دمشق..جذور عميقة القدم

دمشق..جذور عميقة القدم

دمشق..المدينة التاريخية التي يعود تاريخ وجودها إلى أبعد من الألف الثانية قبل الميلاد, عرفت باسم دمشق نسبة لنشوئها الذي مر بمراحل كثيرة من النمو و التطور، بما في ذلك وجودها أيام الكنعانيين، حيث كانت عاصمة للدولة الآرامية التي عرفت مملكة دمشق أو مملكة آرام، و أطلق عليها دار "ميسق" أي الدار المسقية في رأي بعض العلماء الذين حوروا هذا الاسم الآرامي و لفظوه "داماسكو".

دمشق التي ذكر اسمها في كتاب التوراة، و كذلك الوثائق الآشورية و البابلية, بات موقعها مميز يحيط بها السور بأبوابه السبعة، و تتميز بشوارعها الضيقة التي كانت تتفرع عن معبدٍ يظن أنه في موقع المسجد الأموي, حيث يرجع العلماء إلى موقع القصر عن تل السماكة الذي يرتفع بما حوله بمقدار خمسة عشر متراً, و اليوم يعرف التل بما يسمى السوق الطويل "سوق مدحت باشا" الذي افتتحه الرومان.

كثافة البناء في هذه المنطقة من دمشق حالت دون التنقيب عن الماضي و معرفة ما يظهر تاريخ دمشق الآرامية، أو ربما دمشق الكنعانية, حيث ذكرت الروايات التاريخية أهمية القصر الآرامي من حيث متانته ومقاومته لهجمات الآشوريين المتكررة، و غناه بمظاهر الترف و البذخ كما أوردت الوثائق الأشورية جانباً من محتوياته.

واليوم ها هي دمشق من عاصمة للمملكة الآرامية لتصبح العاصمة الثقافية لأحد أقدم البلدان في التاريخ (( سورية ))، و ستبقى دمشق العاصمة الأبدية التي توارثتها قبائل و شعوب لتحتل مكانة مرموقة في مجال العلم و الثقافة و الفنون.

أحمد أسعد

عدد المشاهدات: 6482