عرفت منطقة بلاد الشام ومنطقة مابين النهرين صناعة الأواني الفخارية منذ فجر التاريخ، حسب ما دلّت عليه الاكتشافات الأثرية، حيث تؤكد هذه المهارة الإبداع و التجذر الحضاري لأهل هذه المنطقة.
وصناعة الأواني الفخارية ليست بالصناعة السهلة إذا ما قيست بحضارة ذلك الزمن، خاصة مع الحرفية المشغولة فيها حتى وقتنا الحالي.
أما كيفية صناعة الأواني الفخارية فتكون بتراب أحمر مندّى بماء الأمطار لا الماء العادي، وعلى التراب أن يكون بعيداً عن أرجل المارة والحيوانات والتلوث، ينتظر الصانع حتى يصبح (طيناً) مشبعاً بالماء المطري النقي، وغالباً ما كان يؤخذ هذا الخاص بعيداً عن أشجار النخيل في مسار النهرين دجلة والفرات، بعد تحول التراب الفخاري إلى كتل طينية كان لابد أن يجفف تماماً، حيث يؤخذ الطين الأحمر الجاف ويدور على مكان ثابت، حتى تصبح بالشكل المطلوب بواسطة الدولاب والأيدي بالتحريك والدوران المستمر.
ومتى تم الانتهاء أدخل الفخار إلى الفرن المعد من الحجر الناري الذي يتحمل درجات حرارة عالية، ويمكن أن يدخل الفخار إلى الفرن مرات عدة ليصل إلى مرحلة التصلب.
تشير اللقى الأثرية إلى أن صناعة الفخار عرفت في الألفية الرابعة قبل الميلاد في بلاد الرافدين، و أكدت البعثات الأثرية أن سكان بلاد الشام كانوا يعرفون التحكم بقوة نار الأفران. يذكر أن مملكتي ماري و إيبلا في بلاد الشام والفراعنة في مصر عرفوا و اشتهروا بصناعة الفخار.