الانسان والحاسوب

الانسان والحاسوب

الفرق بين إنجاز الإنسان وإنجاز الحاسوب في العمليات التي نطلب منه أن يقوم بها هو فرق في السرعة.

هذه السرعة التي غيرت وجه العالم ، المؤلف بنزياس كتب هذا الكتاب بعد خبرة طويلة في الموضوع، كتبه من أجل الكشف عن أسرار لا نعرفها تحيط بعمليات هذه الآلة وخدماتها في المستقبل ومشروع العلاقة بينها وبين عقل الإنسان، وبما أنه عالم الكترونيات متمكن فقد عرف تلك الأسرار وبدأ يكشف تلك العلاقة

إنسان هذا العصر- عصر المعلومات تفرض عليه تساؤلات بداية ما المعلومات؟؟ هي مجرد مجموعة من الرموز والأعداد والكلمات مقدار كفاءة هذه الآلات التي نعتمد عليها للحصول على المعلومات وإلى أي مدى تصل دقتها وكفاءتها والأهم من ذلك ما أثر كل ذاك على الدور الذي يقوم به الإنسان في الحياة الحديثة.

هل ستصبح الحياة بكل تفرعاتها أسهل أو أكثر تعقيداً عندما نستعمل هذا الجهاز؟؟

وسؤال عام يلح على المؤلف يبحث له عن جواب في ثنايا هذا الكتاب هو كيف يمكن أن تصبح العلاقة بين العقل البشري والحاسوب؟؟ هل هي علاقة منافسة أو علاقة مشاركة؟؟

إن الحاسوب يستطيع أن يتنبأ لنا عن حالة الطقس ويحدد مسار الطائرات والصواريخ ويكشف دقائق جسم الإنسان ويكشف لنا الخلل في محطات الكهرباء الضخمة ويلتقط إشارات الإذاعة بجهاز استقبال صغير وعشرات الأعمال الأخرى.

يقول المؤلف إن أفضل الإجابات عن مثل هذه التساؤلات تكون بتفهم الناس لكيفية التوفيق بين العقل البشري والحاسوب وإشراكهما معاً ليؤدي كل منهما الدور المنوط به لما فيه خير البشرية وسعادتها، فالحاسوب الحديث له دور وعمل يقوم بهما ولكن دوره لا يلغي التقنية القديمة التي كان يستخدمها الإنسان قبل اختراع الحاسوب.

فالعقل البشري هو الذي اخترع الكتابة والرسم والحساب واستخدمها وسائل لنقل الأفكار وحفظ المعلومات قبل أن يُخترع الحاسوب، وهو الذي اخترع الورق والطباعة وكثيراً من الوسائل اللازمة للاتصال والتذكير والتفكير فهي إذا عملية تقدم وتطور طبيعية لا يمكن أن تلغي دور العقل البشري.

وبالتالي يجب أن لا ننسى أن ما يستطيع هذا الجهاز إنجازه إنما يخضع لقواعد المنطق والحساب التي يستخدمها الإنسان، هذه القواعد التي تمكن هذا الجهاز من إيجاد الحلول للمشاكل التي نعرضها وهي التي تمكن العقل البشري في الوقت نفسه من الوصول إلى حلول لها عن طريق استخدام الذكاء الطبيعي، فالحاسوب مثلاً لا يستطيع التعرف على الخطوط وكسب مباريات الشطرنج وتحديد الخلل في الآلة وكلها أمور يستطيع أن يقوم بها الإنسان ولكن الفرق في ذلك أن الإنسان يحتاج إلى وقت أطول مما يحتاج إليه الحاسوب الذي يقوم باختصار الزمن ومن جهة أخرى فالإنسان يستطيع الربط بين الأمور ونتائجها والانتقال من السبب إلى النتيجة بقوم الفكر وذاك مالا يستطيعه الحاسوب.

حسام توتونجي