...؟

فصباحات دمشق ليست ككل الصباحات...

هنا دروب حميمة ... وأحجار عتيقة تعانق الياسمين المدلى وعرائش العنب وأشجار الليمون..

كلّ يشدو لحنه... ليمتزج فوح العبير بعبق القهوة وعطر هيلها مع الشدو الفيروزي المنبعث من كل الشرفات ... من قصر العظم.

ما أجمل الياسمين المتكئ على شرفات ذلك القصر والمتدلي على جدرانه كعقد لؤلؤ يزين جيدِ حسناء دمشقية.

ندخل القصر من البوابة الجميلة التي تؤدي إلى ممر عريض وعلى يمين هذا الممر مصطبة للجلوس... أما على اليسار فهناك غرفة صغيرة للحارس... وفي نهاية الممر  هناك قسم في هذا القصر وهو المعيشة المسمى (( حرملك))

يلحق بهذا القسم أي (( الحرملك )) قسم آخر هو قسم الخدم (( الخدملك)) وإسطبل الخيل والعربات.

 وحول الفناء  الواسع تقوم القاعات والإيوان الكبير وتمتد أمامه بركة طويلة ... ولقد زينت واجهات الغرف والقاعات بمداميك ملونة (( وبالأبلق)) الذي يغطي بزخارفه الهندسية الدقيقة أحجار الأقواس حيث الخطوط الهندسية الدائرية والمتعرجة والمستقيمة وأشكال البنات والزهور إضافة إلى الخط العربي ووجود آيات قرآنية وأبيات شعرية وأقوال مأثورة تزدهر بها جدران هذا القصر النموذجي أما الأرابيسك فيعمل من اجل أبواب القاعات .

وهناك فن المعشق التقليدي حيث يكون الزجاج معشقاً بالجص.. أما قسم (( السلملك)) فهو اصغر حجماً من القسم السابق ولكنه يحمل نفس الطابع من زخارف معمارية متقنة.

وفي وسط الفناء بركة مربعة الشكل .

أما عن حمام القصر فهو يشبه عمارة الحمامات الدمشقية القديمة وله قبة ذات عيون زجاجية.

في عام /1953/ تحول هذا القصر الى متحف  للحرف الشعبية والصناعات اليدوية التقليدية،حيث انه انشأ سنة 1163 هــ /1749م ليكون مقراً للوالي اسعد باشا العظم.

يقع قصر العظم في المكان الذي يقع فيه قصر الخضراء الخاص بالخليفة معاوية بن أبي سفيان وتحديداً في حي الحمراوي بجوار سوق البزورية الشهير... مابين الجامع الأموي في الشمال وسوق مدحت باشا في الجنوب ــ وقد انفق الوالي اسعد باشا المال الهائل إذ انه اخذ قصر معاوية وماحوله من دكاكين وخانات وبيوت ليقيم القصر.

قصر العظم هو نموذج باهر للبيت الدمشقي وشاهد عيان على حضارة العمارة السورية تفنن فيه المعماريون حتى جعلوا منه آية رائعة للفن الشامي يتمازج فيه المرمر والغرانيت ... ليؤلفا وحدات متساوية من القاعات وأقواس الرخام والحمامات المزينة بحجارة مختلفة الألوان..

ويعتبر من أهم  وأجمل القصور في الفترة العثمانية التي شيدت في بداية القرن الثامن عشر ونموذج فريد للعمارة الإسلامية وهو القصر الوحيد المتبقي من قصور حكام دمشق التي تعتبر أقدم مدينة مأهولة بشكل مستمر في التاريخ.

في بداية الاحتلال الفرنسي سنة 1920 اتخذه المفوض السامي الفرنسي مقراً لإقامته بعد ذلك اشترته الحكمة الفرنسية من ورثته وحولته إلى معهد للدراسة العلمية وقد تعرض القصر لأضرار كبيرة بعد حريق سنة 1925 اثر القصف الفرنسي لدمشق فزالت محاسنه وتشتت آثاره بعد ذلك أعيد ترميمه وافتتاحه بعد تحول سنة 1954 إلى متحف للتقاليد الشعبية.

أخيراً لابد لزائر القصر الذي يرتفع بضعة أمتار عن بيوت دمشق المجاورة أن يرتفع هو الآخر عن ارض الحاضر ليعيش ولو لساعات فقط في ارض الماضي ارض الأجداد، ولابد له عند مغادرته للقصر أن يحمل معه عبقاً دمشقياً حقيقياً، يتذكره أينما ذهب يمكن اختصار ذلك بالتعرف على رمز آخر من الرموز الملتصقة بدمشق وأهلها.

 

 



عدد المشاهدات: 7477

صناعة الأواني الفخارية

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-01-15

دمشق..جذور عميقة القدم

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-10-24

مغارات سورية

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-11-12

كفرسوسة..جارة الشام القديمة

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-06-08



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى