في دمشق تقليد ساحر يتعدى إلى غالبية المدن السورية بل ربما إلى مدن عربية عديدة وهو تقليد يقوم به أصحاب المتاجر الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
فعندما يفتتح أحدهم متجراً ينظم حفلة افتتاح ميدانية، وفي يوم الافتتاح يضع أمام المتجر باقات من الورود يرسلها الأقارب والمعارف كما يضع موسيقى مرحة صاخبة مع أضواء الليزر تضيء السماء أو يستأجر فرقة (عراضة شامية) ثم يأتي الناس ليهنؤه بالافتتاح وليأكلوا من الحلوى التي يوزعها وليشاهدوا محتويات المتجر والبضائع التي يعرضها.
هل هو إعلان أم إعلام أم علاقات عامة؟ هو هذا كله بالأحرى هو علاقات عامة هدفها الإعلان والإعلام.
لقد استطاع صاحب المتجر بهذه الطريقة وبضربة واحدة تحقيق الإعلان والإعلام والعلاقات العامة.
البعد الإعلاني هو أن الناس شاهدوا المعروضات أنواعها ومستواها مشاهدة عملية وليس عبر بعض الكلمات والصور التي تنشر عادة في الصحيفة.
البعد الإعلامي هو أن الناس وصلهم خبر افتتاح المتجر وصولاً محسوساً وليس مجرد قراءة أسطر في وسيلة إعلامية.
أما العلاقات العامة فهي هذا الجو السعيد وتبادل التهاني والابتسامات والمناخ الودي الذي تجري فيه هذه الحفلة.
إن هذه التقاليد الموروثة تعكس عراقة أسواقنا وتجارتنا التي وصلت إلى أقصى أصقاع العالم بفضل حنكة التاجر السوري.