تنتشر العديد من دور السينما في شوارع مدينة دمشق وبقية المحافظات كحالة مرضية تنبئنا عن حال الثقافة التي باتت دورها مقتصرة على عوائل المحاضرين فيها في أحسن الأحوال.
فهل من المعقول أن تمر كل هذه السنين دون أن توضع خطة لإعادة تشغيلها وإحيائها، فما الغاية المرجوة إذاً من تركها مفتوحة الأبواب دون أن نتمكن من استقطاب الجمهور إليها، في الحقيقة بات من الواضح مدى أهمية إحياء كافة المنابر الثقافية على اختلاف أنواعها في بلدنا اليوم بغية إعادة إعمار القيم الحضارية والأخلاقية التي شكلت في تراكمها لدى الانسان السوري منذ فجر التاريخ قيماً استثنائية لابد من إعادة وصل ما تقطع منها وانطفئ نورها في قلوب الذين راحوا ضحيةً لجهلهم مناسقين وراء غرائز أبناء الجاهلية الذين لم يروا الحضارة إلا في سيوفهم المسلطة على الرقاب.
فهذه دعوة لكل المهتمين في الشأن الثقافي لإعادة إحاء دور الثقافة وفي مقدمتها السينما وجعلها مركزاً لاستقطاب العائلات السورية لصرف وقتهم بما هو مفيد، ولابد للمؤسسة العربية للإعلان بما لديها من إمكانات أن تكون شريكاً في هذه العملية الوطنية بامتياز.