دور الإعلان في تعزيز خيارات المستهلك

دور الإعلان في تعزيز خيارات المستهلك

كتب أحمد العمار:

يقدم الإعلان الوسائل والتسهيلات الممكنة لاتخاذ قرار الشراء، عبر تعريف العميل بمزايا المنتج، وكيفية الحصول عليه، ومنافذ بيعه، وطرق استعماله، وتسهيلات الدفع، ومنافع وخدمات ما بعد البيع، وغير ذلك الكثير..وبعد التأكد من إحداث هذا الأثر، يؤتي الإعلان أثره حسب المنافع التي حصل عليها المستهلك في المرة الأولى، الأمر الذي يدفعه لتكرار تجربة الشراء مرة بعد مرة، حتى يتم خلق درجة من الولاء لديه.

هذا الولاء يجعله يصرف النظر عن أية ماركات أخرى عند استعراضها على الأرفف، والاتجاه بشكل مباشر إلى هذه الماركة أو تلك، لذا نجد أن الماركات الجديدة التي تدخل إلى السوق تحارب على جبهتين: أولهما : كسر حدة الولاء المطلق لبعض الماركات القديمة، و الأخرى خلق درجة من الولاء للماركة الجديدة، انظر مثلا لدرجة الولاء المتكونة لدى المستهلكين حول العالم في سوق المشروبات الغازية (بيبسي كولا، كوكا كولا)، وفي سوق مساحيق الغسيل (تايد، إريال، برسيل)، وفي سوق الوجبات الجاهزة (ماكدونالدز، كنتاكي)، وفي سوق الأجهزة الإلكترونية (سوني، شارب، هيتاشي)، وفي سوق أجهزة الكمبيوتر (أبل، إل.جي).. إلخ.

ولو أطلقنا لأنفسنا عنان التفكير، ونظرنا إلى أبعد من خلق الحاجات الشرائية والاستهلاك الفعلي لهذا المنتج أو ذاك، نجد أنه من الصعب تصور أي تبدل أو تغيير في حياة الناس دون المساس بسلسلة النظم الاقتصادية أو الاجتماعية أو الصحية أو حتى الجغرافية والبيئية والتاريخية، بصرف النظر عن كون هذا المساس سلبياً أم إيجابياً، فمثلاً أدى التغيير في طريقة الأكل إلى قلة تناول الوجبات في المنزل، وهذا بدوره أثر على الجانب الاجتماعي (عدم اجتماع الأسرة على مائدة واحدة كما كان في الماضي)، وعلى الجانب الاقتصادي (قلة الاعتماد على تجهيزات المطابخ والأدوات المنزلية)، وعلى الجانب الصحي (ارتفاع نسب الكولسترول ومشكلات السمنة لدى الأفراد)، وغير ذلك.. مما يصعب حصر أثره في المجالات كافة، فهل نشك بعد ذلك في ضخامة الأثر الذي قد يحدثه الإعلان في تغيير سلوك الأفراد والشعوب، بقصد أو بدونه من المعلن، أو من صاحب الفكرة، أو من بعض استخداماتها؟؟

عدد المشاهدات: 2973