الرئيسية   أنطون مقدسي

أنطون مقدسي

أنطون مقدسي

                        شيخ المثقفين السوريين

 

ولد أنطون ميخائيل مقدسي في يبرود عام 1914 ودرس الابتدائية وقسماً من الثانوية فيها، والقسم الآخر في دمشق بين عامي 1933 و1934.

حصل على إجازة في الفلسفة وشهادة الأدب الفرنسي من جامعة مونبليه في فرنسا ثم حصل على إجازة الحقوق وأخرى في العلوم السياسية من مدرسة الحقوق الفرنسية في بيروت وكانت ما تزال تابعة لجامعة ليون الفرنسية في ذلك الوقت.

عمل مدرساً للفلسفة في حمص ابتداء من عام 1940 ثم في حماه ودمشق وحلب ومدرساً لعلم النفس والتربية بعد ذلك في دار المعلمين بحلب ثم بدمشق ومدرساً للفلسفة اليونانية في جامعة دمشق دوال عشرين عاماً ومدرساً للفلسفة السياسية في المعهد العالي للعلوم السياسية مدة أربع سنوات.

بعدها أصبح مديراً للتأليف والترجمة والنشر في وزارة الثقافة بدءاً من العام 1965 وصولاً إلى العام 2000 حيث فُصل من وظيفته بسبب مقالاته النقدية للوضع القائم.

لم يؤلف أنطون المقدسي أي كتاب سوى ما جمعته دار (رياض الريس) تحت عنوان (افتراق الجسد العربي) ومشاركته في كتاب (الأمة على مشارف الألف الثالث) الذي صدر عن دار النهار في بيروت وبالمقابل فقد اهتم بكتابة المقالات والترجمة.

بدأ المقدسي حياته في عصر مفعم بآمال التحرر والانعتاق من سطوة الخارج ولكن حياته اختتمت في عصر الخيبة وبقي عقله وذهنه ورأسه دائماً خارج الخيبة تماماً إذ كانت لديه تثقة بالشعب وبأن الانسان لابد أن ينطوي وجدانه على مشروع تحرر، ومن ثم فإن واجب الثقافة الحقيقية أن تضع نفسها في خدمة هذا الانسان ذلك لأن هذا الانسان هو أثمن ما في الوجود.

عاد أنطون مقدسي من فرنسا عام 1952 بعد أن أمضى فيها سنوات طويلة للدراسة وعند عودته كان يعاني من مرض ألمّ بجملته العصبية حال بينه وبين أن يكون قادراً على القراءة لنفسه وقد تطوع في تلك الفترة المهندس سهيل شباط بالتردد على منزل الأستاذ المقدسي في الأمسيات والقيام بمهمة القارئ له، ومع ذلك لم يكن قادراً على القراءة طويلاً لأنه كان مجهداً غاية الإجهاد ولم يستأنف حياته العادية إلا بعد وقت طويل من عودته إلى دمشق.

لم يكن أنطون مقدسي مجرد ظاهرة عابرة في حياة الثقافة السورية والعربية وعندما نقول (الثقافة السورية) فهذا يعني أن له دوراً فيها. فقد مرّ حينٌ من الدهر كان فيه متعاطفاً مع الفكرة السورية أو مجمل أفكار الحزب القومي الاجتماعي السوري، إذ يبدو أنه قد وجد في هذه الأفكار السورية نوعاً ما الإجابة عن الأسئلة أو على الأقل بعض الأسئلة التي كانت مطروحة على الواقع.

لقد أولى المقدسي الحداثة الأدبية والفنية اهتماماً فائقاً حتى ليكاد يكون متجاوزاً لما أولاه من اهتمام للمذاهب الفلسفية المعاصرة ومردّ ذلك إلى أنه كان يعتقد أن العرب شعب من شعوب القول أي شعب يحتفل باللغة وينزلها منزلة رفيعة في حياته وعلى ذلك فما دامت الذهنية العربية ذهنية قول وبيان فإن المدخل إلى الحداثة لابد أن يكون بالنسبة لأمة مثل الأمة العربية مدخلاً أدبياً لغوياً وربما كانت هذه الواقعة هي التي تفسر لماذا كتب المقدسي عشرات المقالات وأعطى عشرات المقابلات التي نلتقي بها موزعة ومفرقة في الصحف، ولعل هذا ما جعله يعتقد بأن الحداثة الأدبية والفنية يمكن أن تكون مدخلاً للحداثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي يفسر منح المقدسي الحداثة الأدبية والفنية الأولوية على سائر صور الحداثة الأخرى.

وعلى الرغم من كل ما توفره الحداثة التكنولوجية من تيسير للعلاقة بين الانسان والمادة المعرفية: كتب مطبوعة، أقراص ليزري ومدمجة، شبكة الانترنت بمجملها... إلخ، فقد ظل المقدسي يحنّ وبصورة قوية إلى ثقافة القول إلى ثقافة التواصل المباشر، للاتصال المباشر بين الأفراد داخل الجماعة الواحدة، التي تستمد وجودها من ثقافة واحدة وموحدة. ذلك لأن القول أو الخطاب الشفوي يخلق علاقة أعمق مع الوجود أو الكينونة من ذلك الاتصال الذي توفره الكتابة. فالكتابة والكتاب وسيطان في نهاية المطاف، وأما القول أو الخطاب الشفوي ففسحة مباشرة أو فضاء تتفتح فيه الأشياء وتكشف عن ماهياته ودلالاته مما يعيد للنص مقدرته من جديد على إعادة بناء النص، مادام كل شيء في هذا العالم إنما هو نص، فهذا يعني أن الحداثة عند المقدسي ليست سوى نوع من إعادة بناء الوجود أو إعادة بناء لما يدعوه المقدسي بـــ(الواقع) وبذلك تصبح الحداثة مرادفة لإعادة بناء الواقع في الاتجاهات المرغوبة أو المفضلة من قبل جماعة بشرية معينة.

غسان الشحادة

 



عدد المشاهدات: 3083

ندرة اليازجي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-03-07

فيروز..نغم الشرق الأبدي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-11-13

صباح فخري

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2018-02-21

وديع الصافي..قديس الطرب العربي

 
 0 تعليق, بتاريخ: 2017-09-12



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى