العلامة الفارقة التجارية الجزء الأول

العلامة الفارقة التجارية

الجزء الأول

تعتبر العلامات الفارقة هي أساس التعامل التجاري وعماده ولابدّ لنا من معرفة مفهومها وأنواعها بحيث نرى التاجر يسعى إلى تمييز متجره عما سواه بواسطة عنوانه التجاري، كذلك فإن الصناعي يعمل على تمييز إنتاجه عن المنتجات الأخرى والمماثلة لها، ويتم ذلك بفضل إشارة يضعها على إنتاجه لتصبح مع الزمن دليلاً على السلعة ومستوى جودتها ، ويطلق عليها اسم:العلامة الصناعية الفارقة.

ومن جهة ثانية هناك العلامة التجارية الفارقة وهي العلامة التي يضعها التاجر الذي يقوم بتسويق سلعة من السلع من دون أن يكون هو المنتج لها دلالة منه على المستوى المتميز للسلع التي يقدمها لزبائنه.

وإلى جانب هذين النوعين من العلامات الفارقة فقد نشأ حديثاً نوع ثالث هو علامة الخدمة وهذه هي شارة أيضاً تستخدم لفرق خدمة من الخدمات، من ذلك: العلامات التي تتخذها محطات خدمة السيارات والمطابع وإصلاح التلفزيون والمذياع....إلخ.

والحقيقة هي أن هذا النوع من الشارات لا يختلف في جوهره عن العلامات الصناعية التجارية الفارقة، فهي كلها تهدف إلى تسهيل تداول (سلعة ) من السلع أو خدمة من الخدمات، وذلك عن طريق فرقها عما يشابهها.

وعلى هذا فإن العلامات الفارقة في مجملها، هي عبارة عن شارات تُستعمل لتمييز طبيعة ومنشأة بضاعة أو منتج صناعي أو تجاري أو زراعي أو معدني، أو تتخذ لتمييز خدمة صاحب هذه الخدمة، وأمام هذا التماثل في الوظيفة، فإنه ليس بغريب أن تخضع لأحكام متماثلة نظراً لوحدة الهدف الذي تتخذ من أجله.

هذا ومن المفيد أن نشير إلى أن اتخاذ (التاجر) علامة فارقة ليس أمراً إلزامياً، وإنما هو اختياري يعود تقديره له ما لم يكن القصد من عدم اتخاذ هذه الإشارة سبباً لمنافسة غير مشروعة، ففي هذه الحالة يحق لصاحب كل مصلحة أن يطلب إلى القضاء (عن طريق الوزارة المختصة) إلزامه باتخاذ علامة مميزة عملاً بقواعد المسؤولية المدنية.

أشكال العلامات الفارقة:

تأخذ العلامات الفارقة أشكالاً مختلفة (المادة 64 من المرسوم التشريعي رقم 47 ) فقد تكون عبارة عن أسماء أشخاص (فورد- بيجو- رينو)، أو مجرد تسميات مبتكرة (فريش آب- كولا .. للمشروبات- ألفا للمواد اللاصقة- الميغ- الميراج للطائرات) كذلك فقد تأخذ شكل أختام وهذا ما نشهده بخاصة على المنتجات من الأقمشة، أو حروف (كالسيارات V.W- B.M.W) أو رسمات (صورة الجمل على أكياس الاسمنت) كما ويمكن أخيراً أن تكون مجرد أرقام (666) وغير ذلك كثير.

وأياً كانت اللفظة المستعملة، فإن من الضروري أن تحقق الغرض المرجو منها، ألا وهو تمييز منتج عن منتج، وهي لا تحقق ذلك إذا كانت مجرد لفظة لغوية ذات دلالة وصفية دارجة تشير إلى منتج، أو تحدد نوعيته أو درجة جودته.

هذا ويمكن للعلامة الفارقة أن تكون فردية، كما يومكن أن تكون جماعية، وتكون العلامة جماعية إذا كانت خاصة بحرفة من الحِرف ـو بمنطقة من المناطق أو بإنتاج صناعي معين ( المادة 66 من المرسوم رقم 47).

شروط العلامات الفارقة:

يشترط في العلامات الفارقة أن لا تمثل نقوشاً أو شعارات وطنية أو أجنبية، ولا كلمة أو صورة أو إشارة أو رمزاً ثورياً، كما ويشترط في العلامة الفارقة أن لا تكون مخالفة للنظام والآداب (المادة 67 من المرسوم رقم 47).

موسى خليل

عدد المشاهدات: 11270