الرئيسية   التعليم وحده لا يكفي..

التعليم وحده لا يكفي..

التعليم وحده لا يكفي..

كتب أحمد العمّار:

 

بات قطاع الأعمال ومؤسسات الإدارة والجهات البحثية على قناعة تامة بعدم كفاية التعليم، إن لم يكن متبوعاً بالتدريب المستمر المواكب للتطورات، حتى أن الاهتمام بالتدريب أضحى من سمات المنظمات الحكومية والأهلية الحديثة، الراغبة بزيادة فاعلية مواردها البشرية، وإن أتى هذا الاهتمام مدفوعاً بجملة عوامل أبرزها : تنامي المنافسة، والحصول على الجودة، ومتطلبات العملاء، والتطورات التقنية المختلفة.

 

وإدراكاً من الحكومات بأهمية التدريب، تنامى خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الفائت الإنفاق على التدريب على نحو ملحوظ، فالعالم ينفق سنوياً حوالى 800 مليار دولار، نصيب الولايات المتحدة منها يفوق 150 ملياراً، ما يعني ترسخ القناعة لدى الحكومات حول العالم بأن التدريب استثمار وليس ترفاً، لأنه يحقق عوائد، ويرتبط بتوظيفات، ويحسن أداء الموارد البشرية على المستويات كافة.

 

وهكذا..راح الخبراء والمهتمون في المنشآت التي تتولى تدريب كوادرها يعززون شيئاً فشيئاً فكرة قياس عائدية التدريب، بناء على مدارس ونظريات عدة، تعتمد في قياسها وتحليلها على مدخلات ومخرجات التدريب، والرضا والأداء الوظيفيين، حيث يساعد قياس التدريب إدارات الموارد البشرية على تحديد حصة الفرد من تكلفة التدريب، والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية منه، وتصنيف الوظائف والرواتب والحوافز والترقيات وغيرها.

 

محلياً..ما زالت المنشآت المحلية في القطاعين العام والخاص تتردد في اعتبار التدريب عملاً ذا مردودية وعائدية، ما يضعف القدرات الإنتاجية والإبداعية للموظفين، ويحد بالتالي من تطوير الفكر الإنتاجي والتنموي في هذه المنشآت، و في هذا السياق يقول أحد رجال الأعمال: لماذا ندرب موظفينا طالما أنهم يتركون العمل عند أول عرض مغرٍ، أليس تكاليف تدريب مثل هؤلاء يمثل خسارة للمنشأة، وزيادة في أعبائها، وهدراً لمواردها..؟!

 

قد يبدو حديث رجل الأعمال هذا فيه بعض المنطق عندما يقصر النظر على منشأته فقط، ولكن عندما ينظر نظرة شمولية، أي على مستوى قطاعٍ ما، أو سوق من الأسواق، فإن الأمور ستبدو مختلفة تماماً، فلو افترضنا أن منشأة الأمل دربت عاملاً، ومنشأة النجاح دربت عاملاً آخر، ودربت منشأة ثالثة ورابعة عمالاً آخرين، فأين ستذهب هذه الكفاءات المدربة؟؟

أليس من الطبيعي أن تتنقل بين هذه المنشآت، وبالتالي فإن كلا منها سوف تجد عاملاً لم تدربه هي، بل تدرب في منشأة أخرى؟؟

وهكذا تتكامل الأسواق وتتراكم الخبرات، التي ستقف وراء تطوير أعمال هذه المنشآت، وصولاً إلى موارد بشرية وطنية تتمتع بكفاءة و احترافية عالية المستوى.  

 

 



عدد المشاهدات: 2319



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى