 الرئيسية قوس قزح نساء من العصور القديمة |
نساء من العصور القديمة
نساء من العصور القديمة
إن القارئ الدقيق لتاريخ العرب وحضارتهم يتبين له أن العرب قدروا المرأة حق قدرها ومنحوها حرية المشاركة في الحياة العامة، ففي عصر ما قبل الإسلام مثلاً سمّى أكثر الأقوام آلهتهم بأسماء أنثوية وأضافوا عليها صفات قلما يتحلى بها الذكور.
كذلك رفع العرب قديماً من شأن الكاهنات مثل زرقاء اليمامة وفاطمة بنت مر، ونحن على علم بالمكانة التي تتمتع بها الكاهنة في قومها وهناك أسماء برزت في تلك العصور وكان لها دوراً ملحوظاً في مجال السياسة وتدبير الحكم وخاصة عندما تتوافر لهذه الأسماء الظروف الملائمة لإبراز مواهبهن وقدراتهن الفطرية ومن الأمثلة في التاريخ العربي القديم:
زنوبيا: ملكة تدمر التي حكمت مملكة مترامية الأطراف امتدت حتى آسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين ومصر وكانت ذات رأي وحكمة وبأس وشدة وبُعد نظر إضافة إلى ما اتصفت به من جمال آخاذ.
بلقيس: ملكة سبأ وهي من أشهر ملكات التاريخ العربي القديم أيضاً وتشير الروايات إلى رجاحة عقلها واعتمادها المشورة في قضاء أمور بلادها.
هذا من ناحية الحكم أما من ناحية الشعر فتجلت مكانة المرأة العربية آنذاك على مستوى الشعر أيضاً فكانت المرأة الشاعرة مصدر إلهام وحي للرجال وكانت تشاركهم في المجالات المختلفة وخاصة في الحياة الفكرية.
لا خلاف أن المرأة العربية مقلة في نظم الشعر في عصوره المختلفة بسبب الأدوار الأخرى التي تقوم بها كأم أو ابنة أو زوجة لكن ما أن تتاح لها الفرصة على تنمية قدراتها وجدناها لا تقل درجة عن الرجال في هذا المجال.
ومن الشاعرات العربيات نذكر على سبيل المثال:
الخنساء: ((تماضر بنت عمرو)) التي امتازت بفن الرثاء وذلك بعد استشهاد أخيها وأبناؤها فكانت من أبرع من كتب الرثاء.
أم الضحاك المحاربية: التي برعت بشعر الغزل.
ليلى الإخليلية: التي عاشت وبرزت في بدايات الدولة الأموية وكانت لها المكانة التي تشاطر الشعراء بفنها الشعري.
إذا من خلال قراءاتنا نجد أن المرأة القديمة كان لها دوراً فاعلاً ليس فقط كأم أو ابنة أو زوجة وإنما برعت أيضاً كشاعرة أو ملكة، وبعضهن أتيحت لهن الفرص لإثبات وجودهن والبعض الآخر بقي طي الكتمان، ونحن بدورنا في عصرنا هذا نفخر بتلك الأسماء التي لمعت وتركت آثار عن أدوارهن وأعمالهن.
حسام توتونجي
| عدد المشاهدات: 13502 |
العنوان التجاري في نظر القانون السوري
قوس قزح
التعليقات:
 |