العلامة التجارية والصناعية في سوريا

العلامة التجارية والصناعية في سوريا

ظهرت الحقوق المعنوية أو الفكرية أو ما يسميها البعض حقوق الابتكار نتيجة عوامل حضارية واقتصادية حديثة وكان الهدف من إقرار هذا النوع من الحقوق تشجيع الاختراع والابداع وحماية حقوق المبدعين في استثمار ثمرات تفكيرهم ومنع الآخرين من التعدي على هذه الحقوق والمزاحمة في استغلالها.

ونظراً للأهمية المتزايدة لحقوق الملكية الفكرية تأسست المنظمة العالمية للملكية الفكرية في عام 1883 وتلاها اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية والتي تعتبر أول معاهدة دولية مهمة تهدف إلى منح مواطني بلد معين حماية أعمالهم الفكرية في بلدان أخرى.

وتشمل الحماية براءات الاختراع والعلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية وأصبحت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوابيو) عام 1974 إحدى الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة المكلفة بإدارة موضوعات الملكية الفكرية بقرار من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

وللتعريف أكثر بحقوق الملكية نستعرض تباعاً ما قامت به مديرية حماية الملكية الصناعية والتجارية في وزارة الاقتصاد والتجارة في سوريا بإصدار دليل حماية الملكية الصناعية والتجارية لما له من أهمية.

(الشعار التجاري): هو إشارة تستعمل لتوضع على السلع لتسويقها وقد لا تظهر على السلع فحسب على المنتج بل كذلك على الصناديق وأوراق التغليف التي تكون السلع فيها عند بيعها.

ويمكن لنا القول أن الاسم التجاري يؤدي عدة وظائف أساسية أهمها دوره في تمييز السلع والخدمات التي يشير إليها الاسم التجاري لتسهيل اختيار ما يرغب في شرائه الزبون.

أما عن الرسم والنموذج الصناعي:

فهو المظهر الزخرفي والجمالي للسلعة ويتألف من عناصر مجسمة مثل شكل السلعة أو سطحها أو عناصر ثنائية الأبعاد مثل الرسوم ..الخطوط...الألوان ..إلخ.

وتطبق الرسوم والنماذج الصناعية على مجموعة كبيرة من منتجات الصناعة أو الحرف اليدوية التي تتنوع من الأدوات التقنية والطبية إلى الساعات والمجوهرات وغيرها من السلع الكمالية والأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية إلى هياكل السيارات والمباني وتصاميم النسيج.

ويشترط في الرسم والنموذج ألاّ يكون رهناً بوظيفة حتى يحظى بحماية بمعنى يجب أن يتسم الرسم والنموذج بطابع جمالي بالدرجة الأولى ولا تحمى فيه أي عناصر تقنية للسلعة التي يطبق عليها كون هذا الرسم يجعل السلعة جذابة ومغرية وبالتالية ترفع القيمة التجارية للمنتج وتزيد من فرص تسويقه.

وكلما كان هذا الرسم مشمولاً بالحماية يحصل المالك على حق اسثنائي ضد استنساخ الرسم أو تقليده على يد الغير دون تصريح، مما يساعد على ضمان عائد عادل من الاستثمار.

وبإمكان المستهلك والجمهور بشكل عام الاستفادة من نظام حماية فعّال لأنه يشجع المنافسة المشروعة والأعمال التجارية الشريفة ويروج للمنتجات الأكثر جاذبية من حيث الشكل كما تساعد حماية الرسم على التنمية الاقتصادية وتوسيع نشاط وتصدير المنتجات الوطنية.

ولابد من تسجيل الرسم حتى تشمله الحماية ويجب أن يكون جديداً لتسجيله أي لم يسبقه رسم أو نموذج مطابق أو مشابه له وبمجرد التسجيل تصدر شهادة بذلك ثم تسري الحماية لمدة /5/ سنوات ويمكن تجديدها لغاية /15/ سنة غالباً ولصاحب الشأن إبطال التسجيل أو منع استعمال العلامة التي تشكل نسخاً أو تقليداً ويجب منح مهلة لا تقل عن /5/ سنوات من تاريخ التسجيل للمطالبة بشطب مثل هذه العلامة ولا يجوز تحديد أي مهلة للمطالبة بشطب أو منع استعمال العلامات التي سجلت أو استعملت عن سوء نية.

وأخيراً من الجديد ذكره أن المرسوم التشريعي رقم /47/ لعام 1946 الذي صدر في الجمهورية العربية السورية والمتضمن تنظيم حماية الملكية الصناعية والتجارية يعد دليلاً لكل ما يتعلق بأحكام هذه الملكية ومرجعاً معتمداً لغاية يومنا هذا.

موسى خليل

عدد المشاهدات: 14075