الرئيسية نفقات الإعلان على صناعة الجمال |
نفقات الإعلان على صناعة الجمال
نفقات الإعلان على صناعة الجمال
يتزايد الطلب في العالم على عمليات التجميل ومستحضرات التجميل حتى أصبح الإنفاق عليها يشكل رقما كبيرا في المصاريف وإيرادات الشركات العاملة في هذا المجال. وهذا النـمو في الإيرادات وزيادة الأرباح خلق بينها منافسة قوية سببها قوة السوق لزيادة الـطلب ونمو سوق عمليات تجميل بمختلف أنواعها. لهذا كان لا بد لهذه الشركات والعاملين معها من أطباء ومراكز تجميل من أثبات الوجود في هذا السوق عن طريق اللجوء إلى التنافس عبر وسائل الإعلام من خلال برامج وندوات وإعلانات خاصة بكل مركز وبكل منتج. فأصبحنا نشاهد في برامج الصباح فقرات خاصة عن الجمال بكل أنواعه ترعاها شركات متخصصة في فن التجميل إضافة إلى الإعلانات التي تملأ الصحف والمجلات وخاصة الاجتماعية منها والمتخصصة بشؤون المرأة، كما غزت هذه الإعلانات والبرامج مواقع التواصل الاجتماعي فأصبح هناك صفحات خاصة بالأزياء وأخرى للمكياج وصفحات كثيرة لطب التجميل ومواد التجميل وكيفية المحافظة على الجمال.
بالرغم أن طـب التجميل یـعد من المجالات الجـدیـدة نسـبیا فـي الـطب الحـدیـث، إلا انه أكثرها انتشارا فالمرضى لا يرغبون فـي الـحصول عـلى صـحة جـیدة فحسـب، بـل یـریـدون أیـضاً الاسـتمتاع بـالـحیاة عـلى أكـمل وجـه، حيث أصبح الشكل والجمال والأناقة من ضروريات الحياة وليس من كمالياتها فقد ساهمت مستحضرات التجميل من التقليل من آثـار الشيخوخة الطبيعة، وهذا لا يتوقف على النساء فحسيب بل أصبح يشمل وبنسب لا بأس بها الرجال أيضا.
بعد هذا التطور في علم الجمال خصصت شركات تصنيع مستحضرات التجميل ومراكز التجميل ميزانيات ضخمة للإعلان بسبب قوة المنافسة وفي العقد الأخير ازداد الطلب على عمليات التجميل وخاصة بين فئة المشاهير والطبقة الغنية وهذا أدى إلى ارتفاع التكاليف فأصبحت ذات مبالغ باهظة، مما أدى إلى إنشاء مختبرات عالمية تطور كل ما تحتاجه هذه العمليات لتكون اقل ضررا على صحة الإنسان.
بلغت حصة السوق الإعلانية لمواد وعمليات التجميل في قارة أسيا ما يقارب 36% من السوق الإعلانية، حيث تركزت معظم الإعلانات على عمليات الليزر والحقن والبوتكس وتكبير الشفاه وجلسات البلازما تليها في المركز الثاني عمليات الشفط والنحت وتجميل الصدر وتجميل الأنف.
إن الهوس العالمي بالمظهر والشكل الخارجي أدى إلى زيادة النفقات الإعلانية بسبب استخدام الكثير من المشاهير وعارضات الأزياء في الإعلانات التجارية.
قدر حجم صناعة مستحضرات العناية بالبشرة حول العالم بـ 180 مليار دولا رعام(2018)، فيما يصعب تحديد رقم لعائدات عمليات التجميل. وكشفت الجمعية العالمية لجراحة التجميل عن أكثر من 23 مليونا و600 ألف عملية تدخّل تجميلي مختلفة في العالم بارتفاع قُدر ب8% مقارنة بأعوام سابقة، وهو ما يعني إقبالا متزايدا على هذا النوع من العمليات الذي أصبح يجذب مختلف شرائح المجتمع.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي تجري عمليات التجميل ثم البرازيل فاليابان وإيطاليا والمكسيك. أما في الدول العربية، فيعتبر لبنان الرائد عربيا في عمليات التجميل وأحد أهم مراكز السياحة العلاجية في الوطن العربي، وتشكل عائداتها 15% من إجمالي الإنفاق السياحي السنوي لديه. ثمالمملكة العربية السعودية. بينما تعتبر مصر أكثر الدول العربية التي يتوفر فيها جراحون متخصصون في التجميل كما تمتاز بانخفاض أسعار العمليات بحوالي 50 إلى 60% عن متوسط السعر العالمي.
لا ننكر التأثير المباشر والمتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي الذي له الدور الكبير في اتخاذ خطوة جريئة نحو تغيير الشكل بهدف تقليد المشاهير والحصول على الشكل المثالي الذي تسوقه وسائل التواصل الاجتماعي، أو من أجل إنقاص الوزن والحد من تداعيات التقدم في السن.
وأصبحت الشركات العالمية تركز على جانب هام لتسويق منتجاتها المخصصة للدول الإسلامية من خلال إعلانات تؤكد خلو مواد التجميل من الكحول ودهن الخنزير وكل ذلك بسبب ضخامة السوق العربية والإسلامية فصناعة التجميل لا تعني فقط زراعة الشعر وتجميل الأنف وشفط الدهون وتصغير المعدة وزراعة الأسنان وكريمات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل الأخرى بل تشمل أيضا الشامبو وصبغات الشعر وحتى معجون الحلاقة والأسنان لذلك شكل سوق التجميل أكثر من ثلث الإنفاق الإعلاني العالمي.
صادق إبراهيم
عدد المشاهدات: 4052 |
التعليقات: