الطاحونة البنجكية

الطاحونة البنجكية

كان صوت رحاها قديماً يملأ القرية صخباً وحياة إلا أن الناظر إليها اليوم يستطيع أن يسمع صداها بعد أن توقفت لأسباب عدة .

إنها الطاحونة (( البنجكية ) التي كانت منذ القديم تطحن القمح وتبيعه إلى أهالي منطقة حمص.

تقع الطاحونة فوق نهر العاصي مباشرةً في منطقة القصير بجانب قرية تسمى تل النبي مندو أو كما كانت تعرف بــ (( مملكة قادش)) التي يتعانق فيها مجرى نهر العاصي مع مجرى نبع عين التنور وتبعد عن مدينة حمص نحو /35/ كم جنوب بحيرة قطينة.

تبلغ مساحتها حوالي /242/م2 مبنية من حجارة بازلتية سوداء وأحجار كلسية بيضاء وقد رممت عدة مرات بسبب عوامل الطبيعة وتستند على أعمدة بازلتية وتيجان حاملة للسقف ومرممة ببعض الحجارة كما تعد الطاحونة من طواحين القمح التجارية التي لها شان صناعي خلال القرنين الماضيين تعمل على الطاقة المائية ولها ستة أحجار رحى لطحن القمح وتحويله إلى طحين وتعد من اكبر الطواحين القديمة في بلاد الشام من حيث طاقة إنتاجها وتوقفت عن العمل نهائياً في عام 2000 بسبب انتشار الطواحين الكهربائية.

كما شهدت الطاحونة منذ القدم المعارك الطاحنة التي نشبت بين الحثيين والفراعنة دامت حوالي مئات السنين وانتهت بمعاهدة السلام الشهيرة في عام 1259 قبل الميلاد حيث تم توقف القتال نهائياً وعدم اعتداء الطرفين على أراضي الأخر .

الطاحونة البنجكية هي من أهم المعالم السياحية في محافظة حمص حيث يقصدها الكثيرون للاستراحة والاستجمام أما السياح فيعرجون إليها بعد زيارتهم لمملكة قادش وتل النبي مندو الملاصقين لها بالإضافة للرحلات العلمية أو المدرسية من محافظات القطر مما يجعلونها مقصدهم الأخير للغداء والاستراحة.

عدد المشاهدات: 6057