الرئيسية غازات الدفيئة |
غازات الدفيئة
غازات الدفيئة
مفهوم غازات الدفيئة
هي الغازات التي لها خاصية امتصاص الأشعة تحت الحمراء، أي أنها تمتص الطاقة الحرارية الكلية، حيث إن هذه الأشعة تنبعث من سطح الأرض ثم يتم إعادتها مرة أخرى إلى السطح، وهو ما يؤدي إلى الاحتباس الحراري، ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وبخار الماء من أهم غازات الدفيئة، بالإضافة إلى غازات أخرى مثل مستويات الأوزون التي توجد على السطح، وأكسيد النيتروس ، والغازات المفلورة ، لكن تأثيرها يكون أقل، وعلى الرغم من أن غازات الدفيئة تشكل جزءاً بسيطاً من غازات الغلاف الجوي، إلا أن لها تأثير عميق في نظام الطاقة للأرض، ومن الجدير بالذكر أن غازات الدفيئة أسهمت بشكل كبير في التغيرات المناخية على نطاق واسع.
أهم غازات الدفيئة :
من أهم غازات الدفيئة ما يأتي:
- ثاني أكسيد الكربون (CO2): يعتبر من أهم غازات الدفيئة، ومسؤولاً عن حوالي ثلاثة أرباع الانبعاثات، ويمكن أن يبقى في الغلاف الجوي لآلاف السنين، ومن الجدير بالذكر أن ثاني أكسيد الكربون ينتج عن حرق المواد العضوية مثل الفحم، والنفط، والغاز، والخشب، والنفايات الصلبة.
- الميثان (CH4) هو المكون الرئيس للغاز الطبيعي، حيث يتم إطلاق الميثان من مدافن النفايات، والغاز الطبيعي، وصناعات البترول، وفي الأماكن الزراعية خاصة من الجهاز الهضمي لحيوانات الرعي.
- أكسيد النيتروس (N2O) يشكّل نسبة قليلة من غازات الدفيئة، ولكنه أقوى ب 264 مرة من ثاني أكسيد الكربون، ويتجاوز عمره القرن في الغلاف الجوي، وتعد الزراعة، والثروة الحيوانية بما في ذلك الأسمدة، والمخلفات الزراعية، واحتراق الوقود من أكبر مصادر انبعاث أكسيد النيتروس.
- الغازات الصناعية: مثل مركبات الفلور المختلفة، وهذه الغازات لها قدرة تفوق آلاف المرات من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتبقى في الجو لمئات الآلاف من السنين، وتمثل حوالي 2 % من غازات الدفيئة.
الآثار الناتجة عن غازات الدفيئة :
في حال استمرار ارتفاع نسب الغازات الدفيئة، يخشى العلماء، والعديد من المسؤولين الحكوميين، وعدد كبير من المواطنين من آثار الاحترار العالمي ومن الطقس القاسي، وارتفاع منسوب مياه البحر، وانقراض النبات، والحيوانات، وارتفاع حموضة المحيطات، والتغيرات المناخية الكبيرة، والاضطرابات الاجتماعية غير المسبوقة.
أسباب الاحتباس الحراري:
تُعرَّف ظاهرة الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي أو ظاهرة الدفيئة :
على أنّها احتفاظ الغلاف الجوي المحيط بالأرض ببعض الطاقة التي تصل إليه من الشمس على شكل حرارة، إذ تحدث هذه الظاهرة على سطح الأرض وطبقة التروبوسفير -وهي الطبقة السفلى من الغلاف الجوي- بسبب زيادة نسبة بعض الغازات فيهما، كغازات ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وبخار الماء، والميثان (CH4)، وغيرها من الغازات الأخرى، ويكون تأثير بخار الماء -من بين الغازات المسببة جميعها- الأكبر من نوعه في هذه الظاهرة، وتتميّز هذه الغازات بأنّها منفذة لمعظم الأطوال الموجية للأشعة الشمسية، فهي تسمح بوصولها إلى سطح الأرض، لكنها من جهة أخرى غير منفذة نسبياً للأشعة تحت الحمراء، والإشعاع الحراري، إذ يتمّ امتصاصهما في الغلاف الجوي وعلى سطح الأرض، من قِبَل هذه الغازات، ثمّ تُحولّهما إلى حرارة، ويصبح من الصعب إعادة إشعاعها من الأرض إلى الفضاء الخارجي مرة أخرى.
أسباب انبعاث غازات الاحتباس الحراري :
تتكوَّن غازات الاحتباس الحراري أو الغازات الدفيئة بسبب تجمّع عدد معين من الغازات في الغلاف الجوي، وهي: غاز ثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروجين، والميثان، والغازات المفلورة المعروفة باسم مركبات كلوروفلوروكربون (CFCs)، وتنتج الغازات الدفيئة بشكل طبيعيّ في الغلاف الجوي، إلّا أنّ الأنشطة البشريّة تُساهم في زيادة نسبتها ممّا يؤدي إلى التسبُّب بحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، وفيما يأتي توضيح للأسباب:
- الأسباب البشرية:
تساهم بعض الأنشطة البشرية في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن تلك الأنشطة ما يأتي:
- حرق الوقود الأحفوري: أدّت الثورة الصناعية إلى زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير جداً وذلك بسبب زيادة استخدام الوقود الأحفوري وزيادة احتراقه، ويزداد تركيز هذا الغاز في الغلاف الجوي وبسبب زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي .
- إزالة الغابات : تغيّرت طرق الاستفادة من الأراضي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، إذ يتمّ حالياً إزالة الغابات خصوصاً في المناطق المدارية والاستفادة منها في استثمارات أخرى، وتساهم هذه العملية في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مقدار الثُلث، والذي بدوره يؤدي إلى حدوث الاحتباس الحراري.
- الأنشطة الزراعية : تؤدي الأنشطة الزراعية كاستخدام الأسمدة، وزراعة حقول الأرز، وطرق الري المُتَّبعة، وغيرها إلى زيادة تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى أنّ الاستخدام المفرط للأسمدة يزيد من نسبة أكسيد النيتروس (N2O) في الغلاف الجوي، كما أنّ عملية إزالة الغطاء النباتي يُغيّر من وضاءة الأرض من خلال التغيُّر في كمية الأشعة الممتصة من سطح الأرض وكمية الأشعة المنعكسة.
- تربية الحيوانات : تلعب تربية الحيوانات دوراً مهماً في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، فهي مسؤولة عن 18% من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، حيث تحتاج تربية الحيوانات إلى إزالة الغابات من أجل استخدام تلك الأراضي كمراعٍ للماشية، وهذا حصل في غابات الأمازون، حيث إنّ حوالي 70% من عملية إزالة الغابات كان سببها تربية المواشي، كما يُساهم انبعاث غاز الميثان الذي ينتج بشكل طبيعي من الماشية في زيادة نسبة الغازات الدفيئة، والتي بدورها تُفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.
- تصنيع الإسمنت: تساهم عملية تصنيع الإسمنت في زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وذلك أثناء مرحلة تسخين كربونات الكالسيوم، حيث ينتج من هذه العملية غاز ثاني أكسيد الكربون والجير، من جهة أخرى يساهم حرق الوقود الأحفوري المُستخدَم لتوفير الحرارة اللازمة لإتمام عملية التصنيع في زيادة نسبته أيضاً، وتُشكّل مساهمة الإنسان بانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية تصنيع الإسمنت حوالي 5%، أمّا باقي ما تبقى فينتج من عملية حرق الوقود الأحفوري والعمليات الكيميائية المصاحبة لعملية التصنيع، إذ ينتج حوالي 900 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون عند إنتاج 1,000 كغ من الإسمنت.
- النفايات الصناعية ومكبّات النفايات : تُنتج المصانع والعمليات الصناعية عموماً العديد من الغازات الضارة والتي يتمّ إطلاقها إلى الغلاف الجوي ممّا يؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، كما تزيد مكبّات ومدافن النفايات من انبعاث غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون اللذَين يساهمان بشكل كبير في زيادة تأثير غازات الدفيئة.
- الزيادة في عدد السكان: يزداد عدد سكان العالم من عام إلى آخر، فيزيد الطلب على الطعام، والمأوى، واللباس، والعديد من المنتجات الصناعية، وهذا بدوره يزيد من عدد المصانع والعمليات الصناعية المرافقة لها، مما يساهم في ارتفاع نسبة انبعاث الغازات الضارة في الغلاف الجوي، وبالتالي يزداد تأثير الغازات الدفيئة، ومن جهة أخرى تؤدي الزيادة في عدد السكان إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري الذي يساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
- الأسباب الطبيعية :
يوجد عدد من العوامل الطبيعية التي تساهم في زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، حيث كانت نسبة الغازات الدفيئة الناتجة عن العمليات الطبيعية متوازنة نسبياً منذ آلاف السنين، ولكن مع تغيّر الزمن تغيرت، وفيما يأتي ذِكر لبعض هذه العوامل:
- يساهم النمل الأبيض من خلال عمليات الهضم التي يقوم بها في زيادة انبعاث غاز الميثان.
- تساهم الحيوانات المجترة البرية والحيوانات العاشبة الصغيرة في زيادة انبعاث غاز الميثان.
- تساهم حرائق الغابات في زيادة انبعاث العديد من الغازات الضارة، مثل: أول أكسيد الكربون، والميثان، وثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروس، وأكاسيد النيتروجين بشكل عام
- تساهم الأنظمة البيئية للأراضي الرطبة في زيادة انبعاث غاز الميثان.
- تساهم الأنظمة البيئية للأراضي كالمراعي، والغابات، والسافانا في زيادة انبعاث أكسيد النيتروس.
- تساهم المياه العذبة كالبحيرات، والجداول، والأنهار، والأراضي الرطبة، في انبعاث الغازات الدفيئة كغاز الميثان وأكسيد النيتروز، وثاني أكسيد الكربون.
- النشاطات البركانية.
- التحلل الطبيعي للحيوانات والنباتات.
- انصهار قمم المناطق الجليدية.
ميرنا حرفوش
عدد المشاهدات: 5660 |
التعليقات: