الرئيسية فيروز..نغم الشرق الأبدي |
فيروز..نغم الشرق الأبدي
فيروز..نغم الشرق الأبدي
سفيرتنا إلى النجوم..جارة القمر..أسطورة العرب..شجرة الأرز اللبنانية..ياسمينة الشام..ملكة الغناء العربي..عصفورة الشرق..جارة القدس..امبراطورة الأغنية العربية..قيثارة السماء..سفيرة الأحلام..ملكة المسرح..سيدة الصباح..صوت لبنان..صوت الأوطان..المعجزة..أميرة التواضع..شاعرة الصوت..صوت الحب..النغم الحالم..الصوت الذي لا يموت..صديقة الطفولة..الصوت الملائكي..
كلها ألقاب التصقت بصاحبة الصوت الآسر، عاشق الصباح و المساء..فيروز..نغم الشرق الأبدي..
هي نهاد رزق وديع حداد، المعروفة بالاسم الفني فيروز، مطربة ومغنية لبنانية، ولدت في بيروت بتاريخ 21 تشرين الثاني، قدّمت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخيه منصور الرحباني ( المعروفين بالأخوين رحباني ) العديد من الأوبريهات والأغاني التي يصل عددها إلى 800 أغنية.
بدأت فيروز الغناء وهي في عمر السادسة تقريباً في عام 1940م، حيث انضمت لكورال الإذاعة اللبنانية، وعندما عرفها حليم الرومي أطلق عليها اسم فيروز ولحن لها بعض الأغنيات بعد أن رأى فيها موهبة فذة ومستقبلاً كبيراً، ولاقت رواجًا واسعًا في العالم العربي والشرق الأوسط والعديد من دول العالم.
فيروز من أقدم فنّاني العالم المستمرين حتى اليوم، ومن أفضل الأصوات العربية ومن أعظم مطربي العالم.، و قد نالت جوائز و أوسمة عالمية.
كانت نهاد، أو فيروز، الطفلة الأولى لأسرة بسيطة فقيرة كانت تسكن في زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية، كان الجيران يتشاركون مع أمها ليزا البستاني أدوات المطبخ في ذلك البيت المؤلف من غرفة واحدة، أما الأب الهادئ الطباع ذو الخلق الرفيع، فكان يعمل في مطبعة تسمى “لي جور”. كانت فيروز تحب الغناء منذ صغرها، إلا أن الأسرة لم تكن تستطيع شراء جهاز راديو، فكانت تجلس إلى شباك البيت لتسمع صوته السحري قادمًا من بعيد، حاملًا أصوات أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وأسمهان، وليلى مراد.
أعلن الأستاذ محمد فليفل، أحد الأخوين فليفل ( اللذين لحنا النشيد الوطني السوري ) في حفلة المدرسة التي أقيمت عام 1946م عن اكتشافه الجديد، ألا وهو صوت فيروز، و رفض الأب المحافظ فكرة الأستاذ فليفل بأن تغني ابنته أمام العامة، لكنّ الأخير نجح في إقناعه بعد أن أكد له أنها لن تغني سوى الأغاني الوطنية، فوافق الأب مشترطا أن يرافقها أخوها جوزيف أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى، الذي كان يرأسه وديع صبرة ( مؤلف الموسيقى الوطنية اللبنانية )، والذي رفض تقاضي أية مصروفات من كل التلاميذ الذين أتوا مع فليفل.
انضمت فيروز إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وتتذكر – في أحد أحاديثها النادرة – تلك الأيام فتقول "كانت أمنيتي أن أغني في الإذاعة، وقد أخبروني أنني سوف أتقاضى مبلغ 100 ليرة (21 دولارًا) في الشهر، و كانت فرحتي لا توصف، لكن في نهاية الشهر لم أكن محظوظة كفاية، بسبب خصم الضريبة.
بدأت فيروز عملها الفني في عام 1940مغنيةَ كورس في الإذاعة اللبنانية، وألّف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول أغانيها
.
أما انطلاقتها الجدية فكانت عام 1952عندما بدأت الغناء بألحان الموسيقار عاصي الرحباني الذي تزوجت منه بعد هذا التاريخ بثلاث سنوات، وأنجبت منه أربعة أطفال.، وكانت الأغاني التي غنّتها في ذلك الوقت تملأ القنوات الإذاعية كافّة، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت، و كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني، وقد شكل تعاون فيروز مع الأخوين رحباني مرحلة جديدة في الموسيقى العربية، حين تم المزج بين الأنماط الغربية والشرقية والألوان اللبنانية في الموسيقى والغناء. و ساعد صوت فيروز وانسيابيته على الانتقال دائما إلى مناطق جديدة، حيث قدمت المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى، بخلاف الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين التي كانت تمتاز بالطول، زيادة على ذلك، كانت أغاني فيروز بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع؛ فقد غنت للحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن و الأم، و قُدِّم عدد كبير من أغاني فيروز ضمن مجموعة مسرحيات، وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحيّة، من تأليف وتلحين الأخوين رحباني، و تنوّعت مواضيع المسرحيّات بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.
غنت فيروز لكثير من الشعراء والملحنين، منهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري، وسعيد عقل بقصيدة لاعب الريشة، كما أنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء، وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي. وأطلق عليها عدة ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة على رقي صوتها وتميزه
.
بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت فيروز تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني، أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي تميزه من مزج الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية.
أصدرت فيروز خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها "كيفك أنت"، "فيروز في بيت الدين 2000" الذي كان تسجيلًا حيًاً من مجموعة حفلات أقامتها فيروز بمصاحبة ابنها زياد وأوركسترا تضم عازفين أرمن وسوريين ولبنانيين، كان تسجيل "فيروز في بيت الدين 2000" بداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة والحديثة، وفي عام 2010 طرحت ألبومها " ايه في أمل "، وقد تعاونت في إنتاج هذا الألبوم مع ابنها الملحن زياد الرحباني .
كان ألبوم "ببالي" عام "2017" آخر ما قدمته من ألبومات عديدة, وقد لاقى هذا الألبوم انتقاداً شديداً من بعض المحبين لفيروز لعدم ارتقائه لفن فيروز وإرثها, إلا أن صوت فيروز الذي كان محافظاً على رونقه وجماله رغم السنين ال86 وجده البعض الأخر يغطي على أي عيوب واجهت أغاني الألبوم من كلمة أو توزيع موسيقي, ويتضمن الألبوم الجديد عشر أغنيات، كانت قد طرحت ثلاثاً منها مع بداية الصيف في إطار الترويج للألبوم, كما تم انتقاد ابنتها ريما التي ترجمت أغاني أجنبية شهيرة كان معظمها شائعاً في ستينيات القرن الماضي وعربتها بطريقة اعتبرها البعض " كلمات ركيكة.
قدمت فيروز حفلاتها في العديد من الدول قلما توجد فنانة قامت بمثلها، أما الدول فهي :
لبنان – فلسطين – البحرين – الكويت – الإمارات العربية المتحدة – قطر – العراق – الأردن – سورية – مصر – المغرب – الجزائر – تونس – هولندا – اليونان – سويسرا – فرنسا – المملكة المتحدة – المكسيك – البرازيل – الولايات المتحدة الأمريكية – استراليا – كندا.
قدمت فيروز مسرحياتها في عدة أماكن منها :
كازينو لبنان - مهرجانات بعلبك الدولية - مهرجان دمشق الدولي - مهرجان صيدا - مسرح قصر البيكاديلي في بيروت - المدرج الروماني (عمّان - الأردن ) ولقَّبَها جمهورها بملكة المسرح.
أما أهم هذه المسرحيات فهي :
جسر القمر – الليل و القنديل – بياع الخواتم – أيام فخر الدين – هالة و الملك – الشخص – جبال الصوان – يعيش يعيش – صح النوم – ناس من ورق – ناطورة المفاتيح – المحطة – لولو – ميس الريم – بترا.
و بالنسبة للأفلام..شاركت فيروز في تمثيل الأفلام التالية :
بياع الخواتم – سفربرلك – بنت الحارس.
أما البرامج المتلفزة فهي الإسوارة و دفتر الليل.
كما شاركت في أداء السكتشات التالية :
الناطور – مسرح الضيعة – رابوق – عصفورتي – كاسر مزراب العين – عودة الصنوبر – ورد و شبابيك – غربال – الحصاد – زرياب – حكايات الربيع – غرباء – المحاكمة – حصاد و رماح – جسر العودة – دفاتر الليل – إشاعة حب – روكز خطب – روكز تجوز – عمرو و هند – ليالي نيسان – نبع الصفصاف.
على الرغم من قلة عدد القصائد التي غنتها فيروز نسبة إلى إجمالي أغانيها، إلاّ أن القصائد تعتبر من أجمل أغانيها، مثل خذني بعينيك، والآن الآن وليس غدا، وتناثري وسكن الليل، وزهرة المدائن، وأناجيك في سر، وأعطني الناي وغني، وأحب من الأسماء، ولما بدا يتثنى، لكن هذه الأغاني لا تذاع كثيرًا في التلفزيون، ربما لأن بعضها غير مصور.
تبتعد فيروز عن الإطلالات الإعلامية وإعطاء تصاريح شخصية أو سياسية، إلا أن الإعلام ركز على حياة ومواقف فيروز..منها :
شغلت فيروز الصحافة الفنية عام 2010 عندما أشيع أن ورثة منصور الرحباني منعوها من الغناء بقرار قضائي، فيما حلت المظاهرات والاعتصامات في لبنان بسبب منع فيروز من الغناء، وأطلقت بعدها العديد من الأغاني الجديدة لزياد الرحباني في مسرح البيال في بيروت، وتصدرت أغانيها الجديدة مبيعات الألبومات بشكل ملفت.
لم تسلم مواقف فيروز السياسية من نقد بعض المجموعات، فمثلاً تعرضت للنقد من جماعات معادية لنظام البعث العربي الاشتراكي عندما غنّت في دمشق عام 2008، وفي أواخر عام 2013 صرح ابنها زياد بحب والدته للسيد حسن نصر الله، مما أثار ردود فعل إعلامية.
غنّت فيروز للكثير من الأوطان والشعوب، وتكاد تكون فيروز هي الوحيدة من المغنين العرب الكبار التي لم تذكر الرؤساء والملوك في أغانيها الوطنية، وهذا جعلها على مسافة واحدة من معظم التيارات السياسية، الأمر الذي ضمن لأغانيها الوطنية عمراً أطول من الأغاني الوطنية لكثير من المغنين الآخرين.
أغاني فيروز لوطنها لبنان كانت مميزة، فقد غنت للحرية ونمط الحياة الحديثة التي تغيرت سريعاً، حتى أنها لم تترك لبنان في الحرب اللبنانية، وهذا أحد أسباب حب اللبنانين لفيروز وتمجيدهم لها، و أصبحت رمز لبناني هام، لأنها رفضت النزوح عن أرضها، ممثلة بذلك أعلى درجات حب الوطن والانتماء، وحتى عندما فقدت ابنتها ليال بعد أن تعرض منزلها لقصف صاروخي ظلت على موقفها، وبقيت فيروز طيلة فترة الحرب منقطعة عن الغناء في لبنان، حتى لا تُحسب أنها منحازة لفئة ضد أخرى.
كلنا ترنم بزهرة المدائن، وتأرجح على أحزانها، و تماهى في الكلمات، كما تتماهى الريشة في الألوان، وكان صوت فيروز الملائكي يصدح ب "الغضب الساطع آتٍ "، كانت أغنية زهرة المدائن من تلك الأغاني التي اقتربت فيها فيروز من الشارع الفلسطيني، وغنت لعاصمة الدولة المرتقبة، ولم تكتفِ فيروز بذلك، بل غنت لشوارع القدس القديمة.
فيروز صاحبة الرسالة الراقية، والمعاني السامية، والثورة النسائية بصوت مخملي، كانت تغني فيه " سيفٌ فليشهر"، وهل أروع من هذا المقطع الذي تتحرك له القلوب وهي تقول " أنا لا أنساكِ فلسطين، ويشدُ يشدُ بيّ البعدُ..أنا في أفيائك نسرينُ، أنا زهر اللوز أنا الوردُ. .؟؟
و أشهر الأغاني الوطنية لفيروز و أكثرها عمراً هي :
زهرة المدائن - غنيت مكة - بحبك يا لبنان – ياحرية - القدس العتيقة – وطني - أنا لا أنساك فلسطين - سلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة - يا هوى بيروت - من قلبي سلام لبيروت - لبنان يا أخضر لونك حلو - بتذكر يا حبيبي - احكيلي عن بلدي - بتلوج الدني - بيقولوا صغير بلدي - بيروت هل ذرفت - يامينا الحبايب - حملت بيروت - رح نبقى سوا - الآن الآن وليس غدا - احترف الحزن والانتظار - جسر العودة - يا جسرا خشبيا – بيسان -سنرجع يوما – يافا - أذكر يوما – البواب - يا مال الشام - إلى دمشق - يا شام عاد الصيف - نسمت من صوب سوريا - سائلني عن الشام - قرأت مجدك - شام يا ذا السيف - مصر عادت شمسك ذهب - شط الإسكندرية - أهو ده الي صار - أردن أرض العزم - عمان في القلب - أنا والمساء والأردن - موطن المجد - بلادنا لنا - يا شباب البلاد - فتاة سورية – الصحارى - ذكرى بردى - وطني إربد - بغداد والشعراء - إليك من لبنان يا تونس الشقيقة - رسالة إلى جميلة - مرحبا عيد بلادي - العيد يروي الكويت - في ربوع الجهراء - قصيدة الإمارات – باريس - بيتي صغير بكندا - الأرض لكم - ماذا بعد قتال اثنين - يا زمان الوصل بالأندلس - أذكر الأندلس - عإسمك غنيت عإسمك راح غني - نسم علينا الهوا.
هذا و صدرت عدة أفلام وثائقية عن حياة السيدة فيروز، و نالت عشرات الأوسمة و الجوائز الدولية.
عدد المشاهدات: 8435 |
ندرة اليازجي
فيروز..نغم الشرق الأبدي
صباح فخري
وديع الصافي..قديس الطرب العربي
التعليقات: