الرئيسية   وجع الناس..

وجع الناس..

وجع الناس..

 

على قارعة الطريق، تتبعثر الأماني، وتتلعثم كلمات الفرح، هو صدعٌ في أفق الأحلام الناصع، ارتدّت به صيحات الألم...

كلمات ليست كالكلمات، تلك التي يرددها أطفالنا في كل مكان، هي سامراتهم في جلسات المساء، وحديثهم الصباحي على طريق المدرسة، لا نكران لشفافية أقوالهم، وصدق مشاعرهم الخائبة وسط الأجواء المعاشة في بلادنا الحبيبة، إذاً هي الضريبة التي فرضتها الحرب على الطفولة، ولكن لا بد أن تكون الحرب ذاتها مدرسة أخرى نستقي منها محاكاة الظروف، وخلق الحالة الايجابية المغيّبة، ربما أدوات هذه الحرب كانت قاسية حقاً، تبرز فيها رائحة الكرامة المغمسة بالدم و الألم، لكنها تعلمنا التضحية والصبر والتفاني في الجد والعمل، والابتعاد عن زيف الادعاء الذي طالما أزاح السلوك البشري عن جادة الصواب، هذه الحرب..يجب أن تعلم النفس السمو في الغايات، وكلها تحت سقف الوطن، والوطن فقط.

وهنا....لابد من تسليط الضوء على الدور التربوي والتعليمي الذي تؤديه كل من الأسرة والمدرسة، والذي يندرج في إطار النهج و السلوك اليومي مع الأطفال، لاسيما في إبعادهم عن أطر التشاؤم والحزن، وبث روح التفاؤل والمرح في نفوسهم ، وذلك من خلال ضبط قواعد الحديث ومفرداته أمامهم، والتعاطي مع كل تداعيات الأزمة السلبية بروح معنوية عالية، وتقوية قدراتهم ومهاراتهم الثقافية والفكرية بما ينسجم مع هذا السلوك.

كثيرة هي المعطيات التي تغذي في النفس البشرية روح الأمل، و تؤطر مواطن الضعف في سياق التحديات، فتقلب مفاهيم الإحباط إلى مسار التحفيز و العطاء، بل و تسمو بالتربية السلوكية إلى أعلى مثل يحتذى في التفاعل مع الأزمات، و تختلف تلك المعطيات من أسرة لغيرها، و بين معلم و آخر، حسب ما يمتلكه كل ما سبق ذكره من ثقافة التربية و مرونة السلوك في التعامل مع الطفل، و بما يمكنه من التأثير به و تقويم منهجه الفكري على كافة الأصعدة، و على هذا الصعيد..لا بد من الإشارة إلى ضرورة العمل على تطوير الكوادر التربوية، بل و إعادة تأهيلها إن اقتضى الأمر بما يتناسب مع الأزمة التي تعيشها بلادنا، و عدم التساهل في فرض العقوبات تجاه أي تقصير، كما هو لزام على فعاليات المجتمع و وسائل الإعلام أن تسارع الخطى في منهجيتها، لدرء الأخطار المحدقة بالأسرة و بالطفل خاصة في ظل تداعيات الحرب، و ذلك من خلال العمل على توعية مدارك الأفراد كافة، كأن تقوم محطات التلفزة مثلاً ببث برامج توعوية تخدم هذه الأفكار البناءة.

يطول البحث في هذا السياق ، إلا أننا نحن أبناء الشعب السوري الصامد نمتلك ثقافة الانتماء إلى العصر، وندرك أهمية قوتنا تجاه كل الظروف التي تعرضت لها بلادنا عبر التاريخ، مفاصل الحضارة بأيدي أجدادنا صنعت، وخلدت لنا العبر والحكم، و ربما العبارة الأجدى في هذا المقام هي / بناء البشر قبل الحجر /، عبارة تحوي في ثنايا حروفها عصارة تجارب يفوح منها عبق الخبرات، عبارة تجسد السمة الأبهى لنا نحن السوريون منذ القدم..بناء الإنسان غاية المستقبل...

ملك عبد السلام

 



عدد المشاهدات: 4340

نبض الروح

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-20

الراتب المعاشي..حلم مسروق

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-03-06

وجع الناس..

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-03-27

نبض الروح

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-02-27



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى