الرئيسية كهوف النار لغة الحضارة القديمة |
كهوف النار لغة الحضارة القديمة
كهوف النار لغة الحضارة القديمة
تعد الكهوف التي اكتشفت في القرن الثامن عشر و أعاد ترميمها و تجديدها البارون الانكليزي سير فرانسيس واشود عام 1750 مزاراً سياحياً مهماً، تجاوز عدد زائريها المليونين منذ أعاد افتتاحها عام 1951 و بسبب ماعانته البلاد آنذاك من مستويات فقر بسبب الجفاف الذي خلف أعداد كبيرة من المزارعين العاطلين عن العمل، و قد استعان سير فرانسيس بالعاطلين عن العمل لاستخراج الطبقات الطباشيرية من داخل الكهوف، و أيضاً من إعادة بناء الطريق الذي كان يربط بين ويست وايكومبي و هاي وايكومبي باستخدام تلك الطبقات التي أخرجت و تعد الكهوف عملاً معمارياً رائعاً، كونها حفرت جميعاً باليد وما زالت أثار الفؤوس واضحة على جدرانها، و كان يعقد فيها البارون نادياً أسماه نادي جهنم، حيث كان يعقد اجتماعاته باللوردات و رجالات الدولة و الارستقراطيين و سيدات المجتمع الراقي اللاتي اعتدن ارتداء الأقنعة تغطي الوجه لكي تخفي هويتهن، و بدأت الاجتماعات في النادي منذ الأربعينات من القرن الماضي، و استمرت حتى 1763 بعدما أزاح الستار عنها عدد من الصحف المحلية وكان الأعضاء ملزمين بارتداء قبعات و سترات و سراويل بيضاء، بينما كان يرتدي البعض قلنسوة حمراء و أصفى البارون و اشوود على ناديه اللمسات الفرعونية و الرومانية، إذ وضع في مدخل بلدة ميدمنهام تمثالين لإلهي الصمت عند الفراعنة حربو قراطيس وانجيرونا، و ربما ليذكر الزائر بالحفاظ على سرية ما يراه بالداخل كما وضع على المدخل تمثال فينوس إلهة الجمال عند الإغريق و هي تميل لتنزع شوكة من قدمها.
ومجموعة الكهوف عبارة عن نفق طويل به عدة تجاويف و صالات واسعة وفي الداخل المعبد الداخلي على عمق 300 قدم من كنيسة سانت لورنس، و يعكس تصميم الكنيسة التي بناها داشوود فوق كهوفه رؤيته الغربية فسقفها نسخة من سقف معبد الشمس في تدمر سورية، كما يعلوها كرة من الذهب و يعكس تصميم و الكرة الذهبية مدى تأثر داشوود بالحضارة القديمة، و قد صمم المدخل الرئيسي للكهوف على النمط القوطي، و يمكن رؤيته بوضوح من جميع الأطراف، و رغم عدم معرفة سبب الاهتمام بهذه الكهوف فبعد موت داششود ورثت ابنته راتشيل أنطونيا مجموعة من الكتب حول السحر و الذي امتهنته بعد ذلك، و كانت بعبارتها الصريحة "أجد حل مشاكلي في تلك الكهوف تعط تفسيراً لتساؤلات الإنسان في تلك العصور وما كان يدور بداخله".
لغة التاريخ القديم الممتدة حتى عصرنا الحالي تجسدت في كهوف حملت حكايات و قصص ما زالت تروى حتى الآن.
عدد المشاهدات: 2426 |
التعليقات: