الرئيسية   الجريمة الإعلامية(الجزء الثاني)

الجريمة الإعلامية(الجزء الثاني)

الجريمة الإعلامية

                                                وقانون الإعلام السوري

                                                                                                الجزء الثاني

 

ما هو الفرق بين الصحفي والإعلامي في التشريع السوري؟

الصحفي هو الشخص الذي يقوم بفحص الأشياء ونقل الحقائق إلى الناس بمختلف الأشكال الصحفية المتعارف عليها في الصحافة وهي الخبر والحوار والتقرير والتحقيق والاستطلاع وغير ذلك.

أما الإعلامي فهو الذي يعمل في كافة المجالات خاصة في مجال الإعلام المرئي والمسموع ويقوم بمختلف الأعمال التي يقوم بها المذيع والصحفي وغيرهم، فالإعلامي هو أوسع معنى من الصحفي ويمكن عدّ كل إعلامي صحفي لا العكس، أما الصحافة فهي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية والمحلية والثقافية والرياضية والاجتماعية وغيرها، وجاء في م /27/ قانون مطبوعات سوري: تمنح البطاقة الصحفية للشخص الذي يقوم بتحويل المادة الصحفية الخام إلى مادة صحفية خاصة عن طريق نقل الخبر وصياغته والتحقيق (الريبورتاج) أو الدراسة والترجمة.

مشتملات الإعلام:

عرف قانون الإعلام السوري البث الفضائي (بالبث الذي يتم عبر محطات البث الفضائية الثابتة أو المتنقلة عبر الأقمار الصناعية، والبث التلفزيوني بأنه الإرسال البصري بالموجات الكهرومغناطيسية أو أية وسائل الكترونية أو هاتفية سواء صاحبه صوت أم لا وبما يسمح للجمهور التقاطه.

والإعلام المرئي (التلفزيون) يعتبر من أهم الوسائل الإعلامية في عصرنا الراهن بحيث أصبحت عامل قوة أو ضعف لدى دولة ما أو ضدها فجمعينا يتذكر الهالة الإعلامية التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق وكيف نسجت بعض وسائل الإعلام القوة الأميركية الفتّاكة التي هي أشبه بالخيال وقاموا بعرض مشاهد لــ 16 جندي عراقي استسلموا قبل بدء المعركة، فهذا العرض من شأنه تدمير نفسية المقاتل العراقي وهذا بالضبط ما تفعله وسائل الإعلام المرئية للدفاع عن وجهة نظرها، ولعل المثال الأبرز ما يشهده بلدنا الحبيب الآن من الحملة الشعواء التي تنهش جسد الوطن من بعض وسائل إعلام عربية وأجنبية تشوه بسمعة بلدنا الحبيب وتبث الفرقة والبغضاء بين أبنائه للنيل من وحدته وتماسك أبنائه.

وعرف أيضاً قانون الإعلام السوري البث الإذاعي المتمثل بالراديو بأنه الإرسال الصوتي من الموجات الكهرطيسية أو أية وسائل الكترونية أو هاتفية تسمح للجمهور بسماعه والتقاطه.

والبث الإذاعي من أول وسائل الإعلام التي تنتشر عبر الأثير فهو ثاني أقدم وسيلة إعلامية بعد الكتابة وكان ولا يزال له أثر إلى وقتنا الحالي ونذكر برنامج حكم العدالة الذي يبث على إذاعة دمشق فهو من أشهر البرامج المتابعة إذاعياً.

أما عن الإعلام الالكتروني فقد عرفه الإعلام السوري في م /2/ بأنه موقع الكتروني على الشبكة يتصف بالاحترافية ويصدر باسم وعنوان يشتمل علىمحتوى إعلامي قابل للنشر.

وهكذا نرى بأن الإعلام بمفهومه الواسع هو مجموعة من الإجراءات الخاصة بنشر المعلومات والحقائق والأخبار عن الحوادث والشؤون التي تمس حياة الجمهور بشكل مباشر أو غير مباشر وبالدرجة التي تجعله يهتم بها ويتابع تطوراتها ويتقصى أخبارها، وللإعلام طابع سياسي ذلك أنه يهتم بكل ما يمت إلى السياسة بصلة من أخبار وأفكار بالأحداث الجارية وتطورها محلياً وعالمياً ولا يخلو الإعلام من دعاية أو علاقة عامة فهناك الكثير من الجوانب المشتركة والمتداخلة بين هذه الفنون من الاتصال الجماهير، وإذا ما عدنا إلى عنوان بحثنا الجريمة الإعلامية نجد في المثال الذي سنأتي على ذكره الدليل القوي فيه على ما قامت به وسائل إعلام عربية ومنها هوليود التي عملت على مدى قرن بتشويه صورة العرب أمام وسائل الإعلام الغربية حيث قاموا بتصوير أفلام الحرب وصوروا المسلمين على أنهم يقتلون بسهولة أو أنهم قساة القلب وحتى النساء نسبوا إليهن قصص خيالية، وحدث ذلك في فيلم (المريض الانكليزي) حيث صور الفيلم المرأة العربية الليبية في الصحراء أنها تقوم بتقطيع أصابع الجندي الأمريكي المريض ، وفي حادثة أخرى نشاهد التعتيم الإعلامي إبان الغزو الأميركي على العراق حيث قامت القوات الأمريكية بقصف فندق فلسطين الذي يعجّ بالصحفيين من أجل تغطية أحداث الحرب من أجل فرض التعتيم الإعلامي وإخفاء ما يجري في ساحات المعارك وكان آنذاك حصيلة قصف الفندق ثلاثة قتلى من الإعلاميين وجرح ستة آخرين.

ولعل مسك ختام بحثنا في الإعلام ودوره المؤثر في مجتمعاتنا سواء في السلم أو الحرب هذه الآية المعطرة من القرآن الكريم ، فقد جاء في الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

 

غسان الشحادة



عدد المشاهدات: 8404



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى